نورنيوز- "نصر الله هو القائد الذي نفتقده" هذه هي الجملة الرئيسية في خطاب "إيال زيسر" المحلل الصهيوني البارز ولعب دور جاد في تجميع وثائق الأمن القومي للكيان الصهيوني.
وقال زايسر في هذا الخطاب الذي ألقاه على الطلاب اليهود في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة بروكسل؛ أرى اليوم أن على إسرائيل أن تبحث عن عدو آخر غير حزب الله ، عليها أن تبحث عن عدو يمكنه هزيمتها، ولا أعتقد أن هذا هو الحال مع حزب الله، فهذا الحزب يزيد قوته كل ساعة.
وأكد؛ كما يعترف خبراء إسرائيليون وغير إسرائيليون، وصل حزب الله إلى مستوى من المهارات المادية والأخلاقية والقيادية والخبرة التي تفتقر إليها العديد من الجيوش في العالم، وتابع: لا يوجد في إسرائيل ولا في كثير من دول العالم مثل نصرالله، نراه يسخر من قادتنا، يمكنه إستفزاز كل إسرائيل بخطبة فقط..
أكد زيسر: كلنا نرى قبضة مرفوعة تنادي اسمه. هذه القبضات جاهزة للموت بإشارة من إصبع هذا القائد، لذلك يجب على قادتنا وحكماءنا البحث عن طريقة لإخراج هذا الحزب وهذا القائد من قائمة الأعداء والسعي لإيجاد عدو لا تمتلكه إسرائيل.
وأثار خطاب زيسر ردود فعل كثيرة من السلطات والإعلام الصهيوني لدرجة أن حتى "أفيخاي أدري" الناطق باسم جيش الكيان الصهيوني اعتبر هذه الكلمات تثني عن عزيمة قوات الجيش بل على العكس ترفع معنويات حزب الله وطالب بإبعاده وإجراء تحقيق معه حول تصريحاته.
وصف بعض مستخدمي اللغة العبرية لشبكات التواصل الاجتماعي داخل الأراضي المحتلة كلام زيسر على أنه زلزال سياسي باعتبار موقعه في البنية السياسية والأمنية للكيان الصهيوني واعتبروها علامة على الحقيقة بين جبهتي المقاومة والكيان الصهيوني. .
جاءت كلمات هذا المحلل الإسرائيلي البارز في وقت اضطر فيه الكيان الصهيوني إلى إجراء خمس انتخابات نيابية في السنوات الأربع الماضية، وإلى جانب تآكل بنيته السياسية، واجه أوضاعا جديدة داخل الأراضي المحتلة.
في هذا الصدد ووفقًا للإحصاءات التي نشرتها المؤسسات ذات الصلة في تل أبيب، فإن تصرفات الفلسطينيين منذ بداية هذا العام ترافقت مع العديد من التغييرات من حيث الكمية والنوعية والتغطية الجغرافية، وعمليًا هذا الكيان يرزخ تحت طائلة أوضاع لم تحدث معه من قبل.
وفي هذا الصدد ، يمكن أن نذكر عدد عمليات المقاومة 8288 و 483 عملية إطلاق نار على الأقل في الضفة الغربية خلال العام الماضي، منها 441 عملية فاعلة بحسب رئيس الشاباك رونين بار.
توسع رقعة هذه العمليات إلى أراضي عام 1948 هو أحد القضايا التي لم تتحول إلى كابوس لسلطات تل أبيب فحسب، بل جعلت الشرطة والجيش الإسرائيليين يائسين للتعامل معها.
بتعبير أدقّ، تزامن التطورات الداخلية للأراضي المحتلة بمختلف أبعادها السياسية والاجتماعية والأمنية مع ضعف هذا الكيان في مختلف الأبعاد العسكرية والإلكترونية و، إلى جانب إخفاقات مثل قضية الحدود الزرقاء مع لبنان ، والتي كانت أدركت فقط بخطاب سيد حسن نصر الله ، عمليا شخص مثل زايزر توصل إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل غير قادرة على مواجهة حزب الله اللبناني.
دون شك، يمكن النظر الى اعتراف زيسر من زاوية أخرى، حيث أيقن مواطنو هذا الكيان، بشكل جيد عجز سلطات تل أبيب عن ضمان أمنهم ضد تيار المقاومة، في الانتخابات البرلمانية القسرية الأخيرة، اختاروا مجددًا ائتلاف نتنياهو من بين الخيارات السيئة والأسوأ، من أجل تجربة ظروف أفضل على الأقل في مجال الأمن.
في الواقع؛ إن اعتراف زيسر بالقوة الناعمة وتأثير كلام السيد حسن نصر الله، الذي جعل حتى مواطني الكيان الصهيوني يؤمنون بصدق كلام زعيم حزب الله، يشير إلى تراجع رأس المال الاجتماعي لحكومة تل أبيب وتراجع هذا الكيان بالمجمل. ظروف يحاول الكيان المؤقت مواجهتها والتستر عليها عن طريق الدعاية الإعلامية.
نورنيوز