معرف الأخبار : 84311
تاريخ الإفراج : 12/23/2021 5:02:47 PM
أثر استراتيجية التوجه نحو الشرق على مفاوضات فيينا

أثر استراتيجية التوجه نحو الشرق على مفاوضات فيينا

من الممكن أن تشكل الزيارة المرتقبة والمنفصلة التي سيقوم بها الرئيس آية الله ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته إلى موسكو وبكين، بالنظر إلى المواقف المتناغمة للدول الثلاث في عملية مفاوضات فيينا، مصدرا لمبادرات مشتركة لدفع المحادثات إلى الأمام بسرعة أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق جيد مع القوى الكبرى.

نورنيوز- رافق الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران ومجموعة 4 + 1، والتي جاءت عقب تشكيل الحكومة الثالثة عشرة، تغيير في فريق التفاوض من حيث المكونات السياسية والاستراتيجية المؤثرة على المفاوضات.

ورغم انه قبل تشكيل هذه الحكومة، بذل خصومها السياسيون والانتخابيون جهودًا مكثفة لتبديد قضية عدم إيمان آية الله رئيسي باستخدام الدبلوماسية والعلاقات الخارجية في تنمية البلاد، فضلًا عن الشائعات بشأن معارضته للاتفاق النووي. أثار تفاعل الحكومة الـ13 في مجال العلاقات الخارجية وعزم الحكومة على مواصلة المفاوضات مع مجموعة 4 + 1 لرفع العقوبات شكوكاً جدية حول هذه التكهنات.

في الواقع، تشير إنجازات حكومة السيد رئيسي المتمثلة بالتعاطي الوثيق والمتنامي مع دول الجوار، والعضوية الدائمة في منظمة شنغهاي، ولعب دور نشط في منظمة التعاون الاقتصادي، والمبادرات السياسية والأمنية في التطورات في أفغانستان والقوقاز، والتفاعل الهادف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علاوة على الحضور الفعال في محادثات فيينا، الى توظيفها كافة الأدوات الدبلوماسية بشكل فاعل في تنمية البلاد، حيث أنها قادرة أيضاً على الاستفادة من أسلوب جديد تمامًا وديناميكي في وقت قصير، واتخاذ التدابير الفعالة في العلاقات الخارجية.

في السياق، تعتبر أولويات العلاقات الخارجية السياسة، إضافة الى تكثيف الجهود لتعزيز العلاقات مع الجيران والقوى الإقليمية، خاصة روسيا والصين والهند، من بين السمات المهمة التي يمكن رؤيتها في مجال العلاقات الخارجية منذ بدء مهام الحكومة الايرانية الثالثة عشرة.

ونظراً لتحرك جهاز السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشر نحو المفاوضات مع مجموعة 4 + 1 في فيينا، فإن نهج التوجه نحو الشرق للتنظيم الجديد لتفعيل القدرات والفرص للمضي قدمًا في المفاوضات هو أحد المؤشرات المهمة التي يمكن تمييزها على أنها أهم منجزات حكومة السيد رئيسي في مجال السياسة الخارجية مقارنة مع الحكومات السابقة.

وبينما كان في السابق المراجعون الرئيسيون للمفاوضين الإيرانيين دولًا أوروبية، تبدّلت الامور في الجولة الجديدة من المفاوضات، نظرا لأن الحكومة الثالثة عشرة تعمل بجدية مع الجانب الشرقي من طاولة المفاوضات، أي روسيا والصين، وهو ما جعل كفّة المفاوضات تميل بشكل ملحوظ نحو الشرق.

وتجلّت آثار هذا التحوّل في مفاوضات فيينا بسرعة كبيرة، وفي مختلف مجموعات الخبراء العاملة واجتماعات الوفود المشاركة في المفاوضات، مما أسفر عن نتائج حاسمة ومتزنة.

بطبيعة الحال، إن التغيير في النهج المذكور، مع خلق تنسيق وتماسك كبير بين وفود إيران وروسيا والصين، تسبب في ردود فعل انفعالية وغير بناءة من الوفود الأوروبية، لأن هذه الدول كانت دائما في بؤرة الاهتمام والتشاور مع المفاوضين الإيرانيين، لكنها الآن تشعر بأنها باتت من فئة المواطنين من الدرجة الثانية في المفاوضات.

إن وجود قواسم مشتركة جادة واستراتيجية بين طهران وبكين وموسكو حول قضية معارضة الاستخدام غير القانوني للعقوبات، خلق جوًا متكاملًا في مواجهة تشديد الغرب غير العقلاني للعقوبات للحفاظ على قدرته على تحقيق أهداف سياسية.

ورغم ان ايران تأخذ بعين الاعتبار ملاحظات روسيا والصين بشأن عدم الانتشار النووي، فإن إيران مستعدة لاتخاذ خطوات مطمئنة كما في الماضي، لكن هذا البلدان النوويان لن يسمحا بأي حال من الأحوال للغرب بفرض قيود على الأنشطة النووية السلمية لايران والإبقاء على هيكل الحظر.

في هذا الصدد، تشير معطيات تلقاها موقع "نورنيوز" إلى ما يلي: في إطار إقامة علاقات جديدة بين إيران وروسيا والصين، سيزور الرئيس رئيسي ووزير الخارجية قريباً في زيارتين منفصلتين موسكو وبكين.

في خضم محادثات فيينا، وبالنظر إلى مواءمة المواقف الرئيسية للدول الثلاث في عملية الحوار الجارية، تكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة في الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية.

إن تحديد جدول أعمال المفاوضات، الذي تم التوصل إليه من خلال الاتفاق على مسودات قابلة للتفاوض حول جوهر المباحثات ورفع العقوبات، قد فرض ظروفا مهمة للغاية على الأطراف المتفاوضة.

يمكن أن تؤدي الزيارات المذكورة سالفاً والمشاورات المباشرة للمسؤولين رفيعي المستوى من الدول الثلاث إيران وروسيا والصين، مع الأخذ في الاعتبار التحركات الخارجية التي اتخذتها الحكومة الثالثة عشرة، إلى إنشاء مبادرات جديدة لدفع محادثات فيينا إرغام الأطراف على العدول عن مضيعة الوقت.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك