معرف الأخبار : 122056
تاريخ الإفراج : 12/21/2022 10:51:43 AM
لماذا تكثّف ألمانيا مساعيها لتولي زمام المبادرة في الأعمال المعادية لإيران؟

لماذا تكثّف ألمانيا مساعيها لتولي زمام المبادرة في الأعمال المعادية لإيران؟

سلوك ألمانيا المعادي لإيران مؤخراً يغذي الشكوك في أن حكام برلين، من خلال المضي قدمًا واستخدام شعارات حقوق الإنسان، يريدون جعل العالم غير مدرك لـ "عودة ألمانيا إلى عالم المصانع" في مجال التطرف العنصري ، وهو رد على إذلال أمريكا!

نورنيوز- الجميع يعلم مدى الدور الذي لعبته ألمانيا كدولة مهمة في قلب أوروبا في إحداث تطورات جادة في العالم.

ومن أبرز المجالات التي نلاحظ فيها وجود بصمة كبيرة لألمانيا بها هي مجالات الفكر والفلسفة، علاوة على تأسيس التقنيات الجديدة والمساعدة في تقدم المعرفة والصناعات الحديثة في العالم.

لكن هذا البلد ليس مشهورا فقط من وجهة نظر إنتاج الفكر والفلسفة أو الريادة في العلوم والتكنولوجيا، إنما من وجهة نظر ارتكاب أعمال تسببت في التدمير الكامل لجميع الإنجازات وتسبب أيضا في أضرار مادية وبشرية واسعة النطاق لنفسها والبلدان الأخرى.

لقد وفرت الإحداثيات الجغرافية والخصائص الثقافية لهذا البلد في فترات تاريخية مختلفة الأساس لظهور القادة الذين كانوا عرضة لأعمال عدوانية وعنيفة.

يذكر التاريخ المعاصر "نشأة رماد ألمانيا" كعادة شائعة ناتجة عن سياسات غير مدروسة وأحيانا عنصرية وبعيدا جدا عن مفاهيم حقوق الإنسان.

تسببت المآزق الجيوسياسية في ألمانيا وتجربة بدء حروب دامية من قبل هذا البلد للخروج من المأزق الجيوسياسي في تفسير تقوية ألمانيا على أنها تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين.

وفقاً لذلك، فإن منع هذا البلد من أن يصبح قوياً حقيقة راسخة في الهيكل الفكري لقادة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ولا يزال هذا الفكر موجود بقوّة في إدارة هذا البلد.

ولعل هذا هو سبب إقناع بعض رجال الدولة الألمان، في رد فعل ينبع من السلبية والمبالغة، بتكريس كل جهودهم للتنسيق المطلق مع القوى "الأمريكية الأوروبية"، حتى لو كان ذلك على حساب الدخول في الحرب التي تعتبر الشريان الرئيسي لحياة هذا البلد هو "الغاز الروسي".

إن دخول ألمانيا في الصراع الأوكراني، لدرجة أنها تتجاهل القنوات الدبلوماسية وتصبح مجرد منفذة للأوامر الأمريكية، قد تسبب في تمثيل ذكريات الإذلال الذي تعرضت له هذه الأمة في الحرب العالمية، وعلى هذا الأساس، تم تمثيل جوانب عاد التطرف القائم على "العرق المتفوق" إلى الحياة مرة أخرى من أجل إعادة الميول اليمينية إلى السلطة رداً على استحواذ نظير ألمانيا التاريخي على السلطة في إيطاليا.

في السياق، يرى العديد بأن استخدام 3000 شرطي ألماني للحد من هذه الرغبة في العودة، والتي تمت الإشارة إليها على أنها انقلاب وتم حلها على ما يبدو باعتقال 25 من أعضاء "مواطني الرايخ".

بهذه القراءة السالفة الذكر، إليكم السؤال في موقف تتورط فيه ألمانيا، بسبب الاختيارات الخاطئة لقادتها، في موضوع الإضرابات والاحتجاجات الجماهيرية المختلفة التي تركز على قضية الطاقة، ما هو مسوغ برلين لمواصلة مساعيها بالتركيز على الاحتجاجات المتفرقة في إيران وتقديم التسهيلات للأطراف المعادية لطهران؟

اليوم، هذا البلد يائس في إدارة شؤونه لدرجة أنه أحدث فضيحة مروعة بارتكاب سرقة مفتوحة من جيوب مواطنيه.

في السياق، إن إضافة الأكسجين إلى شبكة الغاز المنزلي لتقليل كفاءة التدفئة وزيادة الاستهلاك بشكل غير واقعي، الأمر الذي يجلب المزيد من الأموال للحكومة، هو احتيال واضح أصبح موضوع العديد من وسائل الإعلام في هذا البلد هذه الأيام.

لقد كشف الإجراء الأخير للحكومة الألمانية بوضوح عن عدم صحة الادعاء السابق لقادتها بعدم زيادة سعر الغاز، بحيث يمكن من خلال هذا الاحتيال زعزعة مصداقية الحكومة التي تزعم دفاعها عن حقوق الانسان.

يبدو أن ألمانيا، التي تولت هذه الأيام دور قيادة الضغوط الدولية وتوجيه الاجواء ضد إيران، تتعامل مع حقيقة أنها متورطة أكثر من أي وقت مضى في خطر المتطرفين العنصريين المحليين كتهديد محتمل لحقوق الإنسان في العالم.

سلوك ألمانيا المعادي لإيران مؤخراً يغذي الشكوك في أن حكام برلين، من خلال المضي قدمًا واستخدام شعارات حقوق الإنسان، يريدون جعل العالم غير مدرك لـ "عودة ألمانيا إلى عالم المصانع" في مجال التطرف العنصري ، وهو رد على إذلال أمريكا!

تُظهر التغريدات غير التقليدية والغاضبة لوزير خارجية هذا البلد والتصريحات العبثية والتدخلية للمستشار الألماني أن ما نراه من ألمانيا هذه الأيام هو شيء يتجاوز قضية إيران أو الاحتجاجات أو حتى محاولات تغيير النظام السياسي وأكثر من ذلك. إنه يشير إلى التسرع في تغطية الستار على ما يجري في الداخل الألماني وتحويل انتباه الرأي العام إلى الجانب الآخر من العالم من أجل تقليل الخوف المستمر من النازية المعادية للإنسان.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك