وصل وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الى العاصمة الاردنية عمّان للمشاركة في “قمة بغداد 2” الإقليمية حول العراق. وتأتي زيارة السيد عبد اللهيان للمشاركة في الجولة الثانية من المؤتمر الإقليمي حول العراق الذي ينعقد اليوم في الأردن.
وبعد مؤتمر بغداد الذي عقد في آب /أغسطس الماضي، تستضيف عمّان المؤتمر الاقليمي بشأن العراق في 20 من الشهر الجاري (كانون الأول). وتشارك في هذا المؤتمر إيران وتركيا وعدد من الدول العربية من بينها السعودية.
لا يخفى على أحد أن ايران باتت محط إهتمام وسائل الإعلام الدولية كونها تمثل جهة فاعلة ومؤثرة في المنطقة خصوصاً والعالم عموماً، ومن هذا المنطلق مشاركتها في قمة بغداد 2 تحظى باهتمام باقي الاطراف المشاركة فيها، سواء أكان من ناحية إعادة الإستقرار الى العراق وتعظيم دوره في المنطقة كجسر لحلّ الخلافات بين دولها، لا سيما فيما يخصّ تعزيز التقارب بين ايران وبعض الدول العربية على خلفية التوترات المستعرّة بين الجانبين في ظلّ تطورات المنطقة خلال الأعوام الماضية.
*قمّة متواصلة في ضوء تقدّم بطيء
واجتماع عمّان هو الجولة الثانية من مؤتمر بغداد الذي عقد في اب/اغسطس 2021 في العاصمة العراقية بغداد وكان عنوانه مؤتمر التعاون والشراكة وشاركت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ذلك الاجتماع على مستوى وزير الخارجية.
في الاجتماع السابق، بالإضافة إلى إيران، شاركت دول مثل السعودية وتركيا أيضًا على مستوى وزراء الخارجية، لكن فرنسا ومصر شاركتا على مستوى الرئيس كما مثل رئيس الوزراء الكويتي عن بلاده في الاجتماع وقطر شاركت على مستوى الأمير وشاركت الإمارات العربية المتحدة على مستوى نائب الرئيس والأردن على مستوى الملك.
ومن المواضيع التي لفتت انتباه وتكهنات وسائل الإعلام هي إمكانية لقاء يجمع مسؤولين إيرانيين وسعوديين على هامش قمة بغداد.
*محاولة عزل ايران تفشل
إن دعوة إيران والتأكيد على حضورها في هذا الاجتماع تأتي رغم جهود بعض الدول الغربية وراء عزل إيران على الساحة الدولية والإقليمية، فإن مشاركتها كلاعب فاعل على الصعيد الاقليمي تحظى باهمية للاطراف المشاركة في القمة كما هي محط اهتمام وسائل الاعلام الدولية وأن الحديث عن انعزال إيران في الساحة الخارجية محكوم عليه بالفشل. ومن النقاط التي شدّدت عليها الجمهورية الاسلامية الايرانية، فيما يتعلق بهذا الاجتماع وزيادة فعاليته هي ضرورة دعوة الجهات الفاعلة الإقليمية لأهمية مشاركتها في القمة.
وفي الجولة الأولى من الاجتماع الذي عقد في بغداد، انتقد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية عدم دعوة سوريا لهذا الاجتماع وهو قام بعد الاجتماع على الفور بزيارة دمشق لإبلاغ المسؤولين السوريين، عما جرى في اجتماع بغداد.
ومن النقاط الأخرى الفجوة بين الجولة الأولى والثانية والتي هي أقل من عام ونصف أو حوالي 16 شهرًا، يبدو أن تأخير تشكيل الحكومة العراقية هو أحد أسباب تأخر عقد الجولة الثانية من هذا الاجتماع، على الرغم من أن اسمها مرتبط ببغداد والعراق، إلا أن نطاقها يجب أن يتجاوز ذلك، بشرط دعوة جميع الجهات الفاعلة الشرعية والفعالة إليها.
*مفتاح العديد من القضايا
من ناحية أخرى، حددت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أحد المحاور المهمة في سياستها الخارجية في الحكومة الثالثة عشرة بأنه إيلاء المزيد من الاهتمام للمنطقة وتطوير العلاقات مع جيرانها ولهذا السبب، فإن مشاركة إيران في قمة بغداد خاصة على مستوى وزير الخارجية تجسد اهتمام طهران بتنفيذ السياسة التي تنتهجها الحكومة وهي قائمة على مساعدة السلام والاستقرار الإقليميين وهذا يتطلب تغييرا في نهج بعض دول المنطقة تجاه التطورات في المنطقة.
الملفت ان مفتاح العديد من القضايا في المنطقة هو في أيدي الجهات الاقليمية ولا ينبغي ان نبحث عنه عند اللاعبين في خارج المنطقة الذين يعملون على الحاق الدمار بالمنطقة.
الوفاق