ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، عن الرئيس التنفيذي لشبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة، جون بيتيغرو، قوله إن الشتاء الراهن سيكون أسوأ على البريطانيين من حيث التكاليف، على الرغم من وضع حد أقصى لفاتورة الطاقة السنوية عند 2500 جنيه إسترليني.
ومتوسط فاتورة الطاقة السنوية في العام الماضي كان عند مستوى 1277 جنيها إسترلينيا، أي نحو نصف فاتورة الوقت الراهن.
وأضاف بيتيغرو أن الشركة أعلنت في أيار/ مايو الماضي أنها ستعيد 200 مليون جنيه إسترليني لدفع الفواتير بعد تحقيق أرباح قوية من استيراد وتصدير الطاقة إلى دول أوروبية أخرى عبر الكابلات البحرية، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان بيتيغرو قيام مؤسسة "ناشيونال غريد" بإنشاء صندوق بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني لتغطية الثمانية عشر شهرًا القادمة، والتي ستوزعها على منظمات مثل مؤسسة "بنك الوقود" و"نصائح المواطنين" التي تساعد الأسر التي تعاني من تكاليف المعيشة.
ورغم أن مؤسسة شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية، لا تزود الكهرباء أو الغاز، إلا أنها تتلقى نسبة من جميع الفواتير لدفع تكاليف إدارة شبكات الطاقة والإشراف على أنظمة الكهرباء والغاز في البلاد.
وفي السياق، قال بيتيغرو، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن افتراض "الحالة الأساسية" هو أن المملكة المتحدة لديها إمدادات كافية لتلبية الطلب على التدفئة والإضاءة هذا الشتاء.
وأضاف رئيس شبكة الكهرباء البريطانية أن انقطاع التيار الكهربائي لفترة قصيرة، أمر محتمل، وفقا للهيئة البريطانية.
وأوضح بيتيغرو: "يمكن أن يكون هناك نقص في الطاقة في المملكة المتحدة وسوف نتعامل مع ذلك بعناية شديدة.. هذا ليس وقت نشر الذعر بين الناس".
وكشف بيتيغرو لـ"بي بي سي" أن الشركة تعمل على عدد من السيناريوهات لحماية البلاد من أي نقص في إمدادات الطاقة من أوروبا، حيث سيكون الخيار الأول هو زيادة الإمداد عن طريق إعادة تشغيل محطات الطاقة المتوقفة التي تعمل بالفحم، فيما ستكون الخطوة التالية هي الدفع للأسر والشركات لتقليل الاستهلاك خلال أوقات الذروة، مع وجود انقطاعات إقليمية قصيرة المدى كملاذ أخير.
ومن جهته، قال سيمون فرانسيس من "ائتلاف إنهاء فقر الوقود" لصحيفة الفاينانشيال تايمز إن شركات الطاقة كانت تدرك بسرعة أن لديها "التزامًا أخلاقيًا بالتدخل ومساعدة" الأسر المتعثرة.
وفي السياق، أصر بيتيغرو على أن الشبكة الوطنية، التي حققت أرباحًا أساسية بلغت 4 مليارات جنيه إسترليني خلال العام المنتهي في 31 آذار/ مارس الماضي، لم تكن تطلق الصندوق لمحاولة تجنب رد الفعل العكسي المحتمل ضد صناعة الطاقة حيث تتفاقم أزمة تكلفة المعيشة، بحسب الصحيفة.
وقال رئيس الشبكة إن أزمة أسعار الطاقة، التي تفاقمت بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، كانت "أكبر مما يمكن لأي شركة بمفردها معالجتها"، مضيفا: "ما نحاول القيام به هو أن نكون مسؤولين ونقوم بدورنا".
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حذرت الشبكة الوطنية الأسر للاستعداد لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء إذا لم تستطع بريطانيا، في السيناريو "غير المحتمل"، استيراد طاقة كافية من احتياجات أوروبا القارية خلال فترات ارتفاع الطلب.
وأوضح أن الطقس الدافئ بشكل غير معتاد في الأسابيع الأخيرة ساعد دول الاتحاد الأوروبي على ملء مرافق تخزين الغاز الخاصة بها حيث كان هناك طلب أقل على أغراض التدفئة.
نورنيوز-وكالات