نورنيوز- وقع "جو بايدن" وثيقة مثيرة للجدل لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو كإجراء جديد لتحدي أمن روسيا، وقال بايدن عقب ذلك: "أبواب الناتو مفتوحة لجميع الدول التي لديها الشروط للانضمام إلى الحلف".
كما كتبت وكالة رويترز للأنباء أن أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي وصفوا فنلندا والسويد بأنهما حليفان مهمان مع الجيوش الحديثة وتعاون وثيق مع الناتو.
تُظهر مراجعة وثيقة الأمن القومي لأمريكا وسلوك واشنطن في السنوات الأخيرة ، بما في ذلك خلال عهد بايدن، أن إجراءات مثل توسع الناتو إلى الشرق عبر أوكرانيا، وعضوية السويد والنرويج في الناتو، والجولة الاستفزازية التي أجرتها نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي الى تايبيه الصينية وتشكيل معاهدة أوكوس، صلات وصل مهمة في سلسلة تنفيذ "التوجيه الاستراتيجي المؤقت للأمن القومي" لواشنطن.
في هذه الوثيقة، تصنف أمريكا الصين وروسيا على أنهما التهديدان الرئيسيان لها، وتؤكد أن هذين البلدين قد استثمروا بعمق في مشاريع لإضعاف قوة الولايات المتحدة وعرقلة طريق البلاد للدفاع عن مصالحها وحلفائها في جميع أنحاء العالم.
في ذات الوقت، فإن "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" هي أيضًا خطة تتبعها إدارة بايدن في إطار سياسة أمريكا تجاه الشرق، وتتمثل المقاربة الرئيسية لهذه الاستراتيجية في إنشاء "تحالف أمني" مع الدول القوية في شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ من أجل إيجاد توازن قوة ضد الصين، في إطار هذه الإستراتيجية، من المفترض أن يتم تمهيد طريق التجارة الأمريكية مع الدول المتقدمة والقوية في منطقة المحيط الهادئ أيضاً.
كما تمت مناقشة قضية تهديد بكين في سياسة الأمن القومي الأمريكية لعام 2021 تحت عنوان "استراتيجية المنافسة طويلة الأجل مع الصين". في هذا القسم ، هناك نقطتان مهمتان للغاية في المواجهة مع بكين.
أولاً: القيام بالردّ على الصين عندما تستهدف بشكل مباشر المصالح الأمريكية، وثانيًا: الحاجة إلى زيادة الدعم لتايوان كحليف استراتيجي لأمريكا، في الجزء الأخير والختامي من هذه الوثيقة، تم التأكيد على بذل المزيد من الجهود النشطة لبناء تحالف ضد الصين.
العديد من الخبراء في القضايا الاستراتيجية، والأحداث التي سبقت الحرب في أوكرانيا، والأعمال الاستفزازية للغرب وخاصة حلف شمال الأطلسي على الحدود الغربية لروسيا، والتي صاحبها رد فعل حتمي لموسكو ووقوع نزاعات دموية واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا، هو جزء من إستراتيجية التقدم شرقًا التي ينتهجها الجانب الأمريكي، ويرى الخبراء إنه بفضل التفوق في الحرب المعرفية الواسعة، عكست واشنطن هذا الإجراء.
اليوم، بعد عدة أشهر على اندلاع الحرب في أوكرانيا والدعم الشامل الذي تقدّمه امريكا لكييف في هذه الحرب بالوكالة ضد روسيا، وكذلك الخطوات الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة لإكمال سلسلة احتواء روسيا والصين، أصبح من الواضح أكثر من ذي قبل أن سبب الحرب في أوكرانيا هو أمريكا أيضاً دون أدنى شك.
منذ وقت ليس ببعيد، أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنه في السنة المالية الجديدة، سترسل 5.5 مليار دولار أخرى كدعم عسكري لأوكرانيا، مما يدل على أن واشنطن لديها خطة طويلة الأجل لمواصلة الحرب بالوكالة مع روسيا وذلك لإضعاف واستنزاف الأخيرة.
في الأثناء، تعد زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان، على الرغم من تحذيرات الصين الشديدة والزيادة المنخفضة تاريخيا في التوتر العسكري بين الصين وتايوان، جزءًا آخر من استراتيجية الاحتواء تجاه الصين وروسيا ومحاولة جديدة لإدخال بكين في أزمة مماثلة لتلك التي حدثت وتسببت بإندلاع الحرب في أوروبا الشرقية.
لا ينحصر إصرار أمريكا على احتواء الصين على إجراءات مماثلة لزيارة بيلوسي إلى تايبيه الصينية، حيث تعد معاهدة "أوكوس"، التي أقامت خلالها بريطانيا وأمريكا وأستراليا تعاونًا دفاعيًا جديدًا في مجال تطوير تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية والمضادة للموجات فوق الصوتية، أحد الإجراءات المهمة الأخرى التي أدت أزّمت رد فعل الصين وروسيا وأثارت حنقهما.
بعد لقائه مع نظيره الصيني على هامش اجتماع وزراء خارجية الآسيان في كمبوديا، قال وزير الخارجية الروسي للصحفيين: "هناك رغبة واضحة في استخدام اتفاقية أوكوس لتعزيز مصالح الناتو في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهذا القضية التي يناقشها أعضاء الناتو لا تخفى على أحد.
من جهة أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية: إن إقامة تحالف أوكوس في أي تعاون بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا في مجال الغواصات النووية ستكثف سباق التسلح في المنطقة وتهدد الأمن والسلم العالميين.
جملة التطورات المذكورة سالفاً تظهر حقيقة أن أمريكا، وعبر إستراتيجية شاملة، تعتزم إبرام اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول المجاورة لكل من الصين وروسيا وتحدي الأمن القومي لهذين البلدين، وتؤكد أن قضية احتواء بكين وموسكو بإشراكهم في أزمات أمنية قد وضعتها واشنطن بجدية على جدول أعمالها.
لكن تكمن خطوة هذه التحركات في أن يؤدي رد فعل الصين وروسيا الحتمي على تصرفات أمريكا الاستفزازية إلى إندلاع صراعات شبيهة بحرب أوكرانيا، وهو ما سيفاقم حالة الأمن والسلم الدوليين المتزعزعة مؤخراً بشكل كبير.
نورنيوز