معرف الأخبار : 84749
تاريخ الإفراج : 1/7/2022 4:08:36 PM
الفوضى تطال كازاخستان: احتجاجات عنيفة ترفع مستوى التهديد الى اللون الاحمر

الفوضى تطال كازاخستان: احتجاجات عنيفة ترفع مستوى التهديد الى اللون الاحمر

اندلعت الشرارة الأولى للاحتجاجات التي تشهدها كازاخستان عقب الارتفاع الحاد في أسعار الغاز المسال الذي يستخدمه العديد من الكازاخيين لتزويد سياراتهم بالوقود، ثم تحولت بسرعة إلى احتجاجات ضد الدولة، وهي تاسع أكبر دولة في العالم، أي أكبر من أوروبا الغربية، لكن عدد سكانها يبلغ 19 مليون نسمة فقط.

وفيما اتخذت الاحتجاجات في بعض المدن منحا عنيفاً، الحكومة الكازاخية تقول إن الاضطرابات في الدولة ذات الأغلبية المسلمة نظمتها عصابات مسلحة تدربت في الخارج.

وأوعز الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف، بإطلاق النار على الإرهابيين دون تحذير، كما أعلن أن بلاده تتعامل مع عصابات أجنبية، وأن 20 ألف إرهابي شاركوا في الهجوم على ألما-آتا.

وقال توكاييف في كلمة، الجمعة: "يجب القضاء على العصابات، وهذا ما سيتم فعله في أقرب وقت".

وأوضح أن المسلحين لم يلقوا أسلحتهم والعملية الأمنية الخاصة مستمرة حتى الآن.

وأضاف: إن السلطات الكازاخستانية استمعت إلى مطالب المواطنين التي تم التعبير عنها بأشكال سلمية، وأكد أنه سيتم تقديم أولئك الذين تم اعتقالهم خلال أعمال الشغب إلى للقضاء ليتحملوا مسؤوليتهم.

وأعرب الرئيس الكازاخستاني عن امتنانه لقادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي على الدعم الذي تقدمه لكازخستان، قائلا: "أتوجه بعبارات امتنان خاصة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد استجاب بسرعة لطلبي للمساعدة".

الى ذلك أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا الخميس، إرسال الكتيبة الأولى من قوات حفظ السلام إلى كازاخستان تلبية لطلب رئيس البلد الغارق في الاحتجاجات الشعبية الدامية والذي فرض حالة طوارئ في كامل أراضيه، حسبما قالت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية. وفيما أعلن عن مقتل ثمانية عناصر من قوات الأمن والجيش في أعمال الشغب التي تهز الجمهورية السوفياتية السابقة منذ أيام، دعت واشنطن السلطات الكازاخية إلى "ضبط النفس" معربة عن أملها في أن تجري المظاهرات "بطريقة سلمية".

من جانبها، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا الخميس، إرسال قوات حفظ سلام إلى كازاخستان تلبية لطلب وجهه إليها رئيس البلد الغارق في احتجاجات شعبية استدعت فرض حالة طوارئ.

وفي السياق، أفاد هذا التحالف العسكري في بيان نشرته على تطبيق تلغرام المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا "تم إرسال قوة جماعية لحفظ السلام من منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان لفترة محدودة من أجل ضمان استقرار الوضع وتطبيعه".

وكان رئيس المنظمة رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، قال في وقت سابق: إن المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة "قوات حفظ سلام جماعية لفترة محدودة من أجل استقرار وتطبيع الوضع" الذي تسبب به "تدخل خارجي".

هذا وأفادت وسائل إعلام كازاخستانية بأن السلطات ألقت القبض الجمعة، على ابن شقيق الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، سامات أبيش، في ألما-آتا.

وشغل أبيش في وقت سابق منصب النائب الأول لرئيس لجنة الأمن القومي في كازاخستان.

هذا ولم ترد حتى الآن تأكيدات رسمية لهذه المعلومات.

وفي وقت لاحق تحدثت تقارير إعلامية كازاخية أن الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف وبناته غادروا البلاد، ولا يزال مكان تواجدهم غير معلوم.

وقتل "عشرات" المتظاهرين بيد الشرطة ليل الأربعاء الخميس بينما كانوا يحاولون الاستيلاء على مبان إدارية في كازاخستان، وفق ما أعلنت شرطة البلاد التي تواجه أعمال شغب في حالة من الفوضى. ونقلت وكالات الأنباء إنترفاكس-كازاخستان وتاس ونوفوستي عن المتحدث باسم قوة الشرطة سالتانات أزيربك قوله إن "القوى المتطرفة حاولت الليلة الماضية اقتحام مبان إدارية وقسم شرطة مدينة ألماتي بالإضافة إلى الإدارات المحلية ومراكز الشرطة". وأضاف "تم القضاء على عشرات المهاجمين".

وأعلنت وزارة الصحة الكازاخستانية الخميس عبر التلفزيون الرسمي أن أكثر من ألف شخص جرحوا في الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تهز البلاد منذ أيام. وصرح نائب وزير الصحة آجر غينات لقناة "خبر 24" أن "أكثر من ألف شخص أصيبوا بجروح نتيجة أعمال الشغب في مناطق مختلفة من كازاخستان، تم إدخال 400 منهم إلى المستشفى و62 شخصا في العناية المركزة" حسب القناة التي نقلت عنها وكالتا إنترفاكس وتاس هذه المعلومات.

ومساء الأربعاء طلب الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف المساعدة من هذا التحالف العسكري المدعوم من موسكو للتصدي لأعمال الشغب التي تهز البلاد وينفذها على حد قوله "إرهابيون" مدربون في الخارج، في حين أعلنت حالة الطوارئ في مجمل أراضي البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.

وقتل ثمانية عناصر من قوات الأمن والجيش في أعمال الشغب التي تهز كازاخستان منذ أيام عدة، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية. وقالت الوزارة إن 317 عنصرا من الشرطة والحرس الوطني أصيبوا بجروح على أيدي "الحشد الجامح".

وذكرت وكالات "إنترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" أن كازاخستان أعلنت حالة الطوارئ، نقلا عن بيان أورده التلفزيون الكازاخستاني. وكانت خدمة الإنترنت وشبكة الهواتف الجوالة الأربعاء مقطوعتين في البلاد.

من جانبه، صرح الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الجمعة، أن التطورات الأخيرة في كازاخستان تعد محاولة للتدخل الخارجي.

ونقلت وكالة "سبوتنيك بيلاروس" عن تصريح للوكاشينكو: "كنا نمر بمثل ذلك. وكنت أحذر دائما من أنه بمجرد أن نسمح بنوع من التصدع، سوف يندفع الماء هناك. فلا يمكن أن يكون المكان المقدس فارغا. هذا ما وقع في كازاخستان. وهذا ما استخدمه اللصوص الأجانب وتوجهوا بالدرجة الأولى إلى الجنوب المزدهر. سترون قريبا. كان هذا ولا يزال محاولة للتدخل الخارجي. ويجب الفهم حاليا من الذي يقف وراء هؤلاء اللصوص".

وأضاف: "إن أحداث كازاخستان هي محاولة لغزو الدول السوفيتية السابقة المجاورة لروسيا. إنهم يسعون لأن يغرقوا روسيا في الدماء. أكرر مرة أخرى: إذا انهارت روسيا، فلن نلاحظ أين سنقع. سوف يتخطوننا ببساطة. كما أقول: في حجر الرحى سوف يطحنونه ويبصقونه. لذلك - مهما كانت التكلفة - نحتاج إلى الحفاظ على مركز حضارتنا، ومركز أرثوذكسيتنا، وليس فقط، وكذلك تلك الأراضي التي تعد جزء من الاتحاد الروسي".

*حل سلمي للأزمة

وحثّت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشليه، كل الأطراف في كازاخستان على البحث عن "حل سلمي" للأزمة التي تشهدها البلاد.

ودعت باشليه، في بيان أصدرته الخميس، "كل الأطراف، بما في ذلك قوات الأمن والمحتجين وغيرهم، للامتناع عن العنف والبحث عن حل سلمي للخلافات". 

وأردفت: "ينص القانون الدولي بشكل واضح على أنه من حق الناس التظاهر سلميا والتعبير بحرية. في الوقت نفسه، يجب على المتظاهرين عدم اللجوء إلى العنف ضد الآخرين بغض النظر عن غضبهم أو استيائهم".

ودعت باشيليه إلى الإفراج عن المحتجزين على خلفية ممارسة حقهم في التظاهر السلمي وحرية التعبير.

وتابعت: " "أشير إلى أن الحكومة الكازاخستانية أعربت عن أملها في أن يكون هناك حوار شامل وبناء مع المحتجين. إنني أحثهم على اتخاذ جميع الخطوات لضمان إمكانية تطوير الحوار مع أن يظل احترام حقوق الإنسان وحمايتها أولوية خلال حالة الطوارئ وفترة ما بعدها".


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك