وشرح عباس علي كدخدائي في حديث، اجراءات اللجنة الخاصة بالمتابعة القانونية والدولية لملف اغتيال الشهيد قاسم سليماني، قائلا: بادئ ذي بدء، لا بد لي من القول إن استشهاد الفريق سليماني على يد الأميركان والجريمة التي ارتكبوها تسببوا في حرمان دول المنطقة من خادم ومصلح ومضحي.
واوضح أن قضية اغتيال الشهيد سليماني تجري متابعتها بأبعاد قانونية وقضائية وسياسية ودبلوماسية مختلفة من قبل اجهزة مختلفة، بما في ذلك السلطة القضائية ووزارة الخارجية ومؤسسات أخرى ذات صلة، وأضاف: في هذا السياق، وبعد وقوع الاغتيال، تم تشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع في وزارة الخارجية.
وقال كدخدائي: قبل نحو شهرين طلب مني وزير الخارجية السيد حسين أمير عبداللهيان أن أتولى مسؤولية هذه اللجنة، موضحا: يعد هذا نجاحًا كبيرًا بالنسبة لي، وفي هذا الصدد ، على الرغم من انشغالي، لم أستطع رفض هذا العرض، لأنني شعرت بالدين تجاه هذه الشخصية الشامخة الحاج قاسم سليماني بسبب تضحياته والأمن الذي وفره لنا في البلاد والمنطقة.
وتابع قائلا: في المجال القانوني ، أوشكت لائحة الاتهام المقدمة بخصوص هذه القضية على الانتهاء ، ويمكننا متابعة هذا الأمر حسب اختصاص محاكمنا المحلية في هذا الصدد، في جريمة مطار بغداد استشهد خمسة من مواطني الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على قانون العقوبات الإسلامي، لدينا صلاحية رفع دعوى قضائية ضد الجريمة التي وقعت داخل البلاد.
وفي شرحه للجانب الجنائي لهذه القضية ، قال كدخدائي: هذه القضية تتطلب الكثير من التحقيق من الناحية الجنائية، وكان لابد من إعداد المستندات المطلوبة، وفي هذا السياق، عمل أصدقاؤنا في الاجهزة المختلفة بجد لجمع هذه المستندات، ومن خلال العلاقات والتعاون الذي تم بين المسؤولين في ايران والعراق تم إعداد وثائق جيدة وقدمت هذه الوثائق للقضاة، وكل هذا أدى إلى إعداد لائحة اتهام أولية بخصوص هذه القضية، ونحن ننتظر وفقا للوثائق المتوفرة، استكمال لائحة الاتهام ويمكن لمكتب المدعي العام في طهران إصدار لائحة الاتهام النهائية وتقديمها إلى السلطات القضائية.
وأضاف كدخدائي: بناءً على ما رأيناه وسمعناه في وسائل الإعلام، تحمل الرئيس الأميركي السابق ووزير خارجيته (ترامب وبومبيو) وعددًا من كبار المسؤولين الأميركيين الآخرين المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي، وبناءً على ذلك، بصفتهم قادة تنفيذ هذه الجريمة كان لديهم أيضًا وكلاء ومشاركين في المنطقة، ووفقًا للوثائق فإن هؤلاء المرتبطين والمسؤولين هم من العراق نفسه وعدد من دول الجوار الأخرى وبعض الدول الأوروبية، لأن العملية كانت معقدة للغاية.
وأكد رئيس لجنة المتابعة القانونية والدولية الخاصة لاغتيال الشهيد قاسم سليماني بوزارة الخارجية، أن هذه القضية قضية مهمة ولها العديد من المتهمين المتورطين في تنفيذ هذا الاغتيال، مبينًا أن أسمائهم قد تم تقديمها إلى النيابة العامة، بل إن عدد المسؤولين أو الذين ساعدوا في تنفيذ هذه الجريمة كثير، وقد تم تقديم أسماء العديد منهم إلى السلطة القضائية الإيرانية.
ولفت الى أن هؤلاء المتورطين في هذه الجريمة هم من رعايا أربع دول، موضحا أن مطار بغداد يدار من قبل بعض الشركات الأجنبية والأشخاص الذين علموا بعملية الاغتيال، وقال: لقد ساعدوا في تنفيذه أو هيئوا متطلباته، فهم من رعايا بعض الدول، وكما ذكرت في نص لائحة الاتهام، سيُطلب معاقبتهم حسب التهم الموجهة إليهم.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم القبض على أشخاص في هذه القضية في العراق، قال كدخدائي: لدينا أشخاص وجهت إليهم تهم حسب بعض الوثائق وصدرت بحقهم مذكرات توقيف.
وقال، أنه كما ذكرت فأن عدد المتهمين في هذه القضية كبير ، مضيفا: إن القضاء العراقي اتخذ إجراءات جيدة في هذا المجال من خلال التعاون معنا، لكن هذه الإجراءات بحاجة إلى استكمال وتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال حتى يمكن استكمال ملف هذه القضية في أسرع وقت ممكن.
واردف كدخدائي: هذه الجريمة المنكرة يجب أن تكون دائما محل اهتمام الرأي العام من خلال وسائل الإعلام في الداخل والخارج، ولا ينبغي أن نسمح للأميركيين أن ينسوا الجريمة، من ناحية أخرى يجب على الأميركيين أو أي دولة أخرى ترتكب انتهاكًا دوليًا في المنطقة أن تعلم أنها ستواجه مقاومة شعوب المنطقة وعليها تحمل تبعات أفعالها.
كما أشار إلى أهمية الحفاظ على مدرسة الشهيد سليماني، وقال: من واجبنا أن نبقي هذه المدرسة على قيد الحياة دائمًا، ونحاول شرحها وعدم نسيان الجريمة التي ارتكبت في مطار بغداد.
نورنيوز/وكالات