معرف الأخبار : 84173
تاريخ الإفراج : 12/20/2021 8:50:30 AM
مقترحات إيران وتأثيرها على الجولة المقبلة من مفاوضات فيينا

مقترحات إيران وتأثيرها على الجولة المقبلة من مفاوضات فيينا

ارتكازاً على المسودة الجديدة، التي أيّدتها جميع أطراف المفاوضات النووية في فيينا، وُلد نظام تفاوضي محدد، يمكن للأطراف استخدامه لاستئناف المحادثات على أساس المبادئ المتفق عليها في عام 2015.

نورنيوز- طغى على معظم المحللين المحليين والأجانب تشاؤماً متسرعاً بشأن احراز تقدم واعد في جولة المفاوضات النووية الجديدة عقب استئنافها بين إيران ومجموعة 4 + 1 في 29 نوفمبر الماضي، بعد تعليق المحادثات لمدة خمسة أشهر بين إيران والقوى الكبرى.

الحقيقة هي أن السبب الرئيسي لخيبة الأمل هذه من مخرجات المفاوضات، وليس المكونات السياسية والدبلوماسية المؤثرة، تعود الى الاجواء المشحونة غير الواقعية التي تختلقها وسائل الإعلام الغربية والعبرية حول نهج الحكومة الايرانية الثالثة عشرة في العلاقات الخارجية وفريق التفاوض الايراني، ما دفعها لإطلاق استنتاجات بشأن عدم القدرة على التوصل إلى تفاهم مشترك تلتقي فيه المصالح الدائمة للأطراف المفاوضة.

كانت موجة هذا التيار المدمر قوية جدًا لدرجة أنه حتى على عكس الممارسة السابقة، فإن الأسواق الرئيسية، بما في ذلك سوق العملات والبورصات وما إلى ذلك، لم تكتفي بعدم التفاعل بشكل إيجابي مع بدء المفاوضات، بل تعرضت أيضًا لصدمات سلبية مغاير للواقع الاقتصادي للجمهورية الاسلامية.

أدى الدخول القوي والمخطط له من قبل فريق التفاوض الإيراني إلى المفاوضات، فضلاً عن الإدارة الذكية لعلاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أصبحت ذريعة لتهديد برنامج إيران النووي السلمي والضغط على المفاوضين الإيرانيين، إلى استشراء النفوذ النفسي المصمم لقيادة الحرب على ايران، لكن لا يمكن أن يكون للحرب النفسية والإدراكية في الفضاءين المحلي والدولي الكفاءة اللازمة، كما أن المنحدر السلبي الذي تم إنشاؤه لم يكن متوازنًا.

في غضون ذلك، يجب أن يكون دور ووظيفة الدبلوماسية الإعلامية والأداء المقبول والمنسق نسبيًا لوسائل الإعلام الإيرانية في الدعم المنير والمعقول والموثق للفريق المفاوض في تغيير معادلات ساحة اللعب التي أنشأها الجانب الغربي من المفاوضات، أكبر بكثير مما هو متوقع.

المؤشر الاكبر على وجود توازن نسبي على جانبي طاولة المفاوضات هو اتفاق الأطراف على التفاوض على مسودة جديدة، وهي مزيج من مسودة الجولة السادسة والتعديلات والمقترحات الإيرانية الجديدة.

وبناءا على المسودة الجديدة، أقرت بها جميع أطراف المفاوضات، وُلد نظام تفاوضي محدد، يمكن للأطراف استخدامه للمضي قدمًا في المفاوضات على أساس المبادئ المتفق عليها في عام 2015.

يمكن اعتبار مرور هذه المرحلة من المفاوضات أهم وأصعب مرحلة لما لها من أهمية كبيرة في تحديد سياق ومبادئ الحوار، ذلك لأنه في حال لم يتفق الطرفان على النص الجديد، كان من المستحيل عملياً مواصلة المفاوضات، وسيستمر عندها الجمود السابق وسيظل الاتفاق النووي في حالة الموت السريري التي ادخلته به امريكا.

بالنظر إلى حقيقة أن فشل المفاوضات في الجولات الست السابقة كان بسبب عدم قبول إيران لاعتبارات إضافية وتصحيحية وإبقاء مطالب إيران بين قوسين، يمكن أن يكون علامة موثوقة على الاتجاه الصحيح للمفاوضات الراهنة.

ورغم أنه لم يتم الإعلان بعد عن موعد عودة المفاوضين إلى فيينا لمواصلة المحادثات، يبدو أن جولة جديدة من المحادثات ستبدأ بمزيد من الجدية وبكثير من الجهود.

الجدير بالذكر هو أنه إذا تم تقليل تأثير المكونات السياسية وركز المفاوضون الغربيون على المبادئ الفنية للتفاوض، فسيكون من الممكن أن يكون الطريق للوصول إلى اتفاق أكثر انسيابية.

في الواقع ان هذه الشروط، إضافة الى استثمار أكبر لعنصر الوقت في المفاوضات، والذي له قيمة استراتيجية للأطراف، هي أيضًا اختبار جيد لتحديد إرادة كل طرف من الأطراف المفاوضة للتوصل إلى اتفاق جيد بأسرع ما يمكن.

لم يحصل الجانب الغربي من المفاوضات حتى الآن على نتيجة مقبولة من حيث صبّ جهوده على طاولة المفاوضات، وحاول في الغالب الالتفاف على المسار المنطقي للمفاوضات لتحقيق أهدافه باستخدام أدوات سياسية - نفسية والضغط على إيران.

لكن ومن دون التسرّع بإلقاء الاحكام، سيتضح في القريب العاجل مع بدء جولة جديدة من المحادثات، ما إذا كانت الظروف الجديدة ستؤثر على رغبة الغرب في النأي بنفسه عن المراوغات السياسية والإعلامية، أو ما إذا كان سيستمر في التملّص من التزاماته.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك