وخلال مقابلة اجراها الموقع الاعلامي لمكتب سماحة قائد الثورة الاسلامية مع القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي حول الحرب الاخيرة بين حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية والكيان الصهيوني اكد اللواء سلامي ان الثورة الفلسطينية وصلت الى مرحلة نضج واضح في الترابط والاستمرارية وان القتال اصبح حركة متواصلة بعد ان كانت متقطعة في السابق.
واشار اللواء سلامي الى ان لهيب المقاومة لم يخمد منذ بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام وحتى الآن وقد هلك عدد كبير من الصهاينة خلال عمليات الفصائل الفلسطينية ولا يمكن قياس عدد القتلى الصهاينة في هذه العمليات مع الماضي باستثناء من قتل منهم في معركة سيف القدس.
واكد على استمرار الجهاد لانه يقوي هيكلية وروح الجهاد ويرفع من مستوى الادوات التقنية والاسلحة والعتاد واساليب القتال والتدريبات، مضيفا بان الفلسطينيين هم في مسار تطور نوعي في القتال وهذا المسار لا يمكن ايقافه.
واشار القائد العام للحرس الثوري الى شمول المواجهة لكافة فلسطين المحتلة رغم عدم وجود ترابط جغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصرين قائلا ان الجدران الاسمنتية البالغة ارتفاعها 6 أمتار والمجسات واجهزة الاستشعار الالكترونية والبصرية الحديثة جدا والمتطورة التي تراقب حتى الارتعاشات في داخل الارض لاكتشاف الانفاق واستخدام البالونات والطائرات المسيرة ومناظير الرؤية في الليل والنهار من اجل قطع أي اتصال بين فلسطين المحتلة والخارج لكننا نشاهد استخدام الفلسطينيين في اية عملية صغيرة لمئات الصواريخ والقذائف، فبينما كانت الانتفاضة الفلسطينية تستخدم الحجر للمواجهة حينما استشهد الطفل الشهيد محمد الدرة، بات الفلسطينيون الان يصنعون في مناطقهم المتقطعة والمحاصرة والمراقبة بشدة، السلاح ويوزعونه، وهذه القوة انبثقت في داخل الارض الفلسطينية وبات الفلسطينيون قادرين على انتاج القوة في الداخل وهذا من معجزات المقاومة الفلسطينية فالقوة عندما تكون ذاتية وداخلية فانها لن تنتهي.
وذكر اللواء سلامي قصة هروب 6 معتقلين فلسطينيين من السجون الصهيونية رغم اعادة اعتقالهم، قائلا: ان ذلك الهروب اثبت بان الفلسطينيين يستطيعون فعل أي شيء يريدونه.
وقال القائد العام للحرس الثوري ان الفلسطينيين باتوا قادرين على استهداف أي نقطة في الكيان الصهيوني وهذا يعني عدم وجود اي مكان آمن للصهاينة تقيهم النيران الفلسطينية واذا ما انضم حزب الله الى هذه المعادلة فحينئذ نجد مئات آلاف الصواريخ جاهزة للاطلاق وهي قادرة على ضرب أي نقطة في الكيان.
واكد اللواء سلامي ان المقاومة الفلسطينية وحزب الله يتمتعان بأركان قوية جدا وان القوات البرية لهما تستطيع التحكم بمعادلة البقاء فحزب الله الذي حصل على تجارب هامة خلال الحرب السورية يمكنه قيادة حرب برية وتحقيق الانتصار فحزب الله انتصر على التكفيريين والجميع يعلمون صعوبة الانتصار على التكفيريين الذين يقاتلون بلا خوف من الموت ولا يمكن مواجهتهم الا برجال مؤمنين ومجاهدين.
وقال : انه اضافة الى ذلك فالفلسطينيون ايضا مستعدين لخوض معركة برية فنقطة الضعف الاسرائيلي هي المواجهة البرية، وحرب الصواريخ ليست المعركة الرئيسية فالصهاينة يعلمون بان الارض تحررها القوات البرية. ان الصواريخ هي من اجل الردع وادارة الحروب الساكنة لكن الصواريخ لا تحرر الارض بل القوات البرية هي التي تسير على الارض وتحررها وحينما تحصل مثل هذه المعركة وينطلق المقاومون الشجعان والمتمرسين من الفلسطينيين وحزب الله فحينئذ تحسم المعركة ويختل توازن منظومة القيادة وادارة الحروب لدى الصهاينة الذين جاؤوا الى فلسطين من اجل الرفاهية.
واشار اللواء سلامي الى الهجرة العكسية للصهاينة نتيجة اوضاعهم الامنية والسياسية المتازمة والانهيار والفوضى السياسية، الى جانب انفصام سياسي في الداخل الصهيوني والانفراط الاجتماعي وعدم التقيد بمفهوم الشعب والامة، فالصهاينة لا ينتمون الى تلك الارض فهم شذاذ الآفاق ولا تتكون عندهم هوية وطنية.
واكد القائد العام للحرس الثوري ان الصهاينة لا يصمدون في المتاريس ولديهم ميول كبيرة للفرار والهرب، ورغم تطورهم في المجال الاستخباراتي فانهم لا يستطيعون اكتشاف التطور في فلسطين ولبنان وان قوتهم رهن بالقضايا المادية، وحينما يكون خصمهم قويا فانهم ضعفاء الى ابعد الحدود واذا كان خصمهم ضعيفا فانهم اقوياء، ولقد قلت في لقائي مع السيد زياد النخالة ان الصهاينة يعانون من ضعف ذاتي فانكم حينما تزدادون قوة يظهر ضعفهم اكثر فاكثر واذا كان طرفهم المقابل ضعيفا فلا يظهر الضعف الصهيوني.
وحول الحرب الصهيونية الاخيرة على قطاع غزة قال اللواء سلامي ان تلك كانت مؤامرة صهيونية للاستفراد بفصيل دون آخر ومن ثم الانتقال الى مواجهة باقي الفصائل واحد تلو الاخر ومنع المقاومة من تكوين جبهة موحدة لكن مبادرة الجهاد الاسلامي جاءت بعنوان "وحدة الساحات" ولو تطلبت المعركة دخول باقي الفصائل على الخط لدخلوا لكن الجهاد الاسلامي كانت قادرة على خوض المعركة لوحدها وان هزيمة الصهاينة على يد فصيل واحد كان امرا هاما جدا رغم استعداد جميع الفلسطينيين لخوض المعركة مثل حركة حماس والضفة الغربية وحتى المجاهدين في حركة فتح وباقي الفصائل والشعب الفلسطيني.
واكد اللواء سلامي ان استراتيجية المقاومة كانت خنق الكيان الصهيوني في الاستراتيجية التي اتبعها بنفسه واثبات عجز الصهاينة في خوض المعركة ضد فصيل فلسطيني واحد. لقد اراد الصهاينة تحقيق نصر في معركة محدودة لكن الاستراتيجية الفلسطينية كانت هي المنتصرة واجبرت العدو على القبول بالشروط في فترة قصيرة. لقد هزم الصهاينة وان عجزهم عن ايجاد شرخ بين الفلسطينيين يعد هزيمة لهم.
وفيما يتعلق بظروف المقاومة في الضفة الغربية وقضية تسليح الضفة الغربية اكد القائد العام للحرس الثوري ان هناك حقيقة واضحة، فكما تسلحت غزة فان الضفة الغربية يمكنها ايضا ان تتسلح وهذه العملية تجري الآن، واذا نظرنا الى جنين مثلا نجد بان المقاومة فعالة جدا، فالفلسطيني الذي اعد القوة في غزة بات يعد القوة ايضا في الضفة الغربية ولا فرق بين هاتين المنطقتين والحصول على السلاح بات اسهل من السابق بدرجة كبيرة فالتكنولوجيا لا يمكن منع انتشارها ففي عالم اليوم يتم صنع السلاح ونقله بسهولة والاسرائيليين عادة ما يكتشفون القضايا متاخرا. ان الشباب في اراضي عام 1948 واراضي عام 1967 والشباب المجاهدون في الضفة والقدس المحتلة قد هبوا جميعا لاحياء الجهاد وبسرعة اكبر من السابق .
وشدد اللواء سلامي على ان المنظومة الامنية والعسكرية للعدو الصهيوني مهزوزة على العكس تماما مما تروجه وسائل الاعلام في العالم وهي شبيهة ببيت العنكبوت الواهن، وان الحروب النفسية التي يشنها الصهاينة تنتهي عند اندلاع أي معركة فهؤلاء تلقوا ضربات اكثر من الضربات التي وجهوها وهم يعلمون بانفسهم ذلك.
وفيما يتعلق بالاجتماع مع الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي اوضح القائد العام للحرس الثوري ان الاجتماع تناول تحلل قدرات الصهاينة وتآكلها قياسا مع السابق، قائلا ان هناك هشاشة عظام وضمور واضطراب في داخل الكيان الصهيوني وهذا ما ايده ايضا اصدقاؤنا الاعزاء الذي يؤمنون بقوة بان "اسرائيل" سائرة نحو الزوال وان تراجع قدراتها يتسارع بشكل كبير وان الفلسطينيين يؤمنون بانهم يمكنهم ان يصبحوا أسياد ارضهم في القريب العاجل.
وردا على سؤال حول اصداء رد سماحة قائد الثورة الاسلامية على رسالة الامين العام للجهاد الاسلامي في داخل المجتمع الفلسطيني وجبهة المقاومة الفلسطينية قال اللواء سلامي ان الفلسطينيين ادركوا من هم اصدقاؤهم الحقيقيون الذين يقفون الى جانبهم في الشدائد والصعاب، فسماحته اكد بأننا نقف معهم حتى النهاية وهذا سند عظيم من القوة للفلسطينيين، وهو الذي خاض تجارب فريدة وطويلة في ساحات الشدائد لديه المام تام بالحقائق ونظرة ثاقبة وعميقة تجاه الاحداث والتطورات وما يتعداها، واذا أمعنا في نداء سماحته نجده زاخرا بالأمل والايمان بنصر الله عزوجل للفلسطينيين، وبتوصيات الوحدة والتآلف بين كافة التيارات الفلسطينية وأمل قوي بالمستقبل.
نورنيوز-وكالات