معرف الأخبار : 84374
تاريخ الإفراج : 12/26/2021 11:39:29 AM
ختام 2021 والدعوات الشعبية لإخراج أمريكا من العراق

ختام 2021 والدعوات الشعبية لإخراج أمريكا من العراق

تشير الدراسات الميدانية لآخر المستجدات على الساحة العراقية، الى أن الشعب والعديد من التيارات السياسية أجمعت على أن الوجود الأمريكي في العراق ليس له عواقب سوى الدمار والاضطراب والقتل وخلق الفوضى، وبالتالي فإنهم مصممون على التنفيذ الكامل لقرار البرلمان.

نورنيوز- احتكاماً لقرار البرلمان العراقي، كما وعدت واشنطن بغداد، يجب على القوات الأمريكية مغادرة البلاد بحلول نهاية هذا العام، في غضون أيام قليلة.

ورغم الدعامة القانونية لهذه القرار من مجلس النواب، والذي يعزّزه الرأي العام العراقي ودعوات المزيد من التيارات والأحزاب السياسية العراقية، لم يتم تنفيذه حتى الآن، لكن ما يثير القلق هو أنه علاوة على عدم وجود ما يشير إلى مغادرة أمريكا للعراق، يبدو أن حكومة الكاظمي لا تملك الإرادة الجادة لتنفيذه وتلبية الارادة الشعبية.

الجدير بالملاحظة؛ هو بعض المحاولات للالتفاف على الموقف من خلال تقديم حجج واهية، من قبيل تغيير مهام القوات القتالية الأمريكية إلى قوات استشارية، في حين أن روح قرار البرلمان وإرادة الشعب العراقي واضحة وصريحة للغاية لا تحتاج لأي تفسير.

في الواقع، ان تبديل مهام القوات الأمريكية في العراق من القتالية إلى المجال الاستشاري لا ينتهك قرار مجلس النواب ولا يعدّ مراوغة لعدم المغادرة فحسب، بل يعني أيضًا ترك النافذة مفتوحة أمام التدخل في مصير أمة لا تزال تعاني من جرائم داعش الارهابي والحرب الامريكية بالوكالة، والاغتيال الرسمي والعلني لقادة المقاومة في مطار بغداد.

على الجانب الآخر؛ ليس الحكومة العراقية فقط، بل حتى الأمريكان أنفسهم غير قادرين على تقديم أي ضمانات لمهمة خاصة تتمثل في مجرد تقديم المشورة للقوات العراقية وعدم التدخل في مجالات أخرى، خاصة العسكرية منها، وهذا يدل على أن هذه المسألة ايضا حالها حال الوعد السابق بالانسحاب في نهاية عام 2021، لا تتعدى كونها عرضا ترويجياً لتبرير البقاء.

جملة هذه التطورات تشير الى أنه طالما أن الحكومة لا تملك الإرادة الجادة لتنفيذ قرار مجلس النواب بالكامل، فإن ذلك بعيد المنال عمليا، وأن التطورات التي حدثت خلال الانتخابات العراقية الأخيرة ربما كانت تتماشى مع هذا الهدف.

بتعبير أدقّ، مما لا شك فيه أن التزوير في الانتخابات العراقية الأخيرة كان إحدى الاستراتيجيات الأمريكية لتحدي الأوضاع الداخلية لهذا البلد، ومواصلة المسار السياسي الحالي، من أجل إطالة أمد وجوده في هذا البلد.

من المثير للاهتمام؛ لم تقتصر الاحتجاجات على نتائج الانتخابات على الأحزاب الشيعية فحسب، بل تضمنت السنة والأكراد على حد سواء، الذين عبروا عن عدم رضاهم لتزوير الانتخابات، خاصة وأنهم يعتقدون أن الأمم المتحدة والمبعوثة الأممية الخاصة إلى العراق، جينا بلاسخارت، لم يكن لها أي دور بنّاء في هذا الصدد فحسب، بل كانت تلعب على التراب الأمريكي وتدمر المناخ السياسي في البلاد.

الجدير بالذكر، انه خلافاً لما تزعمه بعض وسائل الإعلام المعادية للمقاومة من توجيه عدساتها نحو نظرة الشعب العراقي للوجود الأمريكي في البلاد، فإن الدراسات الميدانية تشير الى أن الشعب والعديد من التيارات السياسية أجمعت على أن الوجود الأمريكي في العراق ليس له عواقب سوى الدمار والاضطراب والقتل وخلق الفوضى، وبالتالي فإنهم مصممون على التنفيذ الكامل لقرار البرلمان.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك