نورنيوز- تتكثّف الجهود يوماً بعد يوم ولا سيما في ظلّ الذكرى السنوية الثالثة لإستشهاد قادة النصر الشهيد الحاج القائد قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما، لمحاسبة الضالعين في إرتكاب هذه الجريمة النكراء، وذلك في ظلّ تكثّف التحركات القضائية بين طهران وبغداد لإتخاذ إجراءات على الأرض بما يتيح للعدالة بأن تأخذ مجراها.
وتأتي هذه الجهود الإيرانية العراقية المُكثّفة بهدف عدم حرف القضية عن مسارها أو السماح بطمسها نظرا لمرور ثلاث سنوات على وقوعها المشؤوم بالقرب من مطار بغداد، لا سيما بعد أن أكدت السلطات في العراق أن الشهيد سليماني كان في حينها قد حلّ ضيفاً رسميا على بغداد، وهو الأمر الذي يؤكد أن الخطوة الأمريكية بإغتيال قادة النصر تندرج في إطار إرهاب الدولة، واعتداء صارخ على الارض والسيادة العراقية وهو مدان بجميع الأعراف والقوانين الدولية.
وفي آخر مستجدات القضية، أعلن عباس علي كدخدائي عضو مجلس صيانة الدستور في ايران والمسؤول عن الملف القضائي لقضية اغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني، ان طهران اقترحت قيام محكمة دولية عراقية- ايرانية لتسريع البت في قضية اغتيال الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ومرافقيهم على يد الأمريكيين.
جهود لتسريع وتيرة التحقيق
وقال كدخدائي مساء أمس الأول، الجمعة امام اجتماع عقد في طهران تحت عنوان “انصار سليماني” للاحتفاء بالشهداء المدافعين عن اضرحة آل البيت (ع)، ان هذا المقترح الايراني لانشاء محكمة مشتركة هو قيد الدراسة حاليا، موضحا ان قيام مثل هذه المحكمة سيسرع البت في هذه القضية.
واضاف: ان العلاقات بين ايران والحكومة العراقية الجديدة هي جيدة حاليا، مؤملا اجتياز المرحلة الراهنة والتوصل الى نقاط ايجابية في قضية الملاحقة القضائية والقانونية للضالعين في الجريمة والآمرين بها.
وشدّد كدخدائي ضروة عدم السماح بأن تصبح هذه الجريمة امرا روتينيا، مؤكدا ضرورة ان يتم افهام الأمريكيين بأنهم اقترفوا جريمة ويخضعون حتما للمساءلة.
وفد عراقي الى ايران
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء أعلن كدخدائي ايضا انه من المقرر وصول وفد من مسؤولين القضائيين العراقيين الى ايران خلال السبوع المقبل، لعقد لقاءات مع نظرائهم الايرانيين في سياق متابعة قضية اغتيال الشهيد سليماني.
وكشف كدخدائي انه ولحسن الحظ كان هناك تعاون جيد من الجانب العراقي منذ بداية هذه القضية وقد عقدت اجتماعات ثنائية بين خبراء ايرانيين واصدقائنا العراقيين.
هذا وقد اكد رئيس مجلس الوزراء، في العراق، محمد شياع السوداني، أمس الأول الجمعة: إن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، كان ضيفا على العراق مشددا على أن استهداف أميركا له ولرفاقه من قادة النصر يعد اعتداء صارخا على سيادة العراق.
القضاء العراقي يتوعد
الموقف العراقي جليّ في هذه القضية، حيث اكد رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي فائق زيدان، أن القضاء لن يتردد في اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق كل من يثبت تورطه بجريمة اغتيال قادة النصر.
وقال: ان مسؤولية القرار في محاسبة من ارتكب هذه الجريمة هي مسؤولية مضاعفة، لذا فان القضاء لن يتردد في اتخاذ الاجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه دليل اشتراكه في هذه الجريمة بأي شكل من الاشكال اي كان منصبه وموقعه، ومصداق ذلك صدر مذكرة قبض بحق الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب الذي اعترف علناً انه من امر بارتكاب هذه الجريمة.
بدوره قال ممثل الرئيس العراقي عبدالله العلياوي: إن التحقيق بالجريمة يجب أن يكون ضمن أوليات البلاد، ودعا الى تحقيق العدالة في هذه القضية.
الوفاق