نورنيوز- نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية عن مراسلتها لورا روزين، المقربة من مصادر دبلوماسية مطلعة على عملية مفاوضات رفع العقوبات في فيينا، أن أمريكا اتخذت قرارها بشأن الاقتراح الإيراني لإحياء الإتفاق، لكنها تتشاور مع أوروبا والكيان الصهيوني قبل أن ترسل ردّها بهذا الصدد.
الى ذلك، إدّعى موقع أكسيوس الإخباري، مساء السبت، نقلاً عن مسؤولين في الكيان الصهيوني والولايات المتحدة: في الأيام الأخيرة أكدت إدارة بايدن لـ تل أبيب أنها لم تقدم تنازلات جديدة لإيران في المفاوضات.
موقع أكسيوس نقل عن مسؤول أمريكي قوله: الاتفاق قد يكون أقرب من أسبوعين، لكن لا يزال هناك شك بشأن نتيجة المفاوضات وهناك ثغرات عديدة.
يأتي هذا في حين لا يخفى على أحد مساعي سلطات الكيان الصهيوني، وعلى رأسها رئيس وزرائه المؤقت، لزيادة الضغط على حكومة بايدن لإرغامها على الإنسحاب من المفاوضات، وذلك عبر تمرير وجهة نظرها السلبية بشأن الاتفاقية المحتملة مع الجمهورية الإسلامية.
وسط هذه التطورات المتسارعة، تقف إدارة بايدن مُتخبّطة أمام تحديين جديين من أجل اتخاذ قرار وتقديم ردّها النهائي، الأول يتمثّل بالقلق من تأثير اتفاق محتمل على انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر والتحدي الثاني هو "ضغط اللوبي الصهيوني" لإفشال الإتفاق.
ويأتي هذا أيضاً، في وقت لا يأل فيه أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون المتطرفون جهداً لإثبات تقهقر البيت الأبيض أمام إيران في ملف المفاوضات، وتعزيز موقفهم في انتخابات الكونجرس النصفية بخطابات حادة ولاذعة، يرسل الصهاينة أيضًا رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى راعيتهم واشنطن للتأثير على موقفها بشأن إحياء الإتفاق النووي.
وقال "نيد برايس" المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، ردا على سؤال حول رسالة رئيس الوزراء المؤقت للكيان الصهيوني يائير لابيد، إلى البيت الأبيض حول ضرورة إنسحاب أمريكا من مفاوضات فيينا: لا شك في أننا وشركائنا الإسرائيليين لدينا خلافات تكتيكية فيما يتعلق بالإتفاق النووي، ولكن فيما يتعلق بالهدف العام للأتفاق، نحن متفقون مع بعضنا البعض.
ويبدو أن طمأنة أمريكا للصهاينة لم تكن قادرة على ثنيهم عن المعارضة العلنية والسرية لاستمرار المفاوضات وتوصل الأطراف إلى اتفاق محتمل.
في هذا الصدد، نقلت شبكة الجزيرة، وجهة نظر وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الحاضرة في مباحثات فيينا، قوله: "الاتفاق الذي يعملون عليه مع إيران سيء، ويجب على إسرائيل الدفاع عن نفسها.
رغم مرور ما يقرب من أسبوع على تقديم إيران ردها الكتابي على مقترحات المنسق الأوروبي، إلا أن الحكومة الأمريكية لم تعلن بعد عن آرائها النهائية لمنسق الاتحاد الأوروبي على الرغم من المناقشات مع شركائها الأوروبيين، وهو ما يكشف أيضاً الطرف الذي يماطل ويسوّف.
وفي وقت سالف، وفي مراحل مختلفة من مفاوضات رفع العقوبات، ورغم إعتماد ايران نهج فعّال ومبتكر لدفع المحادثات نحو الأمام، اتهم الجانب الأمريكي إيران مرارا بمحاولة إطالة عملية التفاوض وإضاعة الوقت.
إلاّ أن تطورات اليوم تكشف الحقيقة الجليّة، فوفقًا لموقع بلومبيرج، نقلاً عن دبلوماسي أوروبي مطلع على مفاوضات فيينا، فإن الإجابات التي قدمتها إيران "بناءة"، في حين أن الحكومة الأمريكية غير قادرة على اتخاذ قرار سياسي حاسم لإحياء الإتفاق.
الجولة الأخيرة من مفاوضات فيينا بعد وصول الديمقراطيين إلى السلطة، كان السبب الرئيسي للمفاوضات المطولة والانقطاعات العديدة فيها هو الضعف الهيكلي والإرادة المهتزة لإدارة بايدن، وهو ما أكده العديد من الخبراء سابقاً.
لكن يظلّ أن نقول في ختام هذه القراءة لآخر مستجدات المفاوضات، أن الآثار المدمرة لهذا الخلل ما زالت تلقي بظلالها على أجواء مفاوضات رفع العقوبات، ولا يزال البيت الأبيض غير قادر على إدارة البيئة السياسية الداخلية والخارجية لاتخاذ القرار النهائي فيما يخصّ إحياء الإتفاق النووي.
نورنيوز