نورنيوز- عشية افتتاح مونديال قطر 2022 في الدوحة، ردّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ردّا صارماً على قيام الدول الأوروبية بشنّ هجوم لاذع على قطر فيما يخصّ إستضافتها للمونديال، وذلك في محاولة منهم لتسييس وشحن الأجواء ضد الدوحة.
في ضوء ذلك، بذلت الفيفا قصارى جهدها للدفاع عن قرارها بمنح استضافة قطر للمودنيال، لدرجة أنه قبل أيام قليلة، في رسالة إلى اتحادات كرة القدم لجميع الفرق الـ 32 المشاركة في هذه المسابقة، طلب منهم التعليق فقط في قضايا كرة القدم، وعدم الضغط على الدوحة او توجيه إنتقادات لها بأي شكل من الأشكال.
في المقابل لم تأل وسائل الإعلام الغربية والعربية والصهيونية، وبسبب خلافاتها السياسية بشكل أساسي مع قطر، جهداً إلاّ وبذلته في الأيام الماضية لحرمان سلطات هذا البلد من إمكانية إقامة هذه البطولة الدولية بسلاسة ودون أي مشاكل، حيث يختلقون الأعذار وينتهزون أي ثغرة لتشويه صورة الدوحة وتسييس المونديال.
وتبنّت الدول الأوروبية هذه الإجراءات الدعائية ضد قطر، التي استخدمت مؤخرًا حالة العمالة الوافدة في هذه الدولة ذريعة للهجوم على الدوحة بحجة انتهاك حقوق الإنسان، والآن تحاول إستغلال قرار الدوحة بحظر المشروبات الكحولية أثناء المباريات، وهذا لا يتعدى كونه أداة للضغط على الفيفا وقطر بذات الوقت.
رغم ذلك، قدم إنفانتينو إجابات مثيرة للاهتمام على هذه الخلافات في مؤتمره الصحفي يوم السبت، واتخذ موقفًا واضحًا بشأن هذه المحاولات المغرضة لشحن الأجواء.
وفي إشارة إلى الانتقادات التي أثيرت بشأن العمال المهاجرين، قال: "إن إثارة هذه القضايا يظهر المعايير المزدوجة في أوروبا بشكل جيد للغاية. أنا أوروبي، "هذه القارة كانت تتصرف بشكل سيء في جميع أنحاء العالم منذ 3000 عام وهي بحاجة إلى مواصلة الاعتذار عن 3000 سنة قادمة قبل أن ترغب في تلقين الآخرين درسًا أخلاقيًا.
وفي معرض إنتقاده لتصريحات العديد من الفرق الأوروبية، قال رئيس الفيفا: "إذا كانت أوروبا مهتمة حقًا بمصير البشر، فيمكنها العمل من خلال القنوات القانونية لنقل بعض هؤلاء العمال إلى أوروبا ومنحهم الأمل والمستقبل". أنا لا أفهم هذه الانتقادات، الكثير من الأشياء ليست مثالية، لكن تحسينها يستغرق وقتًا.
وحول التغييرات التي تم إجراؤها في قطر، أضاف إنفانتينو: هذه الدروس الأخلاقية أحادية الجانب هي مجرد نفاق. أتساءل لماذا لا يرى أحد التحسينات التي تم إجراؤها منذ عام 2016. ليس من السهل مواجهة انتقادات قرار اتُخذ قبل 12 عاما. "قطر جاهزة وسيكون هذا أفضل كأس عالم على الإطلاق".
وأوضح: "أنا لست قطريًا أو عربيا أو أفريقيا أو عاملا أو مهاجرا، لكني أفهمهم، لست بحاجة للدفاع عن قطر لأنهم سيدافعون عن أنفسهم، "أنا أدافع عن كرة القدم والعدالة".
وردا على سؤال حول حظر المشروبات الكحولية في كأس العالم، قال رئيس الفيفا: "إذا كانت هذه هي أكبر مشكلتك في كأس العالم، فسأستقيل على الفور وأذهب إلى الشاطئ للاسترخاء، أي قرار يتم اتخاذه في هذه البطولة هو في الواقع قرار مشترك بين الفيفا وقطر. إذا كنت لا تشرب الكحول لمدة ثلاث ساعات في اليوم، فلا مشكلة! توجد قوانين مماثلة في إسبانيا وفرنسا واسكتلندا. لأن هذه دولة مسلمة، فقد أصبحت هذه القضية كبيرة جدا، سنحاول تغيير الوضع بأفضل طريقة.
المثير للإستغراب أن الدول التي لطالما رددت شعار "كرة القدم ليست سياسية" ولا يجب إستغلالها بذرائع مختلفة، هي نفسها اليوم، في سلوك متناقض، من أكبر المساهمين في التحريض السياسي ضد قطر فيما يخصّ إقامة مونديال 2022.
نورنيوز