معرف الأخبار : 93989
تاريخ الإفراج : 4/26/2022 12:28:30 PM
استعراض بايدن الدعائي في ألمانيا ومستقبل أوكرانيا

خاص نورنيوز..

استعراض بايدن الدعائي في ألمانيا ومستقبل أوكرانيا

في وقت تشير فيه جميع المعطيات الى المساعي الامريكي لاستدامة الحرب المشتعلة في أوكرانيا وتحميل أوروبا تبعات ما سينجم عنها، ستستضيف ألمانيا اليوم اجتماعاً بقيادة أمريكا لإيجاد حلّ للحرب الأوكرانية.

نورنيوز- تستضيف ألمانيا اليوم الثلاثاء اجتماع المجموعة الاستشارية الأمنية الأوكرانية برئاسة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية جنوب غربي ألمانيا، بمشاركة وزراء دفاع 20 بلدا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جون كيربي "إن 40 دولة وجهت لها دعوة لحضور الإجتماع".

ويحضر اليوم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في ألمانيا لعقد اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف مع المسؤولين الحاضرين في القمة.

ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) جون كيربي، بأن الاجتماع عبارة عن مشاورات ستتطرق إلى السبل التي يمكن لشركاء أوكرانيا من خلالها المساهمة في تعزيز قوتها العسكرية بعد انتهاء الحرب.

وكشف كيربي عن جوهر هذا الاجتماع في خضمّ الأوضاع المحتدمة في أوكرانيا، وقال: إن الوزير أوستن والمشاركين سيناقشون كيف يمكنهم الاستمرار في المساعدة لتلبية احتياجات أوكرانيا الحالية، والأسلحة التي يمكن أن يوفرها مختلف الشركاء مع تطور الحرب الروسية الأوكرانية.

في ظلّ هذه الاستعراضات، ورغم أن السياسات التي أعلنها الغرب تزعم أنها تعمل على انتهاء الحرب في أوكرانيا، إلاّ أن إلقاء نظرة فاحصة على تصريحات المسؤولين الغربيين وسلوكهم في خصوص الأزمة الأوكرانية يظهر أن هذه الدول تعمل خلافاً لما تدعيه، وتواصل صبّ الزيت على النار في الحرب المندلعة.

خير دليل على النوايا التأزيمية التي يضمرها الغرب، هو ما قاله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، بشأن إن الحرب ستستمر حتى نهاية عام 2022. كما استبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون انتهاء الحرب بحلول عام 2023.

سلسلة التصريحات التي خرج بها المسؤولين الغربيين حول طول أمد الحرب، والتي تأتي بالتزامن مع ما تروّج له وسائل الإعلام الغربية بأن الحلول الدبلوماسية اصطدمت بحائط، إلى جانب تكثيف جرعات المساعدة العسكرية لأوكرانيا، تكشف بوضوح أن الغرب قد أولى اهتماما خاصًا لاستدامة الصراع.

الأسلوب الذي تنتهجه مكنة الاعلام الغربي في تصوير الرئيس الأوكراني كبطل وتحفيز أوروبا على مواجهة روسيا، هو شكل آخر من أشكال المخطط الغربي الذي يسعى إلى منع تحقيق حلول أخرى من خلال إضفاء الشرعية على الحرب، وهي سياسة كانت ناجحة إلى حد ما حتى الآن.

ونظراً الى نهج الغرب في إبقاء الصراع العسكري في أوكرانيا مستعرّا، يبدو أن القمة الألمانية ستكون بالنسبة للأمريكان طاقة الفرج التي ستخرجهم من انتكاساتهم الداخلية، نظرا للانخفاض الحاد في شعبية بايدن وهزيمة الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس النصفية، يأمل البيت الأبيض في التستر على نقاط ضعفه باستخدام دعاية الأزمة الأوكرانية، وذلك من خلال عقد هذه القمة في ألمانيا وخلق الصورة الوهمية المتمثّلة بالمجتمع العالمي الذيي تقوده واشنطن.

تماشياً مع هدفها الرئيسي المتمثل في استمرار الحرب وإغراق روسيا في مستنقع الحرب في أوروبا الشرقية، ستحاول امريكا فرض سياستين على الأوروبيين خلال هذه القمة، الأولى هي التزام الحكومات الأوروبية بمواصلة سياسة العقوبات على موسكو، والثانية هي تمويل ضخ الأسلحة من قبل الحكومات الأوروبية.

وهذا هو سبب عقد القمة في ألمانيا، المستهلك الرئيسي للطاقة الروسية.

إلا أن القمة الأمريكية في ألمانيا لن تكون خطوة نحو السلام، خاصة وأن تصريحات ومواقف بلينكن وأوستن خلال زيارتهما لأوكرانيا قبل القمة الألمانية، تشير إلى استمرار نهج واشنطن المتمثّل بالحلّ العسكري للأزمة.

ورغم أن القمة الألمانية ستعقد بدعاية إعلامية وحضور عدد من الدول، إلا أنها في الواقع لن تخدم سوى مصالح الحكومة الأمريكية، يجب اعتبار إضفاء الشرعية على سياسات العقوبات الأمريكية حول العالم، وإطالة أمد الحرب وفرض تكاليفها على الحكومات الأوروبية ، والتستر على نقاط الضعف الداخلية للحكومة الأمريكية، أهدافًا حقيقية لهذا الاجتماع، الذي لا يمكن اعتباره سوى غطاء دعائي سياسي يصب في صالح واشنطن.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك