نورنيوز- في وقت تصاعدت فيه حدّة الانتقادات لمماطلة الحكومة الأمريكية في تقديم ردّها النهائي إلى منسق الاتحاد الأوروبي بشأن إحياء الإتفاق النووي، إتّبع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس"، كما هو الحال دائماً "نهج الإسقاط" الفاشل، حيث حمّل ايران مرّة أخرى مسؤولية المماطلة، وقال: "لو أعطت إيران إجابة واضحة فإن هذه العملية لن تستمر طويلاً!"
كما أوضح بالقول: في الوقت الحالي ومقارنة بما كان عليه الوضع قبل اسبوعين، فإن اراء طهران وواشنطن باتت أقرب.
في السياق، قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم الاثنين: "توقعنا تلقي الرد من إدارة بايدن الأسبوع الماضي".
وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال بعد بيان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وتأكيده على التقارب في وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة في مفاوضات رفع الحظر: اللهجة المتفائلة لوزارة الخارجية الأمريكية (لأول مرة) خلال المفاوضات) بشأن أن إحياء الإتفاق بات وشيكًا، إذا كانت أمريكا تنوي فضح زيف أي موقف، فلن تحتاج إلى تقديم مثل هذه الإجابات والمسوّغات. في الواقع، فإن عدم موافقة أمريكا على اقتراح الاتحاد الأوروبي ورد إيران سيكون له ثمن سياسي باهظ.
وجاء التفاؤل الذي أبداه المسؤولون والإعلام الغربي حول إمكانية التوصل إلى اتفاق، في وقت أقدم فيه "رافائيل غروسي" مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على التسييس مرّة أخرى، متخذا موقفا غير مهني تجاه قضية الأنشطة النووية الإيرانية السلمية، وهو ما يشكّل أحد أهم التحديات الجادة لحل الخلافات القائمة.
حيث قال غروسي لشبكة "سي ان ان" مؤخرًا: "قدموا لنا الإجابات اللازمة وأعطونا فرصة الوصول إلى الأشخاص والأماكن التي نريدها حتى نتمكن من توضيح الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى توضيح".
وجاءت تصريحات غروسي المُتخبّطة على مايبدو في وقت قدمت فيه إيران بالفعل المعلومات اللازمة وإمكانية وصول الوكالة الدولية الى مواقع المزعومة مع تقديم التوضيحات اللازمة، لكن المدير العام لهذه المنظمة الدولية يواصل قرع طبول التحريض ضد ايران، بغض النظر عن حسن نية إيران مستندا في ذلك إلى تقارير غير موثقة قدمها الصهاينة الى الوكالة.
إصرار غروسي على تبني هذا النهج المُسيّس، يُظهر بوضوح أنه إلى جانب الكيانالصهيوني، يشكلان العقبة الرئيسية أمام وضع اللمسات الأخيرة على مفاوضات رفع الحظر.
في الواقع، يعدّ السلوك المثير للإستغراب الذي يتّبعه مدير عام الوكالة غير مسبوق بتاتاً، خصوصاً أنه أثار العديد من الإنتقادات، وذلك على خلفية زيارته الى الاراضي المحتلة خلال العام الجاري، ومباحثاته مع السلطات الصهيونية قبل اجتماع مجلس المحافظين في حزيران من هذا العام، وهو ما كشف بأن الوكالة الدولية انقلبت على ايران وباتت أداة لتحقيق أهداف الصهاينة.
كما أن تبني المدير العام للوكالة مواقف هدّامة في الملف النووي يؤكد إصرار الجمهورية الإسلامية على ضرورة حل قضايا الضمانات المتبقية قبل التوصّل الى اي اتفاق، وذلك لتجنّب استمرار التسييس الذي ينتهجه مدير عام الوكالة الدولية.
نورنيوز