وفي هذا اللقاء الذي جرى الاثنين على هامش الاجتماع الـ 77 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقديره لجهود غريفيث في تسهيل الأمور وأكد على دعم ايران لمواصلة الجهود الإنسانية الدولية الهادفة إلى الحد من المعاناة الإنسانية.
وأضاف: من المتوقع أن تهتم الأمم المتحدة برفع الحصار الإنساني عن الشعب اليمني، إلى جانب إقامة محادثات سياسية حقيقية من قبل الأطراف اليمنية من أجل استمرار وقف إطلاق النار في اليمن. وكان استعراض التطورات السياسية والوضع الإنساني في أفغانستان وسوريا أحد الموضوعات الأخرى في حوار وزير الخارجية مع الممثل الخاص للأمين العام للشؤون الإنسانية.
وقال أمير عبداللهيان أنه بينما يعيش ما يقرب من 5 ملايين مهاجر أفغاني في إيران ، يدخل عدد كبير إيران يوميًا عن طريق عبور الحدود المشتركة ، لكن لا توجد مساعدات انسانية من الأمم المتحدة لهذا العدد الكبير من الافراد وخاصة اللاجئين الأفغان الجدد في إيران.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة التوزيع العادل للمساعدات الإنسانية لجميع ابناء الشعب السوري وضرورة اهتمام وكالات الإغاثة الدولية بالشعب السوري. واضاف: بينما يعاني سكان هذا البلد من نقص المياه الصالحة للشرب والكهرباء ، فإن الإرهابيين والمسلحين في إدلب لديهم وضع مختلف تمامًا.
وأوضح أمير عبداللهيان جهود إيران لوقف الحرب في أوكرانيا وشدد على ضرورة الاهتمام بأوضاع اللاجئين الأوكرانيين.
من جانبه ثمن مارتن غريفيث ، كرم الضيافة من قبل إيران للاجئين الأفغان، واعتبر إيران نموذجًا فريدًا لقبول ومساعدة اللاجئين في العالم.
وأشار إلى عدم وجود أموال كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية في الدول الثلاث المذكورة، وقال أن بعض الدول المانحة لم تف بالتزاماتها المالية على الرغم من الالتزام بالمساعدات.
ونوه غريفيث إلى محادثاته مع مسؤولي الدول المعنية بالأزمة الأفغانية وأثار مسألة كيفية تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الافغاني.
لطالما كانت ترحب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بجهود إيران والرامية إلى توسيع فرص التعليم لنحو نصف مليون طفل أفغاني في البلاد، وتدرك بأن البلاد بحاجة إلى دعم إنساني أكبر نظراً للتحديات الاقتصادية التي تواجهها اليوم جراء الحصار الامريكي الجائر على الشعب الايراني.
وتعد إيران واحدة من أكبر الدول المضيفة للاجئين حول العالم منذ عقود، حيث يوجد حالياً على أراضيها حوالي مليون لاجئ مسجل من أفغانستان. إضافة إلى ذلك، يقدر أن يكون هناك أكثر من مليوني أفغاني ممن يعيشون في إيران إما بدون وثائق أو بجوازات سفر وطنية.
وتعتبر إيران مثالاً يحتذى به من حيث شمل اللاجئين في الخدمات الوطنية. فمنذ صدور قانون في عام 2015، يمكن لجميع الأطفال الأفغان الذهاب إلى المدرسة، بغض النظر عما إذا كانوا من اللاجئين أم يحملون جواز سفر وطني أفغاني أو لا يحملون أي وثائق. ويدرس الأطفال اللاجئون المنهاج الوطني جنباً إلى جنب مع زملائهم الإيرانيين.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حوالي 480,000 طفل من اللاجئين الأفغان غير الموثقين كانوا مسجلين في المدارس للعام الدراسي 2019-2020، بزيادة مطردة عن السنوات السابقة. وفي عام 2019 وحده، أفسحت إيران المجال لحوالي 60,000 طالب أفغاني جديد في مدارسها.
في ضوء التحديات الاقتصادية القائمة، تحتاج البلاد إلى دعم إنساني إضافي لضمان توفير الخدمات التعليمية وغيرها للاجئين.
في العام الماضي، ارتفعت تكاليف المعيشة في إيران، مما جعل من الصعب على الأسر - الإيرانية والأفغانية على حد سواء - تغطية نفقاتها، في حين وقفت الأمم المتحدة والدول الأوروبية التي تتشدّق بدعم الإنسانية موقف المتفرّج أمام ما يحصل في الجمهورية الإسلامية من ضغوط طالت كافة طبقات المجتمع وعلى رأسها اللاجئين الأفغان.
نورنيوز