معرف الأخبار : 100327
تاريخ الإفراج : 7/11/2022 1:03:47 PM
فرضية عودة نتنياهو الفاسد والمُتهالك الى ميدان السياسة

خاص نورنيوز..

فرضية عودة نتنياهو الفاسد والمُتهالك الى ميدان السياسة

تبدّلت ملامح المعادلة السياسية والحكومة بمع كل من التيارات المتنافسة ظاهريا في أمريكا والكيان الصهيوني بالتوازي مع التغيير في ميزان القوى في النظام الدولي، ولم تعد هاتان الدولتان قادرتان على إعطاء أجوبة واضحة لعلامات الإستفهام المتكاثرة لدى الرأي العام لديهما.

نورنيوز- يأمل "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني الذي هُزم مؤخراً أمام تحالف بينيت لابيد المهتز، وبعد 12 عاما في السلطة وأربع انتخابات فاشلة في يونيو الماضي، من جديد في هذه الأيام بالعودة إلى كرسي رئاسة الوزراء، وذلك رغم أن المحاكمات العديدة الموجّهة ضده ما تزال معلّقة.

وشهدت الأراضي المحتلة في الأشهر التي سبقت سقوط نتنياهو، مظاهرات عديدة، خاصة أمام منزله، مما يدل على عمق انهيار البنية الاجتماعية لهذا الكيان ويأس الهيئة الحاكمة في تل أبيب، في إيجاد حلّ لموجة الاحتجاجات الاجتماعية ضد الفقر والتمييز والفساد وعدم الكفاءة، وغيرها من الأزمات المتفاقمة.

من أهم الأسباب التي منعت نتنياهو من ترك رئاسة الوزراء في تلك الأشهر هي الحاجة إلى مثوله أمام المحكمة والرد على جميع أنواع الاتهامات التي تشمل مجموعة واسعة من الفساد السياسي والأخلاقي والمالي.

ولكن عقب سقوط حكومة نفتالي بينيت الضعيفة والهشة، عاد نتنياهو إلى الظهور في الأوساط السياسية ليقدّم نفسه كمنقذ، يأتي هذا رغم ما كشفه أحد شهد الشهود الرئيسيين في محاكمة نتنياهو؛ حيث أكد أن "رئيسه الملياردير أمره بتسليم الشمبانيا والسيجار والمجوهرات باهظة الثمن لرئيس الوزراء في ظلّ الأزمة السياسية للإحتلال!"

وبحسب تقرير رويترز قضية الهدايا باهظة الثمن التي قدمها أصدقاء أثرياء لرئيس الوزراء آنذاك هي واحدة من "قضايا الفساد الثلاث" الموجهة ضد نتنياهو، المتهم بـالاحتيال وخيانة الأمانة وقبول الرشاوى.

إلاّ أن نتنياهو نفى هذه الإتهامات حينها وما يزال حتى الآن، واعتبر أن هذه المساعي تهدف الى الإطاحة به لا أكثر، بينما أدلت هداس كلاين، مساعدة قديمة لأحد أصدقاء نتنياهو، بشهادتها مؤخراً وقالت: "عائلة نتنياهو يحبون تلقي الهدايا، إنهم مهووسون بالشمبانيا الوردية والسيجار!"

يذكر في هذه الاتهامات أن نتنياهو قبل هدايا بمئات الآلاف من الدولارات من منتج هوليوود أرنون ميلشان والملياردير الأسترالي جيمس باكر خلال فترة توليه رئاسة الوزراء.

وبذل بنيامين نتنياهو طوال فترة توليه السلطة، لاسيما في السنوات الأخيرة التي ترافقت مع حكم فريق ترامب للبيت الأبيض، قصارى جهده للتستّر على شرور الكيان الصهيوني في منطقة غرب آسيا، أولاً، وطمر قضايا الفساد التي تلاحقه ثانياً، ليقوم بعدها بتقديم نفسه على أنه المنقذ الوحيد لهذا الكيان ضد الأعداء الخارجيين.

كان لانحداره عن السلطة عدة أسباب، منها عدم قدرته على مواجهة محور المقاومة، وضعفه في تنظيم الشؤون الداخلية لمعيشة الصهاينة، وفشله في إدارة أزمة كورونا، وتفشي الفساد في عائلته ومن حوله، وأخيراً فشل أنصاره في البيت الأبيض، الأمر الذي أدى في النهاية إلى فشله في الاستسلام للتيار السياسي الأضعف منه.

ما نريد قوله هو؛ أنه لم يفشل تحالف بنت ليبيد الهش خلال العام الماضي لأسباب أخرى، ولكن في الواقع، من خلال السير على نفس المسار كما كان من قبل، أدى في النهاية إلى سقوط الحكومة والعودة إلى جو من الضياع والتخبّط السياسي وظهور توترات واسعة النطاق.

ما هو جليّ للجميع في هذه الأثناء هو أنه؛ على غرار ما حدث في الصراع السياسي بين الديمقراطيين والجمهوريين في أمريكا، نشاهده الآن أيضًا في الأراضي المحتلة.

حيث بات فريق بايدن الديمقراطي في أمريكا، الذي وصل إلى السلطة بوعد بتغيير الوضع الفوضوي بعد ترامب، على وشك خسارة مقاعد نيابية في تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام، في حين تتزايد شعبية الترامبيين مرة أخرى بعد أقل من عامين على حكم الديمقراطيين.

من ناحية أخرى ، في تل أبيب أيضًا؛ التحالف الذي جاء إلى الساحة بوعده بتصحيح مسار نتنياهو المدمر وصل إلى نقطة يأس لم تتوقف عند سقوط الحكومة فحسب، بل عاد نتنياهو الفاسد نفسه ليتوعّد بتولي السلطة!

هذا على الرغم من حقيقة أنه خلال هذه الفترة؛ وصلت ظروف محور المقاومة الذي يلتف حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى نقطة قوة واستقرار موثوقة، حيث لا خيار أمام مراكز الفكر العبرية والغربية سوى قبول الخيار السيئ المتمثل في اتفاق مع إيران بدلاً من الخيار الأسوأ المتمثل في مواجهتها.

هذا هو بالضبط سبب اعتراف جو بايدن ، في ذروة يأسه وإحباطه، في مقاله في واشنطن بوست يوم أمس، وعلى الرغم من أنه وصف طهران بأنها معزولة في نفس الوقت الذي يهدد فيه إيران، إلا أنه اعترف بشكلّ جليّ بعزلة أمريكا دولياً، وكتب: فيما يتعلق بإيران، لقد اتحدنا مع حلفائنا وشركائنا في أوروبا وحول العالم للتغلب على عزلتنا، الآن إيران معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي! 


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك