وبحسب التقرير الذي أعلنت صحيفة «تايمز» البريطانية، فإن الأزمة الأوكرانية أدت لتفاقم أزمة موارد الطاقة وتعريض أمن الطاقة الأوروبي للخطر، من خلال توقف الإمدادات الروسية بسبب العقوبات الغربية.
وأضاف التقرير أن بريطانيا قد تقوم بتقنين الكهرباء عن 6 ملايين أسرة، بمعدل 8 ساعات يومياً، من الساعة السابعة صباحاً ولغاية العاشرة، ومن الساعة الرابعة بعد الظهر ولغاية التاسعة مساء.
وقد يستمر هذا التقنين المخطط له لمدة طويلة، ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في ارتفاع أسعار الطاقة بشكل أكبر وترك الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة أقل من المتوقع.
وفي محاولة لدرء مثل هذا النقص، خاطب وزير الأعمال كواسي كوارتنغ، رؤساء ثلاث محطات طاقة بريطانية متبقية تعمل بالفحم ليطلب منهم البقاء مفتوحاً لفترة أطول مما هو مخطط له.
وتم إبلاغ محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بالإغلاق في أيلول، بموجب خطط البلاد للتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2024، لتقليل الانبعاثات.
في نيسان الماضي، توقعت ريستاد إنرجي أن يكون الشتاء المقبل عصيباً للمستهلكين والحكومات الأوروبية، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن أزمة الكهرباء في أوروبا ستكون أكثر صعوبة، خاصة في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بإمدادات الغاز.
أزمة الكهرباء في أوروبا لم تقف عند حدود المملكة المتحدة، حيث توقعت هيئة الطاقة الكهربائية في السويد ارتفاع أسعار الكهرباء في الشتاء المقبل، مما قد يضطرها إلى قطع الكهرباء.
وقالت المسؤولة في الهيئة لوفينا لوندستروم "حتى الآن، لم نضطر أبدا إلى قطع الكهرباء، لكن إذا كان الإنتاج المحلي منخفضاً ولا يمكننا استيراد الكهرباء، فقد يحدث ذلك".
وذكرت الهيئة في تقريرها أن الحاجة ستزداد خلال فصل الشتاء وطيلة أربعة فصول شتاء مقبلة.
من جانبها أشارت صحيفة الغارديان إلى أن نحو 200 نصب تذكاري تاريخي ومبنى بلدية في مدينة برلين الألمانية، بما في ذلك كنيسة الذكرى في ساحة "برايت شايد" والمتحف اليهودي، "غرقت في الظلام" هذا الأسبوع، بسبب إطفاء الأضواء في المدينة لتوفير الكهرباء.
إلى ذلك أعلن وزير الطاقة النرويجي تيري أوسلاد، أن الحكومة ربما تقترح وضع قاعدة لفرض قيود على صادرات الكهرباء حال تراجع المياه في الخزانات المائية النرويجية إلى مستويات «متدنية للغاية»، لضمان أمن الإمدادات داخل البلاد.
وتواجه أوروبا نقصاً حاداً في إنتاج الكهرباء منذ شهور ربما يتطور إلى كارثة خلال الشتاء المقبل، حيث ارتفعت فواتير الكهرباء إلى الضعف في بعض دول الاتحاد الأوروبي، مقارنة بما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي.
كل ما سبق يؤكد أن أوروبا أدخلت نفسها في صراع اقتصادي مع روسيا لم تكن تدرك نتائجه، خاصة وأنه انعكس بشكل مباشر على الشعوب الأوروبية، التي وجدت نفسها أنها تعاني أكثر من الشعب الأوكراني نفسه الذي تخوض بلاده الحرب مع روسيا، والسؤال هنا، ما هو السبب الذي دفع الاتحاد الأوروبي للدخول بهذه المواجهة؟ وهل أوروبا قادرة على الصمود أمام نقص الغاز الروسي أكثر من هذه المدة؟ والسؤال الأهم كيف سيكون شكل القارة العجوز لو كانت الحرب مستمرة فيها لمدة 11 عاماً كاملاً كما هو الحال في سوريا؟
بقلم: الإعلامية نداء حرب
نورنيوز