معرف الأخبار : 92066
تاريخ الإفراج : 4/3/2022 11:17:00 PM
تغيير ماهية الاتفاق النووي.. سيناريو امريكي جديد للتنصّل من الإلتزامات

تغيير ماهية الاتفاق النووي.. سيناريو امريكي جديد للتنصّل من الإلتزامات

ماهية الاتفاق النووي تقوم على أساس "رفع العقوبات الاقتصادية مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني"، والقضايا الإقليمية وسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ترفض أي وجود سياسي أو عسكري أجنبي في المنطقة، خارج دائرة الاتفاق.

نورنيوز- أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، أن خروج ترامب من الاتفاق النووي، وإدراج الحرس الثوري على قائمة المنظمات الارهابية، واغتيال الفريق الشهيد القائد سليماني لم يفشل في صدّ إيران فحسب، بل أفضى الى تقدّم برنامجها النووي، وأدى بالطبع إلى تفاقم الوضع الأمريكي في المنطقة.

وأضاف برايس: "بين عامي 2019 و 2020، ارتفع عدد الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران إلى 400 في المائة، والتي حدثت بعد الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي وإدراج الحرس الثوري في قائمة العقوبات واغتيال الفريق سليماني".

من الطبيعي جدا أن تتكثّف الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، التي حاول نيد برايس أن ينسبها إلى ما يقول إنها قوات مدعومة من إيران، فهي ردّ فعل طبيعي على الوجود العسكري الأمريكي غير الشرعي، وليس لهذا الامر أي صلة بالاتفاق النووي.

طبيعة الاتفاق النووي قائمة على أساس "رفع العقوبات الاقتصادية مقابل تقييد البرنامج النووي الإيراني"، والقضايا الإقليمية وسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي ترفض أي وجود سياسي أو عسكري أجنبي في المنطقة، خارج دائرة الاتفاق.

على الرغم من أن هذه التصريحات قد ينظر إليها للوهلة الأولى على أنها محاولة لإثباط لإثباط ضغوط معارضي مفاوضات فيينا داخل الولايات المتحدة، فإن الحقيقة هي أن ربط الاتفاق النووي بالتطورات الإقليمية هو نوع من محاولة "خلق صيغة جديدة" للإتفاق النووي.

يقبع خلف هذا السيناريو حقائق أخرى أكثر وضوحا، تتجلّى بشكل جيد عندما نعلم أن الكونغرس الأمريكي يدرس مشروع قانون يدعمه كل من الديمقراطيين والجمهوريين، والذي يجب بموجبه على البنتاغون إبلاغ الكونجرس بنسبة الأرصدة الايرانية المفرج عنها والتي ستستخدمها طهران لدعم الجماعات الموالية لها في حرب الوكالة في المنطقة.

لا علاقة لسياسات إيران الإقليمية، القائمة على التصدي للهيمنة والتهديدات التي يشكلها الوجود العسكري للقوات الأجنبية في المنطقة، بالاتفاق النووي، كما أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق لم يؤثر لا من قريب ولا من بعيد على استراتيجية ايران في المنطقة.

إذ لم تتوانى إيران حتى بعد توقيع الاتفاق النووي عن التصدّي لأي تهديدات تمسّ أمنها القومي وواصلت استراتيجيتها في المنطقة بخطى ثابتة، حيث تصدّت لعسكر بريطانيا عندما انتهكوا المياه الايرانية بالشكل المناسب والحاسم، وأسقطت المسيّرة الامريكية المعادية التي انتهكت الاجواء الايرانية ايضاً، ووجّهت ضربة صاروخية لمقرّات داعش الارهابي في دير الزور بسوريا، ونفّذت ضربة صاروخية أخرى ناجحة على قاعدة عين الأسد الأمريكية، كما استهدفت مقرّ الموساد في أربيل بالعراق ردّا على شرور الصهاينة.

لطالما أكدت إيران أنها لن تفشل في الحفاظ على أمنها وأمن المنطقة، ولن تربط المفاوضات الخاصة برفع العقوبات الجائرة بسياساتها الإقليمية والدفاعية تحت أي ظرف من الظروف.

بينما لم تكن إدارة بايدن حتى الآن قادرة أو غير راغبة في اتخاذ الخطوات اللازمة للتوصل إلى اتفاق قوي بسبب الافتقار إلى السلطة والإرادة للمضي قدما في المفاوضات، فإن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الامريكية تعزز التكهنات الى أبعد حدّ بأن البيت الأبيض بدلا من أن يسعى لإزالة العراقيل التي تعيق إنجاح المفاوضات، يعمل على تعقيد عملية التفاوض للتنصّل من التزاماته.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك