نورنيوز- عقدت الجولة الثانية من مؤتمر بغداد الثلاثاء الماضي في الأردن بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من 12 دولة، من بينهم حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الايراني.
في هذا الاجتماع، الذي عقد بدعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وبتنسيق من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، رؤساء ومسؤولي إيران ومصر والسعودية والإمارات وقطر والبحرين وحضر الاجتماع كل من دول الكويت، عمان، تركيا، إلى جانب الأمين العام لمنظمة التعاون وأمين عام جامعة الدول العربية، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان الهدف من هذا الاجتماع دعم سيادة العراق وأمنه واستقراره وتطوير آليات التعاون في هذا الصدد، ومن نقاطه المهمة والأساسية وجود ودور الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيه كواحد من محاور التقارب الجهوي.
لطالما سعى الغرب إلى تقديم إيران كدولة معزولة وحيدة في العالم، خاصة في الأشهر الأخيرة، وذلك عبر حملات إعلامية مكثفة وحتى إجراءات غير قانونية لإخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة للمرأة، وتقديمها كنموذج فاشل من بين الدول المستقلة التي تواجه نظام الهيمنة.
إيران من خلال حضور مؤتمر بغداد في الأردن، لم تقم بدحض الادعاء المذكور أعلاه فقط، بل أظهرت دورها القيم ومكانتها في المعادلات الإقليمية والعالمية وأكدت دورها الفعال من خلال تقديم مبادرات ومقترحات عملية وواقعية لحل الأزمات الإقليمية.
لطالما اعتبرت طهران المنطقة كلّ متكامل ومترابطة، لها مصير مشترك لجميع دولها، لذلك، لحل المشاكل وسوء التفاهم والتحرك في اتجاه التقدم والاستقرار المستدامين، فمن الضروري إجراء حوارات شاملة بين دول المنطقة الرئيسية بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
في السياق، أعرب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن أسفه لغياب سوريا عن هذا الاجتماع، مؤكدا إن الحوار بين دول المنطقة للتوصل إلى تفاهم مشترك من أجل إحلال السلام والاستقرار ليس خياراً بل ضرورة، وينبغي الاستفادة من قدرة جميع اللاعبين الحقيقيين على تحقيق أمن المنطقة.
كما أكد أمير عبد اللهيان، في الوقت الذي أكد فيه على عدم قبول أي تهديد من الأراضي العراقية ضد دول الجوار، وعلى ضرورة تنحية الكيل بمكيالين في تحقيق الأمن في المنطقة، وقال: "نعتقد أن الأمن لا يمكن شراؤه وهو قاسم مشترك، لذلك نحن لا يمكن استخدام كل الوسائل لزعزعة استقرار بلد ما دون أن تتأثر الدول الاخرى المجاورة له.
وشدد على أننا نعتبر الأمن من وجهة نظر إقصائية ومواجهة غير قابل للتحقيق: "لا يمكن تحقيق الأمن الجماعي والاستقرار الإقليمي إلا من قبل دول المنطقة ومن منظور داخلي".
نقطة أخرى مهمة في منظور إيران الإقليمي هي الانتباه إلى القضية الفلسطينية، ذلك لأن إهمالها عملياً عرقل تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وانطلاقاً من وجهة النظر المنطقية هذه التي تهم العديد من الحكومات وخاصة دول المنطقة، ويمكن ملاحظة تجلياتها في الدعم الواسع النطاق لفلسطين في مونديال قطر، وقال أمير عبد اللهيان: " نعتبر الحل السياسي للقضية الفلسطينية وفق مبدأ حق تقرير المصير في إجراء استفتاء بين سكان فلسطين الأصليين، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، لتشكيل دولة فلسطينية واحدة وعاصمته القدس".
كان الوضع الخاص للمنطقة وقدراتها الجيوسياسية والاقتصادية، بما في ذلك في مجال النقل والعبور بين آسيا وأوروبا وأفريقيا، مع وجود ممرات نقل برية وبحرية لنقل البضائع والركاب، مسألة أخرى دارت على ألسنة الحاضرين في هذا المؤتمر.
كما أشار وزير خارجية ايران إلى قضية العواصف الترابية باعتبارها تحديا إقليميا لا يمكن كبحه إلا بالتعاون المشترك والتفاعل البناء.
وعلى هامش هذا اللقاء التقى أمير عبداللهيان برئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، كما التقى نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير خارجية قطر، وكذلك بدر البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان، علاوة على لقائه المهم بملك الأردن عبد الله الثاني.
كما التقى وتحدث مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل بشأن مفاوضات رفع الحظر الجائر.
حيث بعث لقاء أمير عبد اللهيان مع بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، رسالة مهمة مفادها أن الجمهورية الاسلامية الايرانية، بالإضافة إلى التأكيد على حماية الحقوق والخطوط الحمراء التي أثارتها منذ بداية المفاوضات، تؤكد على مبدأ الحوار للوصول إلى اتفاق جيد ومستقر.
نورنيوز