نورنيوز- فاز حزب جورجيا ميلوني "إخوة إيطاليا"، بنسبة ستة وعشرين بالمائة من الأصوات. تقود ميلوني ائتلافًا يتوقع أن يؤلف حكومة هي الأكثر يمينية في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية. ويمثل نجاحها تغييرًا هائلًا في إيطاليا، العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي وثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وتسلمت جورجيا ميلوني في 23 أكتوبر الجاري مهامها رئيسة للحكومة في إيطاليا، لتبدأ ولاية الحكومة الأكثر يمينية منذ الحرب العالمية الثانية.
واجتمع ماريو دراغي، الذي ترأس حكومة إيطاليا في فبراير/شباط 2021، مع زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة ايطاليا) اليميني المتطرف في قصر كيجي -مقر الحكومة- لأكثر من ساعة. وبعد الاجتماع، سلم دراغي رئيسة الحكومة الجديدة رمزيًا الجرس الذي يستخدمه رئيس مجلس الوزراء لضبط المناقشات خلال اجتماعات المجلس.
وفقاً للأعراف، كانت إيطاليا دائما تسبق الآخرين بخطوة في تطورات القارة الخضراء، إذ قبل هتلر، كان لإيطاليا زعيم يدعى موسوليني، وقبل "إس إس" في ألمانيا، كانت الألوية الحمراء المتطرفة تتفشى في إيطاليا.
حتى في يومنا المعاصر، مرّت إيطاليا بتجربة برلسكوني قبل أن تذوق أمريكا ويلات ترامب، من جانب آخر؛ من بين الدول الأوروبية، تُعرف إيطاليا بأنها دولة متحيّزة للرجال للغاية، ومعظم شخصياتها السياسية البارزة من الرجال.
لهذا من الممكن أن يكون انتصار ميلوني علامة مهمة على انفصال المجتمع الإيطالي عن الماضي، حيث قالت ميلوني سابقا: "يشرفني أن أكون أول من يكسر هذا المحظور في بلدي"
لكن القلق والخوف من أن تصبح إيطاليا بقيادة ميلوني ظاهرة جديدة وفعالة في تقليص سلطة أوروبا الموحدة تحوّل الى كابوس يُثقل كاهل زعماء الاتحاد الأوروبي.
وكانت قد عنونت رئيسة وزراء إيطاليا الجديدة حملتها الانتخابية بشعار "الله ، الوطن ، الأسرة"، وعقب وصول ميلوني الى كرسي رئاسة وزراء إيطاليا، سرعان ما تم تقديم اسمها وشعارها كتهديد للديمقراطية، في حين أن التاريخ السياسي المعاصر لإيطاليا مع رواد مثل "ديغاسبري" لخلق الوحدة في أوروبا و "جوليو" أندريه أوتي" لإحكام الاتحاد. يكشف إن التعاون المتوسطي والشرق أوسطي يميز هذا البلد عن البلدان الأخرى في القارتين الأوروبية والأمريكية، ناهيك عن أن هذا البلد كان يتمتع بواحد من الهياكل الحكومية الأكثر أصالة في العالم في القدم.
أيقن المنظرون الأوروبيون أن "الله، الوطن، الأسرة" لديها القدرة على أن تصبح منبرًا للبنية الاجتماعية السياسية الجديدة لبلدان القارة العجوز، لهذا علينا أن نقول بوضوح، أن أوروبا بغض النظر عن المعنى الحياتي لشعار ميلوني، وقفت ضد هذا الشعار واعتبرته تهديدًا لها.
نورنيوز