نورنيوز- تعرّض يوم أمس الأول رجل الدين السني الشيخ الشهيد مولوي عبدالواحد ريجي، وهو امام جمعة أهل السنة في مسجد الامام الحسين (ع) بمدينة خاش من العلماء البارزين في محافظة سيستان وبلوجستان، الى جريمة غدر جبانة من قبل بعض المغرضين في جنوب شرق البلاد، وأعقب هذه الجريمة الجبانة، إعلان حرس الثورة الاسلامية في بيان اعتقال عناصر خلية تابعة لتنظيم "جيش الظلم" (ما يسمى بـ "جيش العدل") الارهابي، خططت لاغتيال ممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان الرضوية (شمال شرق) وامام الجمعة بمدينة مشهد المقدسة آية الله السيد أحمد علم الهدى.
على مايبدو أن أعداء الثورة بلغوا مرحلة من اليأس في زعزعة إستقرار البلاد وتعكير صفو حياة المواطنين، الى درجة يائسة دفعتهم لاستهداف رجال الدين العزّل بمختلف طوائفهم الذين لا تعدو مهمتهم عن التوجيه الروحي والديني للمواطنين في مساجد البلاد، لاسيما أولئك الذين رفضوا الفتنة ودعوا المواطنين لعدم الإنسياق وراء المؤامرة، ودعوا الشعب الى التمسّك بالقيم وبالوحدة الوطنية وعدم السماح لأي جهة أجنبية بالتدخل في شؤون البلاد، ولكن أكثر ما أثار حنق الأعداء هو عدم السماح بإثارة الفتنة بين الشيعة والسنة.
*لماذا تمّ إغتيال الشهيد ريجي
فالشهيد مولوي عبدالواحد ريجي رحمه الله، لم تكن جريمته سوى انه دعا المواطنين الى الهدوء، وحذرهم من الوقوع في شباك الفتنة التي يقف وراءها المنافقون، فما كان من المنافقين ودعاة الفوضى والطائفية، عملاء السعودية والعدو الصهيوني وامريكا، إلاّ ان يقوموا بإختطافه ثم قتله بطريقة بشعة، دون ان يراعوا كبر سنه، ومنزلته كعالم دين كبير وجليل من علماء اهل السنة في محافظة سيستان وبلوجستان. لكن لمن لا يعلم السبب الحقيقي لإغتيال الشيخ الشهيد ريجي، هو أنه كان احد الشخصيات التي إلتقاها وفد قائد الثورة الاسلامية الذي زار محافظة سيستان وبلوجستان الشهر الماضي، بهدف منع الجماعات الارهابية من أخذ المحافظة رهينة، عبر نشر الفوضى والفتن فيها، حيث اكد خلال ذلك اللقاء، على إنه تعرض للتهديد من قبل مجموعات معادية للدولة، مشدد على أن خطط ومؤامرات المنافقين وأعداء البلاد، باتت مكشوفة.
لا تفصل بين عملية اختطاف وقتل هذا العالم الجليل والمجاهد يوم الخميس الماضي، وبين عملية اغتيال عالم الدين الشيعي حجة الاسلام سجاد شهركي امام مسجد "مولى المتقين" في زاهدان، سوى اربعين يوما، ومن المؤكد ان الايدي الاثمة التي تقف وراء اغتيال العالمين الجليلين، هي واحدة، وان الجهة التي حركتها هي جهة واحدة، وان الهدف الذي يسعون لتحقيقه هو هدف واحد، وهو ضرب امن واستقرار المجتمع الايراني، واغراقه بالفوضى والدمار والدماء، خدمة لمخططات الصهيونية والسعودية وامريكا، وهي مخططات، لا تنظر الى أهل السنة والاقليات الدينية والمذهبية والعرقية في ايران، الا على انها وقود، للابقاء على نيران الفتن مشتعلة.
*مؤامرة إشعال فتنة
ان مؤامرة اشعال فتن "سنية شيعية" في المجتمع الايراني، عبر اغتيال شخصية سنية هنا وشخصية شيعية هناك، باتت مكشوفة، كما كان يكرر الشهيد مولوي عبدالواحد ريجي، وما هذه الجرائم التي يندى لها جبين كل ايراني غيور، بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته، إلا محاولة يائسة للنيل من الوحدة الاسلامية، والعلاقة الاخوية التي تربط ابناء الدين الواحد والوطن الواحد، ان اعداء اهالي محافظة سيستان وبلوجستان، نسوا ان الشهيد مولوي عبدالواحد ريجي، ليس شخصا، بل هو نهج، يؤمن به اغلب اهالي المحافظة، كما انه ترك وراءه المئات من الطلبة الذين سيواصلون هذا النهج، نهج الدفاع عن الجمهورية الاسلامية، وعن الوحدة بين المسلمين.
*رئيس الجمهورية يدعو لمتابعة القضية
وفي رسالة تعزية للعائلة وجميع أهالي خاش وسيستان وبلوشستان في استشهاد مولوي عبد الواحد ريجي، طالب رئيس الجمهورية أجهزة الأمن وإنفاذ القانون بالتعرف على مرتكبي هذه الجريمة بشكل عاجل. وقال آية الله السيد إبراهيم رئيسي في رسالته التعزية في الاغتيال الجبان واستشهاد مولوي عبد الواحد ريجي إمام جمعة أهل السنة: الشهيد مولوي عبد الواحد ريجي هو أحد أبرز المدافعين عن الوحدة الإسلامية والموالين للنظام الإسلامي في مراحل مختلفة من انتصار الثورة كان حتى الدفاع المقدس ومراحل لاحقة، وكان فخوراً بهذا المسار الباسل حتى آخر أيام حياته النبيلة.
*تكثيف أمني لحماية رجال الدين
وكان قد اعلن حرس الثورة الاسلامية أمس الأول، اعتقال عناصر خلية تابعة لتنظيم "جيش الظلم" (ما يسمى بـ "جيش العدل") الارهابي، خططت لاغتيال ممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان الرضوية (شمال شرق) وامام الجمعة بمدينة مشهد المقدسة آية الله السيد أحمد علم الهدى. واضاف: تم ضبط كمية ملحوظة من الاسلحة والذخائر والمتفجرات من وكر هؤلاء الارهابيين، كما تم تحديد ورصد عناصر آخرين على صلة بهم وداعمين لهم في محافظات أخرى. واوضح البيان انه سيتم الاعلان لاحقا عن معلومات اخرى حول هذه العملية الامنية المعقدة.
وفي الآونة الأخيرة أفشلت القوى الأمنية وقوات حرس الثورة الاسلامية محاولات الأعداء لإثارة الفتنة في البلاد لا سيما في المناطق ذات الأغلبية السنية، حيث ضبطت العديد من المسلحين ومنعت العديد من المحاولات الخبيثة لإرتكاب جرائم وتخريب الأوضاع ونشر العنف في البلاد.
نورنيوز/وكالات