وافاد موقع "العهد الاخباري" ان المؤتمر الذي استمرّ نحو 7 ساعات بمشاركة شخصيات ايرانية، لبنانية، يمنية وسورية، اعتمد على الخطاب الذي ألقاه آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي قبل نحو شهر في لقائه مع الطلاب في إيران، وقد أجمعت الكلمات على التوجه نحو عالم متعدّد الأقطاب وأفول زمن الأحادية القطبية الذي نشأ بعد تفتت الاتحاد السوفياتي عام 1991 وانهيار جدار برلين عام 1989 فانفردت الولايات المتحدة الأميركية في بسط هيمنها وسيطرتها على العالم.
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أن "الأحادية الأميركية على أبواب الأفول"، مشيرًا إلى أن "العالم اليوم يشهد تعددية أقطاب نتيجة سياسة الولايات المتحدة الأميركية في العالم".
أبرز المشاركين في الجلسة الأولى الى جانب أماني؛ المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر، المفكر الفلسطيني منير شفيق، رئيس الجامعة اللبنانية الأسبق الدكتور عدنان السيد حسين والباحث في العلاقات الدولية الدكتور وليد شرارة.
وعلي هامش المؤتمر، أكّد السيد باقر في حديث خاص لموقع "العهد" أن "المقاومة الإسلامية في لبنان أسقطت الهيمنة الأميركية في المنطقة"، وقال: "بالأمس كانت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس تتكلم عن شرق أوسط جديد ينطلق من لبنان، لكننا اليوم من بيروت نجتمع لنتحدث عن عزلة أميركا وزوال الأحادية القطبية وإسقاط مشاريع أميركا في لبنان والمنطقة".
بدوره، قال الدكتور شرارة "إن العولمة التي أرادتها أميركا باءت بالفشل، وهي عاجزة بمفردها عن إكمال الحروب التي أشعلتها بمساعدة أوروبا وآخرها الحرب بالوكالة في أوكرانيا".
وتحدث شفيق فقال إنّ "ما دفع أميركا لخوض الحرب في أوكرانيا هو يقينها بأن أحاديتها بدأت تنهار".
كما تحدث في المؤتمر في جلسته الثانية الباحث السياسي رياض صوما، الباحثة في الشؤون الدولية هدى رزق، الباحث في مركز دراسات الوحدة العربية جمال واكيم، الباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية نبيل سرور، المحاضر الجامعي في التاريخ المعاصر الدكتور عماد رزق، والخبير العسكري والاستراتيجي والسياسي الأستاذ عمر معربوني.
وتحدث الحاضرون عن هيمنة الصين وقوتها الاقتصادية وعن الانفتاح في العلاقات الآسيوية خاصة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما شكل قوة اقتصادية ضخمة قادرة على الوقوف في وجه القوة الأميركية.
ورأى المحاضرون في كلماتهم أنّ المستقبل هو للقوة "الآسيوية" التي أصبحت تنافس أميركا اقتصاديًا وعسكريًا خاصة بعد غرق الأخيرة في حرب أوكرانيا إثر العملية العسكرية الروسية فيها.
كما عزا الحاضرون الأسباب الأساسية التي دفعت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العملية العسكرية في أوكرانيا بإسقاط وإحباط مشروع "إسرائيل" جديدة شرقي أوكرانيا، وهذا ساهم في القضاء على أحلام "إسرائيل" ومعها الولايات المتحدة الأميركية.
أما الجلسة الثالثة، فضمت كلًا من المستشار السياسي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بنهنام خسروي، النائب السابق ورئيس تحرير جريدة البناء ناصر قنديل، رئيس مركز الاتحاد للدراسات والأبحاث هادي قبيسي، الباحث والكاتب والمحلّل السياسي مفيد سرحال، والكاتب والباحث السياسي روني ألفا.
وشدّد الحاضرون في الجلسة الأخيرة على انهيار وتفتت استكبار وغطرسة الولايات المتحدة الأميركية أمام ضربات المقاومة في لبنان والمنطقة والتي استطاعت من فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول التحررية كفنزويلا أن تشكل ماردًا قويًا يصنع معادلة دولية جديدة ويخضع دول الاستكبار لإعادة النظر بمعادلة موازين القوى أمام الحضور الوازن والفعال للمقاومة.
وفي الختام رأى المجتمعون أنّ أميركا إلى انزواء وعزلة وأفول والعالم اليوم سيشهد ولادة قوة آسيوية تقضي على الهيمنة الأوروأميركية.
نورنيوز-وكالات