وفقا للتسريبات التي سمحت بها السلطات الالمانية، فان الشرطة الالمانية، تعاملت بحزم وقوة مع المتطرفين، ونفذت عمليات دهم واسعة شملت 11 ولاية ألمانية، وشارك فيها 3 آلاف من أفراد وحدات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب، وتم القاء القبض على 25 شخصا، كانوا يخططون لاقتحام البرلمان والاستيلاء على السلطة، وتنفيذ هجمات مسلحة على مؤسسات تشريعية ألمانية أخرى.
ومن التسريبات الاخرى عن جماعة "مواطني الريخ"، هي انها تأسست قبل 40 عاما، وعدد أعضائها يقدر بـ21 ألفا، وهم لا يعترفون بالجمهورية الألمانية الحديثة التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية، وقامت الجماعة بارتكاب أعمال عنف خلال السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة، حتى بلغ عدد الجرائم التي ارتكبتها خلال العام الماضي فقط، اكثر من ألف جريمة، وتبين ان هذه الجماعة استهدفت يهودا في الدول الغربية.
هذا اهم ما تم تسريبه من معلومات عن جماعة "مواطني الرايخ"، وما يهمنا من هذه القضية برمتها ما يلي:
-كيف تجاهلت الدول الغربية والأوروبية، وخاصة الدولة الالمانية، خطر الجماعات اليمينية المتطرفة، حتى اخذت تهدد النظام السياسي الالماني برمته، بينما نراها تحذر بمناسبة او بدونها من "خطر التطرف الاسلامي" وتحسب على المسلمين انفاسهم؟!.
-لماذا سكتت المانيا والاعلام الاعلامي الالماني، وكذلك الاوروبي والغربي، كل هذه الفترة الطويلة، عن الاعتداءات التي استهدفت اليهود، والاقليات الاخرى في اوروبا، التي نفذتها الجماعات النازية والمتطرفة، بينما نراهم يقيمون الدنيا ولا يقعدوها اذا ما ارتكب مواطن مسلم خطأ ما، فنراهم يعممون هذا الخطأ على ملايين المسلمين، بل على الدين الاسلامي، خاصة ان كان المستهدف من اتباع الديانة اليهودية؟.
-هناك متطرفون في كل مجتمع، يهددون امن واستقرار مجتمعاتهم، ولا ينفع معهم الا القوة لردعهم، وهذا ما فعلته السلطات الالمانية، وقد اشاد المسؤولون الالمان بحزم وقوة الشرطة في تعاملها مع المتطرفين، وهنا نسأل: لماذا اذا تشجع السلطات الالمانية المتطرفين في ايران، وتدعم بشتى الطرق اعمال الشغب التي تشهدها ايران، حتى وصل الامر الى ان تفرض المانيا والدول الغربية عقوبات على الشرطة الايرانية، فهل هناك متطرف جيد ومتطرف سيىء.؟
-اكثر من 3 الاف عنصر الماني داهموا مئات الاماكن، واعتقلوا كل من لا يعترف بالدستور الالماني ويشكل خطرا على امن واستقرار المجتمع، واستحقوا كل الاشادة من قبل المسؤولين الالمان، بينما ذات الفعل، وان كان في نطاق ضيق، قامت به الشرطة الايرانية، التي تعرض العديد من عناصرها للقتل والتنكيل والتعذيب و..، للحفاظ على امن واستقرار المجتمع الايراني، نرى المانيا واوروبا والغرب، يقفون الى جانب الجهة التي تهدد المجتمع الايراني، وتندد بالمدافعين عن هذا المجتمع!.
ليس لهذه الاسئلة من اجوبه في عقلية المسؤول الغربي، فالغرب له منظومته السياسية الخاصة، التي تنطلق من رؤية استعمارية قائمة على "المركزية الغربية"، التي تعتبر الحضارة والثقافة والفكر والسلوك و.. الغربي، هي قيم مطلقة ومقدسة، وكل من يعارضها ، فانه يعارض الحقيقة، وهذا ما يفسر تعامل المسوولين في المانيا والغرب مع احداث الشغب التي شهدتها ايران مؤخرا، فهم لاينظرون الى الرموز الوطنية الايرانية، او النظام الايراني، او القيم والاخلاق الايرانية، كما ينظرون الى رموزهم ونظامهم وقيمهم، فما لديهم مقدس لا يجب المساس به، وما لدى ايران، فهو مباح، حتى لو كان رمزا دينيا، تؤمن به الغالبية العظمى من الشعب الايراني.
نونيوز/وكالات