كانت بداية القصّة عندما لم يكن لدى ايران سوى الدبابات وقذائف الهاون وناقلات الجند القديمة، ولم تكن لديها حتى الأسلاك الشائكة في تلك الأيام! أية أيام؟ أيام بداية الثورة الإسلامية والتي رافقتها حملة عدائية شعواء من قبل الغرب وبعض الدول المحيطة للأراضي الايرانية، حيث كانت بداية الحرب المفروضة على الشعب الايراني، ولم يكن لدى أبطال الحرس الثوري والتعبئة أي شيء في أيديهم سوى الكلاشينكوف، وبعض الأسلحة الخفيفة الأخرى، وتملّصت غالبية دول العالم من مساعدة الشعب الايراني في دفاعه عن وطنه وعقيدته، ولكن اليوم وبعد 42 عاما من إنتصار الثورة الإسلامية ومن تلك الأيام القاسية أين أصبحت الجمهورية الإسلامية الايرانية؟ سؤال ستجيب عنه بشكل جليّ الوقائع والأدلة التي بات تتلمّسها جميع دول العالم، فلا حاجة لأي تمحيص بالمقدرات التي بلغتها ايران اليوم في كافة المجالات، ويمكن القول أنها تنافس الدول المتقدّمة في العديد من الصناعات التي بلغت ما بلغته إثر جهود الشركات المعرفية، وهنا لابد لنا أن نستعرض لنا بعض الصناعات في هذا الصدد.
تعاون 755 شركة معرفية مع وزارة الدفاع
أُنتج في الجمهورية الإسلامية حتى يومنا الراهن حوالي 1000 منتج قائم على المعرفة في مجالات الدفاع.
إذا نظرنا إلى التقدم العسكري للبلاد في السنوات الأخيرة، فسنصل إلى خطى الشركات المعرفية في تصميم وإنتاج وتطوير تقنيات الدفاع، حتى الآن ، تم إنتاج حوالي 1000 منتج قائم على المعرفة في مجالات الدفاع. وفي هذا الصدد، أعلن وزير الدفاع ودعم القوات المسلحة ، امير محمدرضا آشتياني مؤخرا عن تعاون 755 شركة معرفية مع وزارة الدفاع.
أشتياني أشار إلى التعاون والتفاعل مع مساعد رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا في تحديد والاستفادة من قدرات الشركات المعرفية وتواجدها في مجال الدفاع، وقال: "في مختلف المجالات ومنها مجالات الصواريخ والطائرات بدون طيار والصناعات المختلفة التي تكون وزارة الدفاع مسؤولة عنها؛ لقد فعلنا أشياء عظيمة في مجال الصواريخ، لقد عملنا على صواريخ كروز وصواريخ باليستية، وفي مجال الطائرات بدون طيار نبحث عن عملية مشتركة، وهي مهمة كبيرة للغاية ونحن نقوم بها اليوم.
نهوض طائرة العنقاء (سيمرغ) من قلب الرماد
في طائرات النقل الخفيفة "سيمرغ"، تم تصميم وتصنيع 30 ألف قطعة من قبل شركات معرفية ايرانية.
بدأت قصة طائرة النقل "سيمرغ" عندما شعرت إيران بالحاجة إلى تصنيع جميع أنواع الطائرات العسكرية وطائرات الركاب والنقل المحلية، ومن الواضح بعد انتهاء الحرب المفروضة وبداية السبعينيات، إنطلقت خطة بناء جميع أنواع الطائرات المحلية، ومن بينها، النسخة الأولى من طائرات النقل الخفيف كانت طائرة "إيران 140"، ولكن بعد تحطم العديد من طائراتها، توقف إنتاج هذه الطائرة حتى بعد دراسات مستفيضة من قبل خبراء محليين وإزالة العيوب السابقة منها، من ثم تقرر إنتاج عينة شحنة من هذه الطائرة من قبل وزارة الدفاع، وحدث هذا وتم الكشف عن طائرة سيمرغ للنقل الخفيف في أبريل من هذا العام.
يبلغ طول هذه الطائرة 23 مترا وعرضها 25 مترا وارتفاعها 8 أمتار ويمكنها حمل 6 أطنان من البضائع كحد أقصى. حمل المركبات الخفيفة، وتقديم المساعدة، وحمل جميع أنواع محركات الطائرات الرشيقة ذات السرعة المناسبة هي ميزات أخرى لهذه الطائرة الإيرانية. سيمرغ قادرة أيضا على نقل الركاب والبضائع والمعدات العسكرية والجنود والمظليين والجيوب العسكرية والمدافع والجرحى.
آرش 2 أحدث مُسيّرة إيرانية/ ما هي ميّزاتها؟
تعود فكرة بناء المُسيرات في ايران الى السنوات التي سبقت الثورة الإسلامية، وهي فكرة أصبحت أقرب وأقرب إلى التنفيذ مع الثورة الإسلامية حتى حققت القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إنجازات كبيرة في هذا المجال على نطاق واسع. ساعد على ذلك الاستثمار الكبير في مجال الطائرات بدون طيار. لذلك، فإن العلماء الإيرانيين اليوم، من خلال اكتسابهم المعرفة والتكنولوجيا لصنع طائرات بدون طيار فائقة التطور، يخطون على حافة التقنيات الحديثة ونجحوا في تصميم وإنتاج جميع أنواع الطائرات المسيرة ذات الاستخدامات المختلفة وبأفضل جودة.
بلغ تقدم إيران في مجال الطائرات المسيرة إلى نقطة حيث تعتبر ايران اليوم واحدة من الدول الرائدة في مجال المُسيرات وتمكنت من تمهيد الطريق لبيع الطائرات بدون طيار الإيرانية في الأسواق العالمية بالإضافة إلى تلبية احتياجاتها الخاصة.
من بين تلك التصاميم الفريدة للمُسيّرات التي خرجت من معامل الجمهورية الإسلامية، هي المُسيّرة آرش 2، وهي مُسيّرة يبلغ مداها 2000 كم ، وتعد واحدة من أطول الطائرات بدون طيار من حيث المدى في العالم، وقد صممها وصنعها خبراء إيرانيون بشكل كامل.
تعد طائرة أراش 2 من أحدث الطائرات بدون طيار الإيرانية التي جذبت انتباه وسائل الإعلام الدولية نظرًا لقدراتها الفريدة. طائرة بدون طيار مضادة للرادار مزودة بتقريب بصري، وهي مقدمة في نموذجين ومزودة بأجهزة تلفزيون وكاشفات الأشعة تحت الحمراء، وستكون قادرة على تدمير أهداف مختلفة بدقة عالية جدًا. يبلغ مداها 2000 كم ، وقد صممها وصنعها خبراء إيرانيون.
يستخدم هذا الطائرة المسيرة طريقة الإطلاق النفاث، مما يجعل الطيران على الأرض غير ضروري، وبهذه الطريقة ، فإن طائرة آرش قادرة على الطيران نحو الأهداف من قاذفات متحركة مختلفة، وهذا يجعلها طائرة بدون طيار تكتيكية ذات قدرة عالية على الحركة، مما يسمح لمستخدميها باستخدامها في بيئات جغرافية عديدة وفي كافة الظروف.
"مركبة الخليج الفارسي"
" مركبة الخليج الفارسي" هي أول سفينة أبحاث إيرانية عابرة للمحيط، وهي نتيجة للتعاون المشترك بين تعاونية رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا ونظيرتها للتخطيط، ووزارة العلوم والبحوث، ومنظمة الصناعات البحرية التابعة لوزارة الدفاع.
هذا القارب البحثي المُتقدّم هو عبارة عن سفينة بحثية يبلغ طولها 50 مترا وعرضها 10 أمتار وارتفاعها 12 مترا. وفقًا لحجم خزان الوقود والمنشآت المثبتة، يمكن لهذا المسبار البقاء في البحر لمدة 4 إلى 5 أيام ويمكنه السفر 3 آلاف ميل بحري.
يحتوي مركب الخليج الفارسي على محركات بإستطاعة 2000 كيلوواط و 4 مختبرات، حيث يتم إجراء البحوث في 3 مختبرات، بما في ذلك المعامل الجافة والرطبة، والمختبر الرابع يحلل الأبحاث التي أجريت.
مروحية "صبا"؛ متعددة الاستخدامات والأغراض
مروحية صبا 248 واحدة من إنجازات الطيران الإيرانية المتقدمة، والتي تم تصميمها وبناؤها من قبل خبراء أكفاء من شركة دعم وتجديد طائرات الهليكوبتر الإيرانية (بنها) بالتعاون مع شركات معرفية في ايران.
وتعد هذه المروحية من فئة الوزن الخفيف والمتوسط متعددة الأغراض، بمحركين، بأربعة مراوح وتتسع لثمانية ركاب، وهي قادرة على تنفيذ مهام نقل البضائع والركاب، وعمليات الإنقاذ، والتصوير الفوتوغرافي والرصد والإسعاف الجوي والعمليات البحرية والتاكسي الجوي.
نورنيوز-وكالات