معرف الأخبار : 99495
تاريخ الإفراج : 6/22/2022 2:05:21 PM
هيمنة واشنطن في أمريكا اللاتينية تقترب من نهايتها

هيمنة واشنطن في أمريكا اللاتينية تقترب من نهايتها

تكشف سلسلة التطورات السياسية المتلاحقة في أمريكا اللاتينية أن بلدان هذه المنطقة، التي كانت تُعتبر دائما الفناء الخلفي للولايات المتحدة، قد أصبحت عقبة رئيسية أمام الخنوع للأحادية الأمريكية.

نورنيوز- عدد من التطورات في أمريكا اللاتينية جرت مؤخراً لا تقل أهمية وتأثيرًا على متغيرات المعادلة العالمية كالتي تحدث في حرب أوكرانيا ونزاع تايوان.

تظهر نتائج فرز الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الكولومبية فوز "جوستافو بيترو"، مرشح اليسار، في الانتخابات النهائية، هذا هو أول فوز لمرشح من هذا الطيف في الانتخابات الرئاسية الكولومبية.

يأتي انتصار اليسار في كولومبيا في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي قبل بضعة أشهر خلال زيارة للرئيس الكولومبي إيفان دوكو في البيت الأبيض، إنه يريد تعريف كولومبيا على أنها "حليف رئيسي من خارج الناتو"، كان القرار خطوة مهمة في "استفادة" الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية من "التعاون الدفاعي والتجاري والأمني" مع الولايات المتحدة.

كما أن الارتباط المباشر بين الأحداث المتماثلة لنتائج الانتخابات الكولومبية، والمرتبط بتدهور موقف الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، فضلاً عن تأثيره المباشر على استمرار نهج واشنطن الأحادي الجانب، يمثل تحديا كبيرا أمام البيت الأبيض، وأصبحت القضية أكثر وضوحًا عندما يتم إيلاء اهتمام خاص لاستراتيجية الولايات المتحدة المكلفة على مر السنين لإبقاء دول أمريكا اللاتينية الفناء الخلفي لها.

نتائج الانتخابات الكولومبية تكشف بوضوح حقيقة أن الولايات المتحدة عانت من هزيمة سياسية فادحة في قارتها، وباتت تخسر أذرعها جارتها الجنوبية.

يرى الخبراء السياسيون الغربيون أيضا أن تطوير فنزويلا لعلاقاتها الإستراتيجية مع إيران، والتي تعمقت وتنوعت مؤخرا مع زيارة الرئيس مادورو لطهران، على أنه اختراق مهم في الفناء الخلفي للولايات المتحدة.

لم تأل واشنطن، التي تشعر بقلق عميق من تراجع قوتها في أمريكا اللاتينية، جهدا لتشكيل مجموعة جديدة في منتصف يونيو من هذا العام دون دعوة نيكاراغوا وفنزويلا وكوبا لحضور القمة التاسعة في لوس أنجلوس.

أثارت هذه الخطوة ردود فعل واسعة النطاق، حيث أعلنت مجموعة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) خلال اجتماعها في الأرجنتين أن الاجتماع سيحضره دول لم تدعها الولايات المتحدة لحضور القمة القارية، كما أصدرت الكتلة العشرة التي يطلق عليها اسم "ألبا بلوك" بيانًا يدين الطرد والمعاملة التمييزية في القمة الأمريكية في لوس أنجلوس.

بلغ هذا التحشيد المتناسق في أمريكا اللاتينية ضد الأحادية الأمريكية مرحلة كبيرة لدرجة أن مجلة فورين بوليسي كتبت في مقال: إن اجتماع منظمة الدول الأمريكية هذا العام، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، يمكن أن يكون بمثابة شاهد قبر لإظهار موت نفوذ واشنطن في أمريكا اللاتينية.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك