نورنيوز- في كلمة ألقاها في ختام زيارته لواشنطن، أعرب رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن قلقه من احتمال أن تصبح شرق آسيا أوكرانيا القادمة، ودعا إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الصين وكوريا الشمالية.
وصرّح رئيس الوزراء الياباني المُضطرب في تصريحاته كما لاح عليه في مؤتمر صحفي بعد يوم من لقائه جو بايدن: "شرق آسيا غدًا قد يكون مثل أوكرانيا اليوم"، ووصف المخاوف الأمنية في المنطقتين بأنها "لا تنفصم".
كما ذكر كيشيدا أنه من الضروري لليابان أن تكون قادرة على الاعتماد على حلفائها والدول ذات التفكير المماثل في مواجهة تهديد الصين، وشدد على الحاجة إلى توسيع العلاقات مع الدول الغربية وتعزيز الترسانة اليابانية.
لكن حرص رجال الدولة اليابانيين على منع شرق آسيا من أن تذوق مصير أوكرانيا هو وجهة نظر مهمة جدا كنهج موجه نحو الأمن، ولكن لتحقيق ذلك، من الضروري الانتباه إلى السبب الرئيسي للأزمة في أوكرانيا، فلو ألقينا نظرة على تاريخ منطقة البلقان وأوروبا الشرقية وأوكرانيا تظهر أنه منذ التسعينيات، أي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من التزامات أوروبا والولايات المتحدة بعدم توسيع الناتو، فقد تسارع هذا المسار عملياً، ونتيجة لذلك وفقا لموسكو، واجهت العديد من الخطوط الأمنية الروسية تهديدات واسعة النطاق.
المسوّغات الروسية قويّة جدا وواضحة كعين الشمس، هو أن الحرب الأخيرة في أوكرانيا بدأت عندما أعلن الغرب عن خطة إنضمام أوكرانيا الى الناتو، والتي كانت في الواقع إعلان حرب ضد موسكو، إن تكرار نفس الإجراء في السنوات الأخيرة من قبل الدول الغربية، خاصة أمريكا، ضد الصين هو أيضا تذكير بأن الغرب ما زال يسير على ذات المنوال، وقد يدفع دول آسيا الشرقية نحو حقل مكتظ بالألغام لا حظّ ولا أمل لدول شرق آسيا فيه.
اتفاق اكواس بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة لبناء غواصة نووية لأستراليا وتعزيز الوجود العسكري لهذه البلدان في المحيط الهادئ هو مظهر من مظاهر هذه السلوكيات الاستفزازية.
خلال هذه السنوات، بالإضافة إلى توسيع العلاقات العسكرية مع دول مثل الفلبين وفيتنام وكوريا الجنوبية واليابان ، أطلق الغرب سباق تسلح في المنطقة ، أصبح هو نفسه أساسًا لتهديد أمن الصين.
علاوة على ماسلف، استمرت استفزازات تايوان ضد الصين بشكل مريب على الرغم من التحذيرات الصينية المتكررة، لذلك يبدو أن الحل لمنع شرق آسيا من التحول إلى أوكرانيا لم يعد ممكناً من خلال تعاون اليابان مع الغرب، لأن التجارب السابقة أظهرت أن الغرب لديه القدرة على إنتاج بؤر الأزمات أكثر من أي شيء آخر.
من ناحية أخرى؛ كما ركز مسؤولو الحكومة اليابانية على خطة الميزانية للأعوام 2023-2027 لزيادة الميزانية العسكرية لليابان بنسبة 56٪ من 27.5 تريليون ين الحالية إلى 43 تريليون ين أو 318 مليار دولار في إجراء يتماشى مع مطالب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
مع هذا الاتجاه ، في السنوات الخمس إلى العشر القادمة، ستصل ميزانية الدفاع للبلاد إلى 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يتماشى تماما مع الأوامر التي يمليها الناتو، وبالتالي فإن مشاركة كبار المسؤولين من كوريا الجنوبية واليابان في للمرة الأولى في الاجتماع الصيفي للناتو، يمكن أن يساهم بالفعل في إضفاء الطابع الأوكراني على المنطقة، لأن هذا الاجتماع رافقه رد فعل حاد من قبل بكين.
كما أعلنت مجلة يوميوري اليابانية أن الولايات المتحدة تخطط لنشر عدة وحدات من مشاة البحرية المسلحة التابعة لها في جزيرة أوكيناوا اليابانية بحلول عام 2026 لمواجهة الجيش الصيني.
إن توقيع المعاهدة العسكرية بين اليابان وبريطانيا إلى جانب الكلمات الصريحة لـ "أنتوني بلينكين" بعد اجتماع رؤساء السياسة الخارجية للبلدين، الذين وصفوا الصين وحلفائهم وشركائهم بأنها أكبر تحد استراتيجي مشترك ينتظرهم هو من بين الاستفزازات الأخرى التي تبعث على القلق.
كما ادعى أندرس راسموسن، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أنه يحاول منع تكرار السيناريو الأوكراني، وطلب إضراج تايوان بالأسلحة في أسرع وقت ممكن وتحذير بكين من عواقب مهاجمة هذه الجزيرة.
جملة هذه التصرفات وتجاهل أمن وسلامة أراضي الدول الأخرى، على الرغم من الصورة البراقة التي تتخفها خلفها تلك الدول بذريعة الأمن، قد تتسبب بإشعال الأوضاع في شرق آسيا كلها.
نورنيوز