وكان الشاعر في العصور القديمة وسيلة إعلامية متنقلة يجوب البلدان بحثاً عن مصدر العيش من خلال مدح الملوك والاغنياء وأصحاب النفوذ والمال ، وهجاء من لم يعطيه مايريد وكان الكثير منهم يبيعون ضمائرهم برسم صورة جميلة عن أشخاص يلعنهم التأريخ ويدعوا عليهم رعيتهم بالهلاك ولكن المال يعمي البصيرة قبل البصر ولا أحد يطيق الفقر وحياة الزهد إلا الصالحين ومن آمنوا بالله سبحانه وتعالى.
ويقول الشاعر العراقي علي الشرقي في تهذيب القلم ونصرة العلم (هذب يراعك وأنصر دولة القلم .... وأحمل على الدهر في جند من الكلم )إلى آخر القصيدة فكم واحد من الصحفيين والشعراء والكتاب ونحن في الالفية الثالثة الميلادية قلمه مهذب وكم من مسؤول (الله يسأله عن رعيته) نصر دولة العلم والمعرفة والثقافة ربما لا أحد.
ولا تخلوا الدنيا ولا الساحة ممن بارزوا وقتلوا الظالمين بشعرهم وأقلامهم وتركوا بصمة واضحة تفضح من أراد أن يستتر بالسلطة والمال ونرى اليوم الكثير ممن يسمونهم الإعلاميين الذين واجبهم الحقيقي إعلام الناس الحقيقة وما يخفى عنهم ، يتخذون من ذلك العمل وسيلة لابتزاز المسؤول الفاسد فإن أعطاهم المال وقربهم مدحوه بطريقتهم الخاصة وإن لم يعطيهم فضحوه وكشفوا أمره ..
ومن شعراء المبدأ والعقيدة الذين قل نضيرهم في مقارعة الظالمين هم دعبل بن علي الخزاعي رضوان الله عليه إذ وقف بوجوه الطغاة و الدكتاتوريين من حكام عصره وناصر دين الله وآزر محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين حتى أرهقهم بشعره الثائر وتعرض له مالك بن طوق احد جلاوزة بني العباس بعد مطاردة طويلة رصدت خلالها جائزة لمن يعثر عليه ووجده وانهالوا عليه بالضرب حتى ضنوا أنه مات وكتب الله له الحياة واختفى بعد ذلك
وأتبع وسيلة لنشر شعره وكتابته بأوراق ونشره بين الصبيان حتى حفظوه وصار على السنتهم وهذا أزعج السلطة الحاكمة لما له من أثير كبير في تنشئة جيل واعي مناهض للسلطة الدكتاتورية فلم يكن دعبل يفعل ذلك إلا عن دراية ، أما نحن اليوم فلم نساهم في بناء جيل واعي مثقف فقد حلت محل الكتب والصحف والوسائل المقروءة وسائل آخرى تهدم المجتمع وتخلق جيل تافه خانع يخشى صوت الصفير وتقع المسؤولية على الإعلام والمؤسسات في الحفاظ على المجتمع ويجسد دورها في العصور القديمة الشاعر والقلم فإذا كان القلم مهذب والشاعر يهذب فإن الأمة لا تقهر
وللسيف أيضاً وقع كبير فقد كان بطش امير المؤمنين علي بن ابي طالب بالظالمين أثر واضح في إحقاق الحق وإعادة ماسلب من حقوق الفقراء والمساكين والطبقة الضعيفة فكان سيفه محامي عنها وكان أشجع الشجعان يخشى سيف على لانه على حق حتى قال فيه رسول الله محمد صلى الله عليه وآله : ما قام الإسلام إلا بمال خديجة وسيف علي وجل مانريد قوله إن للسيف والقلم دوار كبير في تغيير حياة المجتمع فيجب أن يستخدما في مجالهما الصحيح.
رسول عبيد الشبلي
نورنيوز