نورنيوز- إحتضنت البحرين في الأيام الأخيرة اجتماعا استمر ثلاثة أيام تحت مسمى اجتماع المنامة الأمني بحضور مسؤولين من بعض الدول الإقليمية والخارجية وبالطبع ممثلين عن الحليف المستجد والوثيق الكيان الصهيوني.
وحضر الاجتماع مسؤولون من قبيل رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ووزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، ورئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخرجي.
وركزت الجلسة الثامنة عشرة من هذا الاجتماع، الذي إنطلق منذ عام 2004 بمختلف الموضوعات، على رهاب إيران بموضوع "القوانين والتحديات في الشرق الأوسط" من أجل تحديد الحلول الأمنية من خلال تصنيف الدول إلى مجموعتين، "مطيعة ومتمردة".
في خطابه الذي ألقاه في المنامة يوم الجمعة 18 نوفمبر/ تشرين الثاني ، قال فوندرلاين رئيس المفوضية الأوروبية الألمانية: "لقد حذرت عدة دول في الخليج الفارسي منذ سنوات من خطر قيام الجمهورية الإسلامية بتزويد الدول المارقة في جميع أنحاء العالم بطائرات مسيرة هجومية".
وأضاف دون أن يوضح ما قصده بالدول المتمردة أو الخاضعة: "مثلما نحاول منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، يجب أن نركز أيضا على الأشكال الأخرى لانتشار الأسلحة الإيرانية، من الطائرات بدون طيار إلى الصواريخ الباليستية".
من جانبه صرّح نائب وزير الدفاع الأمريكي كولين كول: "التذكير الأوضح هو أن مشاكل منطقة ما لا تبقى فقط في تلك المنطقة. ما تفعله الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو توفير الظروف لمستقبل أكثر استقرارًا وتكاملاً للشرق الأوسط ، لذلك ستنشر القوات الأمريكية أكثر من 100 سفينة مُسيّرة في مياه الخليج الفارسي بحلول العام المقبل".
في غضون ذلك وصف "نايف الحجرف" الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، دون أن يذكر جرائم الحرب العديدة التي تحدث في اليمن بحق الأطفال والنساء العزل، سلوك إيران في دعم الحوثيين في اليمن بأنه دور رئيسي في "زعزعة استقرار" السلام العالمي.
لكن التعليق الأكثر سخافة أدلى به ماكغورك منسق مجلس الأمن الأمريكي لغرب آسيا وشمال إفريقيا، بينما اتهمت رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة الغرب مؤخرًا باستعمار إفريقيا، قال ماكغورك محاولاً تسليط جوهر كلامه حول مسألة الطاقة في غرب آسيا: "تركز الولايات المتحدة على التعامل مع التهديدات الوشيكة في منطقة استراتيجية غنية بموارد الطاقة".
وأضاف زاعماً محاولات الترهيب من ايران: "القوات الأمريكية لاحظت تهديدًا وشيكًا من إيران، وواجهتها ومنعتها من التمادي، كانت إيران تستعد لمهاجمة السعودية، وهذا لم يحدث بسبب التعاون الأمني المكثف بين السعودية والولايات المتحدة!
في غضون ذلك، ومع ذلك؛ ربما يكون مستشار الأمن الداخلي للكيان الصهيوني هو الشخص الأكثر واقعية بشأن موقف الكيان من ايران، وقال: "شراكة هذا الكيان مع الحلفاء الإقليميين تهدف إلى التعامل مع التهديدات الأمنية" ولم يكشف مستشار الأمن الداخلي للكيان الصهيوني بشكل صحيح عما إذا كان يتعين على دول المنطقة وحلفائها لعب دور الدرع الأمني لهذا الكيان، أو ما إذا كان الكيان الصهيوني هو الذي سيحمي حلفائه من تهديد "لا وجود له "ضدهم.
كل هذه المواقف المعادية لإيران في المنامة تأتي بينما لم يمر وقت طويل على احتواء الإرهاب في منطقة غرب آسيا، والذي حدث بجهود محورية لعبتها الجمهورية الاسلامية الايرانية، والمنطقة والعالم تدين بسلامها لدور إيران ومكانتها في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن.
وبحسب منظمي اجتماع المنامة الرئيسيين، التزم هذا الاجتماع الصمت عن جرائم الكيان الصهيوني ومعاناة الشعب الفلسطيني. في هذا الاجتماع، لم يتم تقديم حل سوى الحرب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، التي تهدد حياة ملايين الأشخاص حول العالم، وخاصة في البلدان الأفريقية، القابعة تحت رحمة المجاعة.
ما نريد قوله بتعبير أدقّ، تشكيلة المشاركين في اجتماع المنامة تبعث على التأمل وان كان بأعمق أشكاله، لأن الحاضرين كانوا مسؤولين في دول كل منهم له دور رئيسي في الجرائم ضد الإنسانية، وخلق ودعم الإرهاب وانعدام الأمن في العالم، بشكل مباشر وغير مباشر، وعوضاً عن بحث ملفات الأمن العالمية كان من المُفضل أن تتم محاكمة الصف الأمامي من الحاضرين في الإجتماع.
نورنيوز