إيران والعراق تجمعهما العديد من القواسم المشتركة
وفي مستهل اللقاء قال الدكتور جليلي: إيران والعراق دولتان لديهما الكثير من المشتركات، فإذا لم تبذل النخب في البلدين جهدًا لتحويل القواسم المشتركة إلى فرص وتعاون، فانها ستكون مقصّرة في هذا المجال.
وتابع: فيما يتعلق بالأنشطة العلمية والأكاديمية وتأثيرها، يمكنني أن أشهد على أن أحد الأشياء التي زادت اهتمامي بالعراق هو النجاح في الأنشطة العلمية والأكاديمية مع بعض الأساتذة من العراق، ويمكن للعلاقات الأكاديمية أن تعمق المصالح والعلاقات العاطفية والعلمية بين البلدين.
فرصة تاريخية في العلاقات بين الشعبين العراقي والايراني
وتابع جليلي: نحن اليوم لدينا فرصة تاريخية وفريدة من نوعها، كل من شعب العراق وشعب إيران. في كلا البلدين يجب ان تستغل هذه الفرص، وان هذه الفرصة التي حققها الشعب العراقي اليوم من حيث الحرية والاستقلال هي فرصة تاريخية، يجب على الشعب العراقي أن يتذوق ويشعر بمذاق هذه الفرص في أبعاد مختلفة من حياته وأمنه وتقدمه، وفي إيران ايضا، تحققت هذه الفرصة التاريخية لأمتنا مع الثورة الإسلامية، حيث حقق شعبنا حياة جديدة ، وفهمنا واختبرنا هذا الوعد الالهي، "اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ".
الشائعات لإثارة الشك في أذهان الناس
بشأن الحرب الناعمة التي يشنّها الأعداء على شعبي البلدين، قال الدكتور جليلي: عندما تواجه العدو الذي لايستطيع استخدام القوة ضدك فانه يلجأ الى ممارسة الخداع والحيلة، من خلال محاولة تحريف القرآن وإثارة الشكوك، كل هذا الضغط الإعلامي من خلال وجود 250 قناة فضائية معادية، ومن ناحية أخرى مواقع التواصل الاجتماعي التي تبث الاخبار الكاذبة ضدنا، كل ذلك بهدف عدم مجيء جيل جديد يكرر نفس النجاحات التي حققتها الاجيال السابقة. إنهم لا يريدون ان تتكرر نفس الافكار في الأجيال القادمة، لكن هذا الجيل تضاعف، وعلى الأقل في هذا الوقت، فان الدفاع عن المراقد المقدّسة في سوريا والعراق خرج مرة أخرى من نفس هذا الشعب وهذا الجيل، جيل شاب ولد في سنوات ما بعد الثورة، يضحي بحياته للدفاع عن المراقد المقدّسة.
موقف العراق اليوم نحو التقدم
وبشأن مدى التطور الذي يحقّقه العراق والتعافي من الأزمات، قال الدكتور جليلي: العراق اليوم يمثل حضارة عظيمة وتاريخ وثقافة وشعب، ويدرك العدو أنه إذا وجدت هذه القدرة ذاتها اليوم، فسيتم تحقيق نجاح كبير آخر في المنطقة وفي العالم الإسلامي، لهذا السبب يخطط لاحتوائها، لأنه قلق من أن هذه الحضارة العظيمة ستستعيد ذاتها مرة أخرى اليوم وتشكل مثالًا آخر للتقدم، العدو يدرك أهمية تكرار هذا النموذج في العالم الإسلامي.
وحدة إيران والعراق خطر كبير على الأعداء
وبشأن اهمية الوحدة الايرانية العراقية في ظلّ الظروف الراهنة، أوضح الدكتور جليلي: إن أكبر مخاوف وخشية الأعداء هو أنه إذا اتحد البلدان معا، فستكون هناك قوة هائلة متطورة بصورة تصاعدية، ولكن الحمد لله بفضل الإمام الحسين (ع)، فإن المصالح بين البلدين عميقة جدًا- متجذرة، ولا يمكن للاعداء أن ينجحوا.
وأضاف: مهمتنا ومهمتكم هي تعزيز هذه العلاقة، داخل البلدين، وبالرغم من التوجهات السياسية المختلفة، يجب علينا تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على وحدة الأراضي واستقلالها، ثم ينبغي علينا تعميق وتوسيع العلاقات بين البلدين في ظل القواسم المشتركة الثقافية والاقتصادية والسياسية العميقة وتوسيعها يوما بعد يوم. وأكمل الدكتور جليلي: العراق يمثل اليوم فرصة للعالمين الإسلامي و العربي، ويمكن أن يكون واجهة وجوهرة العالم العربي وبوابة العمل معه.
*معوقات تقدم إيران والعراق
وبشأن العراقيل التي تقف بوجه تقدّم كل من ايران والعراق، أكمل الدكتور جليلي: نفس الأشياء التي تعيق تقدم بلادنا تعيق تقدم العراق ايضا، إن الإجراءات التي اتخذت ضدنا، اتخذت ضد العراق خطوة بخطوة بعد سقوط صدام. تلك التفجيرات والاغتيالات التي تمت بعد سقوط صدام كانت بسبب قلق الأعداء من تقدم العراق، لم يرغبوا في تحقيق استقرار سياسي في العراق.
وأردف: طبعا هناك نقاط ضعف تحول دون تحسن العلاقات بين البلدين، يجب أن نصلحها. يجب ألا يعاني الشعبان الإيراني والعراقي، يجب تقديم أفضل خدمة لشعبي البلدين ويجب أن يفهم الناس طعم هذه الخدمات في حياتهم يومًا بعد يوم، إذا كانت لدينا مشاكل في البيروقراطية وتقديم الخدمات للمواطنين، فيجب حلها. كما هو الحال في العراق، مرت عشرون سنة على الإطاحة بصدام، والآن لا يجب أن يشعر الناس أن المصاعب قد ازدادت في حياتهم، بل يجب أن يشعروا بمذاق الحرية في حياتهم وسبل عيشهم.
الفرص الضائعة بين البلدين
واستطرد مستشار قائد الثورة الإسلامية في المجلس الأعلى للأمن القومي: في بعض الأحيان، تعيق هذه البيروقراطية، التي تعرقل سير الأمور في كل من إيران والعراق، العلاقات بين البلدين. على سبيل المثال، تتمثل إحدى المزايا الجيدة للبلدين في موقعهما الجغرافي، والذي يقع تقريبا على مفترق طرق العبور في العالم. إن نقل البضائع من هذين البلدين مفيد للغاية لكلا البلدين. تحتاج دول شرق آسيا مثل الصين إلى طريق عبور لتتمكن من تصدير سلعها إلى الغرب وأوروبا. أحد أكثر الطرق اقتصادا هو الطريق بين إيران والعراق، لهذا فإن تفعيل هذا الطريق يمكن أن يكون له نعمة كثيرة لكل من العراق وإيران.
يوجد نظام سكك حديد جيد للغاية في إيران والعراق، إذا تم توصيل خطوط سكك الحديد، فسيتم إنشاء طريق عبور كبير للبلدان من الشرق إلى الغرب، هذا نقاش استراتيجي يعود بالنفع على البلدين ويحسن موقف البلدين فيما يتعلق بمسألة الترانزيت .
*الجماعات الجهادية الإيرانية في العراق
في الختام تحدّث الدكتور جليلي عن الخدمات التي تقدّمها الفصائل الجهادية في الحياة اليومية للمواطنين وأهمية تنفيذها في كلا البلدين الجارين، وقال: من تجاربنا في إيران أن طلابنا وشبابنا يذهبون إلى القرى في شكل مجموعات جهادية ويقدمون بعض الخدمات المدنية. الآن لدينا حوالي 40 ألف جماعة جهادية تحاول خدمة الناس طوعًا في القرى والمناطق المحرومة لمدة شهر تقريبًا في السنة. خاصة في الأوقات الخاصة مثل الفيضانات والزلازل، فهي أكثر نشاطًا. لقد كانت هذه تجربة ناجحة للغاية ، أولاً في الخدمات المقدمة للناس وثانيا في الفهم والخبرة التي يحصل عليها الطالب الشاب من أبناء الوطن، وإذا تم وضعه في يوم من الأيام في موقع المسؤولية، فسيعرف ماذا يجب أن يفعل، يمكن تشكيل مثل هذه الحركة الجهادية في العراق أيضا.
الوفاق