نورنيوز- أعلنت الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في مجموعة 4 + 1 المُكلفة بالتفاوض مع ايران لإحياء الإتفاق النووي مساء السبت الماضي، في بيان مشترك بلغة غير دبلوماسية، موقفها من الشروط التي تحكم مفاوضات رفع الحظر، والغريب في الأمر أن الترويكا الأوروبية حمّلت إيران مسؤولية عدم التوصّل الى إتفاق حتى الآن.
وورد في أجزاء من هذا البيان ما يلي: "لسوء الحظ، اختارت إيران عدم استغلال الفرصة الدبلوماسية والحيوية للمفاوضات، بل على العكس من ذلك تواصل تصعيد وضع برنامجها النووي بطريقة تتجاوز أي مبرر مدني مفهوم.
يضيف البيان: وبينما كنا نقترب من التوصل إلى اتفاق، أعادت إيران فتح قضايا منفصلة تتعلق بالتزامات الدولة بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقيات الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويتابع البيان الأوروبي: بالنظر إلى أن إيران لم تستكمل الاتفاق المطروح على الطاولة، سنتشاور مع شركائنا الدوليين حول كيفية الرد على التصعيد النووي الإيراني المستمر وعدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سياق اتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
وفي أول ردّ ايراني على هذا البيان، قال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني: "من المؤسف أن ثلاث دول أوروبية اتخذت خطوة في تقفي آثار والإنسياق وراء الكيان الصهيوني في المفاوضات بهذا البيان غير المدروس، وأضاف: ننصح الدول الأوروبية الثلاث بلعب دور أكثر فاعلية بدلاً من الدخول في مرحلة تدمير العملية الدبلوماسية، لتوفير حل لإنهاء الخلافات القليلة المتبقية.
فيما يتعلق بالبيان الصادر عن الدول الأوروبية الثلاث، هناك عدة نقاط مهمة لابد من الإشارة إليها:
أولاً؛ وفقًا للعديد من الخبراء المستقلين وكذلك منسق الاتحاد الأوروبي، منذ بداية الجولة الجديدة من المفاوضات، اتبعت ايران دائما مسارا منطقيا ودبلوماسيًا، واحترمت مصالحها الوطنية وخطوطها الحمراء، ما يلزم للمضي قدما في المفاوضات نحو اتفاق قوي، وقد فعلت ما هو مطلوب لتكون موثوقة ولكي تؤكد للجميع أنها تريد إتفاق مستدام.
في هذه الأثناء، منذ البداية، حاول الجانب الغربي من المفاوضات، من خلال تركيز جهوده على أدوات التفاوض الإضافية، استخدام جميع القدرات الإعلامية والسياسية المتاحة خارج غرفة المفاوضات لتكثيف الضغط على طهران ودفع لعبة اللوم ضد ايران الى الأمام.
وقد ذهب السلوك غير التفاوضي للدول الأوروبية الثلاث إلى حد أنه حتى لأن وجودها كان عديم الجدوى في تقدم المحادثات، فضلت الأطراف الأخرى متابعة المفاوضات دون وجودها، وبالتالي فإن مطالبة إيران بعدم استخدام ما يسمونه فرصة أشبه بمزحة، بل ومهزلة.
ثانيا؛ خلافا لمزاعم ثلاث دول أوروبية، فإن ردود الفعل الإيرانية الأخيرة لم تكن بأي حال من الأحوال تفتح قضايا جديدة وتؤكد على القضايا التي أثيرت في المفاوضات منذ البداية، وهي من بين أهم القضايا التي لم يقبلها الطرفان، ولمن لا يعلم، ما يزال الجانب الغربي يظهر عدم رغبته في التوصّل الى اتفاق قوي ومستقر.
لطالما أثيرت الطلبات والمبادرات التي طرحتها إيران في سياق المحادثات مع نهج المضي قدمًا لتحقيق اتفاق قوي ومستقر وموثوق، ومن الطبيعي أن اتهام إيران بالتهرب من التزاماتها الوقائية يدل على استمرار تقديم الأعذار للتهرب من الالتزامات.
ثالثاً؛ يظهر تاريخ المفاوضات خلال الأشهر العشرة الماضية أن الحكومة الثالثة عشرة لن تستسلم تحت ضغط المواعيد النهائية الوهمية للتراجع عن حقوق الشعب الإيراني ، لذلك ليس من الواضح سبب استمرار الدول الأوروبية الثلاث وإصرارها على تبنّي سياسة غير مجدية ولا طائل منها.
رابعاً؛ في إطار الإتفاق النووي، واستجابة لقلق الجانب الغربي بشأن برنامج إيران النووي السلمي، التزمت إيران بالحد من جزء من أنشطتها النووية والوفاء بجميع التزاماتها التي أقرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن نظرا الى السجّل الأسود لكل من أمريكاو والأطراف الأوروبية بعدم اتخاذ أي إجراء تجاه التزاماتهم، لا يمكن أن يتوقعوا من طهران أن تلتزم مرة أخرى بالحد من أنشطتها النووية ودون الحصول على التزام حقيقي وثابت من الغرب لحل جميع القضايا التي يمكن أن تكون ذريعة تعيق إستفادة الجمهورية الإسلامية من حقوقها الإقتصادية.
بكل الأحوال؛ على مايبدو بل من المؤكّد أن الترويكا الأوروبية، وهي أحد المذنبين الرئيسيين في خلق الوضع الحالي، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، حتى اليوم، ليس فقط أنهم لم يتخذوا أي خطوات لتسهيل عملية التفاوض وإرغام أمريكا بالعودة الى إلتزاماتها، بل من الواضح أنهم غير مستعدين لقبول التزاماتهم بموجب أيضاً، ومن المثير للاهتمام أنهم في مثل هذا الموقف ما زالوا يتهمون إيران بعدم القيام بما يكفي وعدم إغتنام الفرص الواهية التي يزعمون أنهم يقدّمونها.
نورنيوز