معرف الأخبار : 108102
تاريخ الإفراج : 9/20/2022 4:54:34 PM
عبداللهيان يتحدث في مقال له عن اطار التضامن الاقليمي وفشل الضغوط الأمريكية

عبداللهيان يتحدث في مقال له عن اطار التضامن الاقليمي وفشل الضغوط الأمريكية

كتب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان مقالا تناول فيه قضايا اقليمية ودولية والسياسات الايرانية تجاهها، وقد نشرته الصحافة الايرانية:

أمير عبداللهيان يتحدث عن اطار التضامن الاقليمي وفشل الضغوط الاميركية وأفول الأحادية

 وفيما يلي نص المقال:

يشهد النظام الدولي تحولا وتغييرا لافتا ستتأثر به ايضا السياسات الخارجية لمختلف البلدان.  ان مضي النظام الدولي من النظام الأحادي القطب نحو عالم متعدد الاقطاب، ورغم انه سيجري بصورة تدريجية وهادئة، لكن هذا التحول عملية (طبيعية وتاريخية) لا يمكن تحاشيها. ان انتصار الثورة الاسلامية في ايران في عهد نظام القطبين العالميين ومن ثم اتباع سياسة "لا شرقية، ولا غربية" قدم أنموذجا جديدا لسياسة خارجية مستقلة وعدم التبعية لتكتلات القوة في العالم، امام الحكومات والشعوب. وهذا الشعار ينبع من روح الطموح للاستقلال والتي جسدها الشعب الايراني في الثورة الاسلامية المظفرة، وكذلك السياسة الخارجية المناوئة للتبعية، ولم تحصر الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى الآن سياستها الخارجية بأية دولة او تكتل ولن تحصرها.

ومع مجيء الحكومة الشعبية لفخامة الرئيس الدكتور رئيسي والتي تنشد التغيير، باشر الجهاز الدبلوماسي باتباع خيار جديد مبني على الاستيعاب الصحيح لتغيّرات النظام الدولي، والتطوير الواسع للعلاقات مع جميع البلدان مع اولوية "النظرة نحو الشرق" و"ايلاء الاولوية للجوار" . ان سياسة "النظرة نحو الشرق" الاستراتيجية لا تعني بالتأكيد انكار العلاقة مع باقي المناطق الجغرافية، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستستمر في بذل كامل الجهد لتطوير العلاقات مع كافة مناطق العالم.

وفي ظل السياسة الخارجية المتوازنة والدبلوماسية النشطة والتعامل الذكي، بالاضافة الى الاستفادة من فرص التغيير في المعادلات الدولية فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحولت اكثر من أي وقت مضى الى لاعب فعال ومستقل ومؤثر لا يبحث في اطار سياسته الخارجية عمن يدور في فلكه، ولن يدور هو ايضا في فلك باقي قوى النظام الدولي. وفي هذا السياق، فان الجمهورية الاسلامية الايرانية والى جانب صيانة مصالحها القومية، تبحث عن انشاء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع كافة الدول ومع الدول الجارة، وتؤكد على ازالة التوترات وارساء الأمن الجماعي في المنطقة وحل الازمات الاقليمية ومكافحة التحركات الارهابية والفكر المتطرف. ان السعي لتطبيق العدالة والمساواة في النظام الدولي ومكافحة الحظر الاحادي غير  القانوني المفروض على الشعوب، يعتبر من الاستراتيجيات الرئيسية للسياسة الخارجية الايرانية. ان استمرار فرض الحظر الاميركي على ايران ورغم تسببه بكلفة عالية للبلاد والشعب، لم ولن يشكل عائقا ورادعا امام الاستراتيجية الصائبة للسياسة الخارجية الايرانية. ومن المؤكد ان ايران ومن اجل ارساء العدالة في النظام الدولي تدين بشدة الحظر الاحادي وغير القانوني الاميركي ضد شعبها وباقي الدول والشعوب، والذي يرمي الى تحقيق غايات سياسية، وتعمل ايران على ابطال مفعوله عبر التنفيذ السريع والمؤثر لبرنامج التنمية الاقتصادية المستدامة بالتوازي مع خوض الوزارة الخارجية للمفاوضات الهادفة الى الغاء الحظر.

وينبغي على ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن التي تدعي انها تختلف جديا عن الادارة السابقة ان تبتعد من سياسة الضغوط القصوى الاحادية وتتبع استراتيجية جديدة مبنية على التعامل مع الشعوب واحترامها . على الادارة الاميركية ان تأخذ هذه الحقيقة في الحسبان بأن سياسة "الضغوط القصوى" لترامب ايضا تحولت الى "الهزيمة الأصعب" بفضل مقاومة الشعب الايراني العظيم ، على الولايات المتحدة ان تقوم باصلاح سياساتها الفاشلة والخاطئة.

ان السياسة الخارجية لايران هي ارساء السلام والاستقرار والامن واحترام سيادة ووحدة اراضي الدول ونعتقد جازما بان تدخلات القوى الغريبة عن المنطقة تؤدي الى نشوب الخلافات والتوتر و انتشار الارهاب والتطرف في بعض المناطق، وان انهاء تدخلات واحتلال الاطراف الغريبة عن المنطقة يمكن ان يشكل نقطة عطف من اجل ارساء السلام والاستقرار . ان دول منطقتنا تتمتع بامكانية حل مشاكلها سلميا، ومن دون التدخل الخارجي، عبر اتباع استراتيجية التضامن الاقليمي وعبر الحوار والآليات الاقليمية. وفي هذا السياق تسعى ايران الى ايجاد اطار للتعاون السياسي والاقتصادي الشامل بين الدول المشاطئة على الخليج الفارسي من اجل تعزيز التضامن المبني على الاحترام المتقابل والمصالح المشتركة. ان ايران اختارت دوما مسار التآزر والتعاون مع دول المنطقة وترحب في هذا الاطار بمبادرة الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريش من اجل الحوار والتعاون الاقليمي.

ولا شك بأن الفريق الشهيد قاسم سليماني كان بطل مكافحة ومواجهة الارهاب والتطرف في المنطقة وان شعوب المنطقة قامت دوما باجلال وتكريم هذا البطل الشهيد باعتباره شخصية حرة وعظيمة . ان الفريق سليماني قام بدور فريد في القتال ضد ظاهرة الارهاب المشؤومة واعادة الامن وحفظ حرمات البشرية بمعزل عن العرق والدين والمذهب.

وعبر التزامها بالفتوى الشرعية لسماحة الامام آية الله الخامنئي، وكذلك المسار الدبلوماسي، اكدت ايران دوما عدم سعيها لحيازة السلاح النووي، ان اختلاق الملفات الكاذبة بشأن النشاطات النووية السلمية الايرانية له دوافع سياسية فقط ويجري للتخويف من ايران. ان ايران تعرف بأنها صاحبة مشروع "شرق اوسط خال من السلاح النووي" ، في وقت نجد الكيان الصهيوني المحتل غير منضم لاي معاهدة كحظر الانتشار النووي وغير خاضع للمراقبة الدولية والقوانين الدولية ويقوم بانتهاك حقوق الشعوب ويمارس الارهاب ويمتلك ترسانة ضخمة من القدرات والاسلحة النووية، ولا يحق لهذا الكيان ابداء الرأي حول النشاطات السلمية النووية الايرانية ، لكننا نجد بأن هذه المسألة قد تحولت اليوم الى طرفة تاريخية مريرة في عالم السياسة.

موقف ايران ازاء سير مفاوضات الغاء الحظر هو في غاية الشفافية والوضوح ، ورسالة ايران الواضحة هي اعلان الالتزام بعملية التفاوض والنهج الدبلوماسي من اجل التوصل الى اتفاق جيد وقوي ومستدام. وردا على مقترحات منسق الاتحاد الاوروبي اعلنت ايران رؤيتها ومواقفها البناءة لافساح المجال امام التوصل لاتفاق، وقد اذعنت الاطراف المقابلة بأن هذه الرؤى كانت بناءة ومعقولة ومنطقية، واذا تحلت أميركا بالواقعية، فيمكن التوصل لاتفاق في أقرب فرصة.

ان ايران جادة في التوصل الى اتفاق يضمن المصالح الاقتصادية للشعب الايراني جراء تنفيذ الاتفاق النووي وقد قدمت اكبر عدد من المقترحات طوال المفاوضات، ان الكرة هي في ملعب اميركا ، وعلى الاميركيين ان يقوموا باتخاذ قرارهم السياسي لانجاح المفاوضات والتوصل للاتفاق قريبا. نحن سنواصل تعاملنا البناء ولن نبتعد عن طاولة المفاوضات . نحن لم نرد التفاوض من اجل التفاوض، بل نريده للتوصل الى نتيجة مرضية وملموسة، وكما قلنا سابقا فان ايران والى جانب جهودها الدبلوماسية المتينة والقوية والنشطة لالغاء الحظر غير القانوني، تمتلك في نفس الوقت برنامجا مؤثرا لابطال مفعول الحظر من اجل تحقيق تنمية سياسية واقتصادية مستدامة.

وفي الختام أجدد التأكيد بأن بلوغ الاتفاق من اجل الغاء الحظر غير القانوني ممكن في المفاوضات شريطة ان تتوفر الارادة السياسية والتحلي بالواقعية اللازمة من قبل الطرف المقابل. نحن لانزال نسعى عبر التحلي بالارادة الواقعية وحسن النوايا، للوصول الى اتفاق جيد ومستدام يتضمن الانتفاع الاقتصادي لشعبنا.   


نورنيوز/وكالات
الكلمات الدالة
الایرانیةالضغوطالصحافة
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك