وكثير من هذه النماذج ضعيفة النفوس التي تشوه صورة فاعلي الخير نراها في حياتنا اليومية يقص عليّ ابي موقف من المواقف المشرفة لأحد أصحابه من أهل الخير في ثمانينات القرن العشرين يقول ( چان صديقي ابو جمال الله منعم عليه وعنده بيكب دبل قمارة من يشوف شخص واگف بالشارع يسأله وين توصل يعرف وين رايح يكلة اني رايح لهناك اصعد بطريقي اوصلك، لحد ما يوصلة المكانة ويرجع ) يقول ابي سألته ابو جمال طريقنا غير طريقه هو بهذا الاتجاه ونحن بذلك الاتجاه فقال أنا فعلت خير لوجه الله إذا كان أوصله بطريقي لم أنل الأجر والثواب وهذه السيارة وكل ما املك من فضل الله لماذا ابخل على الناس .
ولعل هذه الناس التي أنعم الله عليها وتستحق نعمته وهناك الكثير ممن يرزقهم الله لكن قليل من يؤدي شكره ويصف الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) أهل الخير وأهل الشح فيقول : اطلبوا الخير من بطون شبعت ثم جاعت لان الخير فيها باق ولا تطلبوا الخير من بطون جاعت ثم شبعت لان الشح فيها باق صدقت يا امير المؤمنين.
والبعض الآخر من الاناس الشح التي تدعي إنها تفعل الخير وتأتي لنفسها بلعنة ومنهم ثعلبة ابن حاطب يروى في كتب التاريخ أن ثعلبة جاء إلى رسول الله يريد أن يدعو له بأن يرزقه الله مالاً فرفض النبي صلى الله عليه وآله وقال قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه فألح على النبي ودعا له وأتخذ اغناماً فنمت كما ينمي الدود حتى انشغل عن صلاة الجمعة وامتنع عن دفع الزكاة فنزلت به آية المنافقون ﴿ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين* فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولاو وهم معرضون* فأعقبهم نفاقًا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ﴾ وليس هناك أي قول بعد قول الله يقال إلا دعائنا اللهم اجعلنا ممن يؤدي شكرك ولو بالقليل.
رسول عبيد الشبلي/ كربلاء
نورنيوز