وقال ويدودو "إنه شرف لإندونيسيا أن تستضيف قمة مجموعة العشرين، وأنا أدرك أننا نحتاج إلى جهود ضخمة حتى نتمكن من الجلوس معا في هذه القاعة".
*أمريكا تواصل تحشيدها ضد روسيا
على ما يبدو أن واشنطن بدأت بإستغلال القمّة لتوجيه الحراب ضد موسكو. ومن المتوقع أن يضغط قادة غربيون باتجاه إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة تتوقع من مجموعة العشرين أن تدين الحرب الروسية على أوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي في ختام اجتماع الزعماء في بالي.
وأبلغ المسؤول الصحفيين بأن معظم دول المجموعة اتفقت خلال محادثات في الأيام الأخيرة على أنه ينبغي "إدانة حرب روسيا على أوكرانيا بأقوى العبارات الممكنة".
وتضم مجموعة العشرين روسيا، ولذلك من غير المرجح التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الصراع في أوكرانيا. ورفض المسؤول تحديد الشكل الذي ستتخذه الإدانة أو كيف ستشير إلى الحرب في أوكرانيا التي تصفها روسيا بأنها "عملية عسكرية خاصة.
* دعوات لوقف الحرب في أوكرانيا
كما نددت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين التي انطلقت الثلاثاء في جزيرة بالي في إندونيسيا بحرب أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية على العالم، وفي حين حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من استخدام الغذاء كسلاح دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف الحرب وفق خطة سلام وضعتها بلاده. وقالت المسودة -التي لم تعتمد بعد رسميا ويمكن أن تتغير- إن الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من 8 أشهر تفاقم الهشاشة في الاقتصاد العالمي.
وكشف مشروع البيان الختامي للقمة التي تختتم اليوم الأربعاء أن الدول المشاركة في قمة بالي -بما فيها روسيا- ستندد بالآثار السلبية للحرب في أوكرانيا في ما يتعلق بالغذاء والطاقة والتضخم وغيرها. بيد أن المسودة تشير إلى وجود مواقف مختلفة للدول الأعضاء بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده نرفض محاولة إدانة روسيا في البيان الختامي لمجموعة العشرين، متهما الدول الغربية بمحاولة تسييس البيان الختامي. ووصف لافروف اتهام روسيا بالعدوان على أوكرانيا بأنه "استفزاز"، قائلا إن بلاده نقوم بحماية حدودها والسكان الروس في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).
وجاء في الوثيقة "إدراكا منا بأن مجموعة العشرين ليست منتدى لحل القضايا الأمنية فإننا ندرك أن القضايا الأمنية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي". وتدعو مسودة البيان إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الذي توصلت إليه أوكرانيا وروسيا في يوليو/تموز الماضي بوساطة تركيا والأمم المتحدة، والذي ينتهي السبت المقبل.
كما أكد مشروع البيان الختامي لقمة العشرين أن "حقبة اليوم يجب ألا تكون حقبة حرب"، وقال إن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد غير مقبول.
*تحذير صيني
وفي الإطار نفسه، حذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح، وبدا تحذيره انتقادا مبطنا للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال شي إنه يتعين معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة، مجددا معارضة بلاده سياسة العقوبات الغربية.
وأضاف أنه "لا يمكن للمواجهة بين التكتلات والترسيم الأيديولوجي إلا أن تقوض التقدم العالمي". من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده تعارض استبعاد روسيا من مجموعة العشرين ومن المنصات الدولية الأخرى. وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو دعا خلال افتتاح القمة إلى تجنب حرب عالمية أخرى، مشددا على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ، وقال بايدن إن الولايات المتحدة عادت لقيادة العالم وستحافظ على التزاماتها، مزاعم بايدن تأتي رغم تدخلات بلاده التخريبية في العديد من دول العالم.
*من ينتمي إلى مجموعة العشرين؟
تتألف مجموعة العشرين من معظم الاقتصادات الكبرى في العالم، بما في ذلك الدول الصناعية. وتمثل الدول الأعضاء في المجموعة أكثر من 85% من إجمالي الناتج العالمي، وثلاثة أرباع التجارة العالمية، وتضم ما يقرب من ثلثي سكان العالم. تضمّ مجموعة العشرين 19 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وهذه الدول هي: الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، والمكسيك، وتركيا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية.
وتشارك المنظمات الدولية أيضا بانتظام في قمم مجموعة العشرين، مثل: صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، ومجلس الاستقرار المالي، والأمم المتحدة. كما يمكن لكل دولة تتولى الرئاسة الدورية دعوة دول أخرى ومنظمات إقليمية ومنظمات دولية؛ لحضور اجتماع القمة.
*لماذا تم إنشاء مجموعة العشرين؟
جاء التفكير في إنشاء تلك المجموعة كصدى للأزمات الاقتصادية العالمية، وكان الدافع وراء ذلك الاضطرابات في الأسواق المالية الدولية خلال الأزمة الآسيوية. وكانت البداية خلال قمة كولون لمجموعة السبع في يونيو/حزيران 1999، وتم تأسيسها رسميا في اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في 26 سبتمبر/ أيلول 1999، وعقد الاجتماع الافتتاحي يومي 15 و16 ديسمبر/كانون الأول 1999 في العاصمة الألمانية برلين.
وفي مواجهة الأزمة المالية العالمية عام 2008، تم رفع اجتماعات مجموعة العشرين إلى مستوى رؤساء الدول والحكومات، في الأيام الأولى للأزمة المالية، بعد أن أصبح واضحا أن تنسيق الأزمات لن يكون ممكنا إلا على أعلى مستوى سياسي. ومنذ ذلك الحين، اجتمع قادة مجموعة العشرين بانتظام، وأصبحت قمتهم السنوية المنتدى المركزي للتعاون الاقتصادي الدولي.
*كيف تعمل مجموعة العشرين؟
مجموعة العشرين ليست منظمة دولية، وليس لديها هياكل إدارية خاصة بها، ولا أمانة دائمة لأعضائها، ولا تمثيل دائم للأعضاء، وهذا هو السبب في أن رئاستها تتم بالتناوب سنويا.
أما قرارات المجموعة فليست ملزمة قانونا، ولا تعتمد قرارات لها تأثير قانوني مباشر، والدول الأعضاء تتعهد فيها بالتزامات طوعية، لكن يظل التوصل إلى إجماع حول القضايا الدولية أمرا صعبا في المجموعة نظرا لأنها تضم متنافسين جيوسياسيين مثل الولايات المتحدة والصين.
*ما الموضوعات التي تناولتها مجموعة العشرين؟
يركز رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين بشكل تقليدي على القضايا المتعلقة بالنمو الاقتصادي العالمي، والتجارة الدولية، وتنظيم الأسواق المالية. وهم يسعون بشكل خاص إلى تعزيز النظام المالي العالمي وتحسين الرقابة والتنظيم لمختلف المشاركين في السوق المالية، بما في ذلك ما يعرف بنظام الظل المصرفي.
والهدف من ذلك هو ضمان عدم بقاء أي سوق مالي أو مشارك في السوق المالية أو منتج مالي دون إشراف، إذ لا ينبغي أن يضطر دافعو الضرائب لدفع الفاتورة مرة أخرى لإنقاذ المشاركين في السوق المالية.
*ما قمم مجموعة العشرين؟
الجزء الأكثر وضوحا في عمل مجموعة العشرين منذ عام 2008، هو قمة رؤساء الدول والحكومات التي تنظمها وتحضرها الدولة التي تتولى الرئاسة. كما يتم تنظيم اجتماعات إضافية حول قضايا السياسة المالية، يحضرها وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية تحت كل رئاسة.
وتاليا قائمة بالقمم التي عقدتها المجموعة والدول التي استضافتها:
-واشنطن، الولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2008.
-لندن، المملكة المتحدة، في أبريل/نيسان 2009.
-بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2009.
-تورنتو، كندا، في يونيو/حزيران 2010.
-سيئول، كوريا الجنوبية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
-كان، فرنسا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
-لوس كابوس، المكسيك، عام 2012.
-سان بطرسبورغ، روسيا، عام 2013.
-بريسبان، أستراليا، عام 2014.
-أنطاليا، تركيا، عام 2015.
-هانغتشو، الصين، عام 2016.
-هامبورغ، ألمانيا، عام 2017.
-بوينس آيرس، الأرجنتين، عام 2018.
-أوساكا، اليابان، عام 2019.
-الرياض، السعودية، عام 2020.
-روما، إيطاليا، عام 2021.
-بالي، إندونيسيا، نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
نورنيوز/وكالات