معرف الأخبار : 88992
تاريخ الإفراج : 2/8/2022 12:44:17 PM
كرمانشاه ... إيران الصُغرى (فيديو)

خاص نورنيوز..

كرمانشاه ... إيران الصُغرى (فيديو)

إذا أردنا أن نُعرّف مُحافظة "كرمانشاه" من ناحية ثقافتها وطبيعتها بشكلٍ عام، ومن الناحية السياحية بشكلٍ خاص، فسوف نقول دون أي أدنى شك أنّ: "العالم في كف، وكرمانشاه في كف آخر".

 لم يكُن لأولئك الذين تُسحرهُم المعالِم السياحية الموجودة في كرمانشاه، من حيثُ التنوع الجميل والجذاب الذي تتمتع به المُحافظة، أن يتوقعوا مدى الإمكانات السياحية المذهلة التّي تزخر بها هذِهِ الأرض.

هذِهِ المنطقة فيها ما فيها من المعالِم السياحية بما يتناسب مع كافة الأذواق، فعلى سبيل المثال: يجد الأفراد من هواة السياحة في الطبيعة أنّ الجبال المصنوعة من التُراب الصلب، بالإضافة إلى الكهوف الغامضة والصخور الرسوبية، والأنهار التّي تتدفق إلى السهول الخصبة، الغابات الكثيفة والوديان الشاسعة ذريعةً جيدة لإكتشاف طبيعة كرمانشاه الفريدة من نوعها.

من وجهة نظرٍ تاريخية، حيثُ يعود تاريخ الحياة البشرية على هذه الأرض إلى مئات الآلاف من السنين، مُنذُ ذاك الزمان الذي كانوا يتعلمون فيه الأبجدية الأساسية للحياة في الكهوف، وحتى إنتشار الزراعة وتربية الحيوانات وصولًا إلى إنتشار جذورهم في كافة أنحاء الأرض. كما وقد ازدهرت الحضارة داخل المؤسسات والحكومات المحلية، وخلفوا أمةً لطالما رأينا دائمًا أثرًا للبشر في سهولها وجبالها. ولعلهُ ليس من الصائب أن نعتبر مدينة كرمانشاه كنزًا دفينًا للتاريخ الفارسي، المليئة بالكثير من المهن والحِرف، مُنذُ الحضارات الأولى.

أمّا من الناحية الثقافية، فإنّ أعظم تراث تمتلكه هِذهِ الأرض هو الأشخاص الذين قاموا بإنشاء بُنية كبيرة من العادات والتقاليد والحكايات ذات الطقوس والمعتقدات المختلفة كالسلاسل والتّي تُعد بدورها مُثيرة للإهتمامات الأدبية. كما أنّ وجود العديد من المشاهير في المحور الثقافي والأدبي الإيراني يزيد من جاذبية هذه المُقاطعة ويُظهر لنا إستقرارية وجمالية الموقف الثقافي في كرمانشاه.

لطالما كانت مُحافظة كرمانشاه، بصفتها المُحافظة الواقعة في أقصى غرب إيران، بابًا مفتوحًا لزيارة الأضرحة المُقدسة في منطقة عاليات، التّي تستضيفُ عددًا كبيرًا من الحُجاج الأمر الّذي أدى إلى تشابُك وترابُط الحياة الشعبية بشكلٍ كبير، وتشكيل الصداقات مع الرحالة المُرتحلين إلى الأراضي العراقية، سواء لمُدةٍ قصيرة أم طويلة، مما كان سببًا كافيًا لنشهد على هذا الكم من التنوع والثراء الثقافي في هذا المضمار. نجد أنّ أساليب بناء العمار، اللُّغة المحكيّة، طريقة إنتقاء الملابس والسلوك البشري لسكان هذِهِ الأرض كان لها الأثر الأقوى لتشكيل هذِهِ الثقافة الجذابة، حيثُ تتميز بسحرٍ لا يكاد يُمكن العثور عليه في أي مكانٍ آخر في الأراضي الإيرانية.

وفقًا لقول أستاذ الأدب الفارسي "الدكتور مير جلال الدين قزازي"، فإنّ كرمانشاه هي أرض إيران وبالتالي يُمكن تسميتها إيران المُصغرة. وبصريح العبارة فإنّها جُملة تختصر مفهوم التنوع الثقافي والبيئي الذي تمتع بِه هذِهِ المدينة. 

وهناك أيضًا مجموعة كُبرى من الحرف اليدوية المُتنوعة، مثل "جليم هيرسين" المشهور عالميًا، واللحاف الهورامي ذو التاريخ العريق في حياة البشر على هذِهِ الأرض الأهورية. هذا وبالإضافة إلى الحِرف الآخرى المصنوعة يدويًأ، أمثال: السجاد وصناعة الحدادة. وهُنا لابُد أن نُشير إلى الأداة المُقدسة بين أهل دالاهو ألاّ وهي "الدف"، التّي بدورها تقوم بجذب السياح لإستخدام هذِهِ الصناعة الكرمانشاهية.

إلى جانب الصناعة اليدوية، هُناك الحلويات اللذيذة مثل: خبز الأرز، الكاك، خبز التمر وزيت الحيوان الطبيعي المعروف في كرمانشاه وكُل إيران. عند المُغادرة، تمتلئ حقائب السائحين بالحلويات من شتّى أنواعها، إذ يبتاعونها كهديةً أو ذكرى تبقى لهُم من المكان الّذي زاروه، فيبقى طعمها الشهي في الخاطر كجمال المكان، لا يُنسى.

لقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة، جهودًا كبيرة لأجل تعزيز البُنية التحتية السياحية للمُحافظة، والتّي كان لها قيمة كبيرة إلاّ أنّها تستحقُ جهودًا أكبر من ذلك حتّى لا تُحقق ما تستحقُه فحسب، بل لإتاحة الفُرصة أمام الإيرانيين والعالم للتعرف على هويتها التاريخية والحصول على الموارد الثقافية والطبيعية لمُحافظة كرمانشاه. ولا يسعنا سوى أن نقول بأنّهُ يُمكن تطوير السياحة المُستدامة فيها بسهولة للسيطرة على مُشكلة البطالة في إيران وتوفير الأمن للمواطنين، كي نرى المواهب الجديدة تزدهرداخل أنحاء البلد.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی