معرف الأخبار : 122390
تاريخ الإفراج : 12/28/2022 11:48:34 AM
ما الرسالة التي اعتزّ بها الحاج قاسم سليماني عند سماحة قائد الثورة

ما الرسالة التي اعتزّ بها الحاج قاسم سليماني عند سماحة قائد الثورة

قبل استشهاد الحاج القائد قاسم سليماني لقبه البعض في الغرب بالرجل الخارق الذي مهمته هي الافشال المستمر لخطط واهداف اميركا وحلفائها بالاضافة الى تدعيم صلابة الثورة الاسلامية في ايران، وهناك الكثير من الكلام حول مدى تأثير هذا القائد الايراني الفذ لكنه في الفضاء الافتراضي يعرف بمحاسنه البيضاء ووجهه المتسم بالصلابة والبأس ويمكن القول انه كان اكثر رجال العالم لفتا للانظار وشخصية مؤثرة وهامة .

هكذا وصفته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الامريكية، وهذا يظهر بأن الاعداء ايضا اعترفوا بعظمته، وبمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده تنقل وكالة انباء فارس في سلسلة تقارير بعض ما قاله رفاقه عن مناقب وعظمة هذا الشهيد القائد الكبير.

يروي "رحيم نوعي اقدم" الذي كان من قادة المدافعين عن اضرحة آل البيت عليهم السلام في سوريا عما حصل بينه وبين الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني اثناء معركة تحرير مدينة "دير العدس" والتي كانت معركة ضارية ، فيقول :

مكان استقرار قواتنا كان تحت القصف الضاري وكنا في موقف صعب للغاية لكن الحاج قاسم سليماني قدم الى هناك وعندما وصل كانت نيران المدفعية والهاونات المتساقطة علينا في ذروتها، ورغم ذلك رأينا السكينة والهدوء في وجه وملامح الحاج قاسم سليماني ، لم نستطع انجاز مهامنا بالكامل وكان القسم الاعظم من ديرالعدس بيد المسلحين حتى تلك اللحظة ، كان من المفروض ان يعاملنا الحاج قاسم بقساوة ويلومنا ، لكنه لم يقل شيئا وفقط استفسر عن وضعية المنطقة ومن ثم قام بنفسه بمسح ميداني للمنطقة وذهب .

8 اوامر في اوضاع غير ممكنة

بعد مضي 20 دقيقة جاءنا موفد الحاج قاسم سليماني وسلمني رسالة مكتوبة كتبها الحاج قاسم لي ، الورقة تضمنت 8 اوامر وقد كتب في ذيل الورقة "فليكتب ابا حسين هل يستطيع تنفيذ هذه الاوامر ام لا ؟" ، كلما قلبت الورقة وامعنت في ما هو مكتوب رأيت بأنني لا استطيع ، لم يكن أي من تلك الاوامر قابل للتنفيذ ، اتصلت بالحاج قاسم سليماني لأسأله سؤالا ، وقد قال لي في تلك المكالمة "اذا توفقت بأن تمتلك التوكّل الذي تكلم عنه الشهيد مهدي باكري (قائد لواء عاشوراء في الحرس الثوري وقد استشهد اثناء الحرب الصدامية على ايران في الثمانينيات وفقد جثمانه الطاهر) فانك تستطيع ذلك بالتأكيد .

ويشرح "رحيم نوعي اقدم" انه كان قد ذكر للحاج قاسم سليماني ما علمه الشهيد مهدي باكري لقواته حيث كان يقول لهم " اذا كانت هناك مهمة غير قابلة للتنفيذ لاعتبارات عقلية ومحاسبات عسكرية ومنطقية والظروف الميدانية ، فان تنفيذه ممكن شريطة الاخلاص والتوكل على الله تعالى " ، وقد ذكّرني الحاج قاسم سليماني في تلك اللحظة بكلام الشهيد مهدي باكري ونبهني.

ومضى "نوعي اقدم" يقول : كانت الظروف في غاية الصعوبة ، وناديت الشهيد مهدي باكري في قلبي وقلت له "لا استطيع، ولا يمكن انجاز هذه الاوامر، انت قل لي ماذا افعل ؟" وهناك شعرت وكأن روح الشهيد  يأمرني بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، وفي تلك اللحظة توكلت على الباري عزوجل وناجيته سبحانه وقلت ((يا رب ، عليك توكلت ، فهل تعينني ؟ )) ومن ثم قلت بقوة (( يا اله الشهيد باكرى، ساتوكل عليك من الان فصاعدا ، ساتوكل عليك فقط من الان )) .

الرسالة التي وقّعت بالدم

لقد ارسلت رسالة جوابية للحاج قاسم سليماني و كتبت "استطيع" ومن ثم جرحت اصبعي ووقعت الرسالة بالدم وسلمته للموفد وقلت له اذهب وسلم هذه الرسالة للحاج قاسم سليماني ، واشهد الله تعالى باننا كنا نفتقر لادنى الامكانيات ومقومات انجاز المهمة ، لكنني كنت قد توكلت.

ويواصل "رحيم نوعي اقدم" روايته قائلا " لقد رووا لي فيما بعد انه عندما سلم الموفد الرسالة الى الحاج قاسم سليماني ورأى الدم تحت الكتابة ، انقلبت حالته ثم طوى الورقة وضمها في جيبه قائلا "سأذهب عند سماحة قائد الثورة الاسلامية ليرى سماحته هذه الرسالة ويرى من هم جنوده في الخطوط الامامية للقتال ؟ "   

ان الاوضاع الميدانية كانت صعبة والقصف المعادي كان ضاريا وقد سيطر العدو على خطوطنا الخلفية ، انتظرت حلول ظلام الليل وثم عبرنا خط التماس بيننا وبين العدو وحينما وصلنا خلف متاريسهم رأينا بأنهم يهربون وهذا اثار استغرابنا ، وفي الصباح عندما قمنا بأسر احد عناصر العدو الذي اختبأ في ذلك المكان حتى الصباح ، سألناه عن سبب فرارهم فقال " ان قواتنا شعرت بأنكم تريدون الالتفاف علينا من الخلف ولذلك وصلتنا اوامر باخلاء المنطقة والانسحاب "، ويختم "رحيم نوعي اقدم" بالقول : هناك ثبت لي بأن التوكل الحقيقي والمخلص سيجعل غير الممكن، ممكنا .


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك