نورنيوز- في إشارة إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران والاتفاقيات المبرمة بين شركة غازبروم الروسية وشركة النفط الوطنية الإيرانية، اعتبر موقع "اويل برايس" التقارب بين البلدين مصدر قلق للغرب، بات يؤرقه بشكل كبير مؤخراً.
كتبت وسائل الإعلام هذه عن اتفاق التعاون بين ايران وروسيا: وقعت شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة مذكرة تفاهم بقيمة 40 مليار دولار مع شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) ، وهي جزء من خطة أوسع لتطوير التعاون بين إيران وروسيا.
وكتبت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عن العقوبات الأمريكية على طهران وموسكو: "تشترك إيران وروسيا في نفس الرأي حول مواجهة العقوبات الغربية".
هذا التقارب مقلق بالنسبة للدول الغربية من ناحيتين، أولاً: تعتبر إيران وروسيا أكبر مالكين لموارد الطاقة في العالم، وسيؤثر تعاون الاثنين في مجال الطاقة على سلوك اللاعبين الآخرين في سوق الطاقة.
جانب آخر مهم من تعاون هذه الدول في مجال الطاقة هو عدم فعالية أهم أداة سياسية للغرب على الساحة الدولية، أي العقوبات.
يمكن أن يكون تعاون الدول الخاضعة للعقوبات مثل إيران وروسيا وفنزويلا مكونًا مهمًا لفشل سياسة العقوبات الغربية.
أيقنت وسائل الإعلام الغربية هذه جيدا أهمية الوثيقة الاستراتيجية الموقعة بين طهران وموسكو، لأن تجربة التعاون للدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية تظهر أن هذه الدول يمكنها إنشاء آليات جديدة في مجال التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بتآزر أكبر مع تحييد آثار العقوبات بشكل كبير على أرض الواقع.
كان إنشاء مصافي النفط الفنزويلية من قبل خبراء إيرانيين مثالًا ناجحًا على هذا النهج، إجراء شكّل أكبر تحدي لسياسة العقوبات الغربية في أمريكا اللاتينية.
وستكون الاتفاقيات الأخيرة بين إيران وروسيا بالتأكيد فرصة كبيرة للبلدين لمواجهة هيمنة الغرب في مجال التكنولوجيا والاستثمار والتمويل.
على كل حال، بات الغرب يدرك مدى تأثير تشكيل مثل هذه التحالفات وتوقيع مثل هذه الإتفاقيات، حيث بدأ منذ فترة طويلة جهودا رادعة للتعامل مع هذه الإجراءات.
محاولات عديدة لم يفوّتها الغرب لبث الخلافات بين إيران وروسيا عبر ادعاءات مثل استبدال روسيا بدلاً من إيران في أسواق النفط، وتهديد إيران بالعزلة في حال عززت علاقاتها مع روسيا، أو ربط تطوير العلاقات بين إيران وروسيا بمفاوضات رفع العقوبات، وغيرها من المحاولات الخاوية.
المؤكد أن التقارب بين إيران وروسيا في مجال الطاقة، من الاستثمار المالي إلى زيادة القدرات الفنية والهندسية، هو خطوة مهمة وفعالة في كسر سنوات من العقوبات ضد البلدين وتعزيز القدرات الإنتاجية بينهما من خلال الاعتماد على الموارد الداخلية والخارجية.
هذا التقارب عنصر مهم لإنتزاع أدوات العقوبات في مجال النفط والغاز من أيدي الغرب، ذلك لأن الغرب، إلى جانب تعهده برفع القيود عن مبيعات النفط والغاز الإيراني في حال التوصل الى اتفاق، يريد إنتهاز أداة تصدير التقنيات المتقدمة لتحديث مرافق ومعدات النفط والتكرير الى ايران لصالحه.
نورنيوز