دفع "صراع روسيا المباشر مع وكلاء الناتو في أوكرانيا" موسكو إلى التفكير في إجراءات لحل مشاكل العقوبات المفروضة عليها.
من ضمن هذه الإجراءات إيجاد طريق داعم للنقل البري من أجل ربط الصين بأوروبا عبر روسيا، ولا سيما أن هذا الطريق يمرّ عبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية ذات الموقع الإستراتيجي الفريد من نوعه.
أفضى هذا الأمر الى إعادة قضية طرق الترابط القديمة المنسية الى دائرة الضوء من جديد، وذلك من أجل إعادة إحيائها وعدم الربط مصير دول آسيا بالطرق التي يتحكم بها الغرب.
كما أفضى تبني روسيا لإستراتيجية جديدة الى تطوير التعاون الإقليمي وهو ماتمخض عنه حدوث تحولات مهمة وحاسمة.
حيث ادت الاستعدادات لتشكيل طرق اتصالات جديدة الى تعزيز إمكانية إدراج هذا الموضوع في "الاجتماع المستقبلي لمنظمة شنغهاي للتعاون.
اتفاقية بين إيران وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان من أجل إنشاء ممر نقل دولي يمكن اعتبارها سابقة لمثل هذه الإستراتيجية.
كما يعد توقيع اتفاقيات ثنائية وثلاثية وسداسية مع دول أخرى على هذا المسار خطوة مهمة لتحقيق القدرات الجيوسياسية للبلاد.
لقد أدرك العالم أن كل حادث وحدث فعلي يمكن أن يمثل حوادث وأحداثًا محتملة ومتشابهة في المستقبل.
لهذا السبب، فإن الآراء التي كانت تركز فقط على المصالح الاقتصادية المؤقتة يتم استبدالها بـ وجهات النظر الإستراتيجية طويلة المدى التي يمكن أن تؤمن مصالح الدول.
هذا هو نفس المنطق الذي أقنع روسيا بوضع تغييرات جديدة على جدول أعمالها والسير مع استراتيجية التعاون الفعال مع جيرانها.
الاهتمام بهذا الأمر دفع "كازاخستان" إلى دراسة خيارات نقل النفط عبر إيران وتركيا على الرغم من فعالية تكلفة نقل الطاقة من المسار السابق.
أو الصين التي تأمل في إنقاذ سكة حديد كاشغر من الاضطرابات، وعلى الرغم من تحفظاتها إلا أنها مستعدة للاعتراف بمثل هذا التطوير لـمقاطعة شينجيانغ.
ستتمخض عن النتيجة النهائية لتغيير هذه الاستراتيجية أفول عالم الأحادية الغربية والمضي نحو "تأسيس التعددية واحترام مصالح الأطراف الأخرى" كجزء من التوازن في العلاقات الدولية.
نورنيوز