معرف الأخبار : 84161
تاريخ الإفراج : 12/19/2021 6:05:55 PM
4 مقترحات ايرانية لحلّ الأزمة الأفغانية

4 مقترحات ايرانية لحلّ الأزمة الأفغانية

قدّم وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، في الاجتماع الطارئ الـ 17 لمنظمة التعاون الاسلامي المنعقد في اسلام آباد، اليوم الأحد، 4 مقترحات لمساعدة الشعب الافغاني، مؤكدا بان الامن المستديم والاستقرار السياسي والاجتماعي في افغانستان يتحقق فقط عن طريق المشاركة الجماعية الواقعية، وتشكيل الحكومة الشاملة والمؤثرة التي تضم مختلف القوميات والمذاهب.

وانطلقت اعمال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، المخصص للأزمة الإنسانية في أفغانستان المجاورة بحضور ممثلي 57 دولة إسلامية، من ضمنهم وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان، الأحد، في إسلام آباد بباكستان.

وفي كلمته الاحد، حول قضايا افغانستان، اكد امير عبداللهيان بان الجمهورية الاسلامية ترى بان الامن المستديم والاستقرار السياسي والاجتماعي في افغانستان يأتي في سياق المصالح الجماعية للمنطقة، وقال: نعتقد بان الامن المستديم والاستقرار السياسي والاجتماعي في افغانستان يتيسر فقط عن طريق المشاركة الجماعية الواقعية وتشكيل الحكومة الشاملة والمؤثرة التي يكون لجميع القوميات والمذاهب دور فيها.

وهذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، الى إسلام أباد بعد تعيينه.

*المماطلة ستعبّد الطريق للارهاب

واضاف وزير الخارجية في كلمته خلال الاجتماع: ان التأخير في هذا الامر سيوفر الفرصة لاعداء الشعب الافغاني للعمل عبر نشر الارهاب (الداعشي) والمشاكل الاقتصادية وظروف الازمة في معيشة وصحة واحتياجات الحياة الاساسية، على تنشيط شبكة واسعة من المجرمين الاجتماعيين ونشر الفوضى والفقر والمجاعة بعد 20 عاما من الاحتلال وتدمير اي بنية تحتية وفرض الفشل على مسؤولي كابول والشعب الافغاني. 

وتابع امير عبداللهيان: ان المصالحة الوطنية والتلاحم الوطني والمشاركة في الحكومة والحكم، الى جانب الجهود الخيرة والمساعي الجميلة من قبل الدول الجارة والمنطقة والدول الاسلامية في مكافحة الارهاب ومواجهة زعزعة الامن والاستقرار وتقديم المساعدات الانسانية، تعد الخطوة الاكثر فورية لدعم الشعب الافغاني وضمان مستقبل مشرق له. 

*ايران تحتضن ملايين المهاجرين الافغان

وقال وزير الخارجية: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تحتضن منذ 40 عاما ملايين المهاجرين والنازحين الافغان. علما بان هجرة ونزوح هؤلاء هو حصيلة للعدوان والاحتلال الاميركي. كما ان الظروف المتازمة اليوم في افغانستان وبسبب  الشعور بانعدام الامن والارهاب والازمة المالية والاقتصادية قد فرضت موجة هجرة يومية على ايران اذ يدخلها اكثر من 5 آلاف مهاجر افغاني يوميا كمعدل. 

واكد بان ايران لم تتلق لغاية الآن مساعدة دولية لدعم المهاجرين الافغان، واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية بتأكيدها على الدوافع الاسلامية والانسانية ستواصل مساعداتها الانسانية للشعب الافغاني.

*ايران أبقت حدودها مفتوحة لمساعدة الافغان

وقال: انه فضلا عن الدول المسببة الحقيقية للاوضاع الراهنة، يتوجب علينا جميعا خاصة الدول الاسلامية ان نضع المساعدات الكافية والمستمرة تحت تصرف الشعب الافغاني كله.

واضاف: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ بدء التطورات الاخيرة، سعت ضمن الابقاء على حدودها مفتوحة، لتسهيل العبور الانساني والتجاري. كما قامت خلال المائة يوم الماضية بارسال اكثر من 13 شحنة من المساعدات الانسانية لمختلف مدن افغانستان وقدمت مساعدة واسعة تجاه الحكومة والشعب الافغاني في سياق مكافحة "كوفيد-19" ومن ضمنه تطعيم الرعايا الافغان المقيمين في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

*مقترحات الجمهورية الاسلامية

وقدّم وزير الخارجية مقترحات الجمهورية الاسلامية الايرانية لمساعدة الشعب الافغاني كالتالي:

الاول؛ على الدول الاسلامية تشجيع السلطة الحاكمة في افغانستان وجميع الاطراف لتشكيل حكومة شاملة.

الثاني؛ الشعب الافغاني بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة، لذا من الضروري تاسيس صندوق مالي بين الدول الاسلامية لتحقيق هذا الهدف.

الثالث؛ الافراج عن ارصدة افغانستان المالية امر ضروري.

الرابع؛ لاشك ان الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة وامينها العام يمكنهم اداء دور مهم في المساعدة بتشكيل الحكومة الشاملة ودعم الشعب الافغاني ومنع وقوع كارثة انسانية. 

وقال وزير الخارجية: اننا نأمل بتشكيل حكومة شاملة تضم جميع القوميات في افغانستان قريبا كي يتمكن مندوبو الحكومة الافغانية الشاملة من المشاركة في الاجتماعات القادمة لمنظمة التعاون الاسلامي وان لا يبقى مقعد افغانستان شاغرا في هذه المنظمة.

*القضية الفلسطينية

وتطرق امير عبداللهيان في ختام كلمته الى قضية فلسطين، وقال: اننا نعتقد بان عودة جميع الفلسطينيين الى ارض آبائهم واجدادهم وتأسيس الدولة الفلسطينية التي تضم كافة انحاء ارض فلسطين الام (التاريخية) وعاصمتها القدس الشريف، يجب الاستمرار في التأكيد عليه من قبل منظمة التعاون الاسلامي.

وأكمل وزير الخارجية: ان تجربة عملية المساومة مع الكيان الاسرائيلي المصطنع وتطبيع العلاقات معه، اثبتت بان القضية الفلسطينية قابلة للحل فقط من خلال الانهاء الكامل والحقيقي للاحتلال غير القانوني لهذه الارض الاسلامية. ايران تؤكد مرة اخرى على مقترحها القاضي باجراء استفتاء شامل بمشاركة جميع السكان الاصليين لارض فلسطين، مسلمين ومسيحيين ويهودا، باعتباره طريق الحل الديمقراطي للقضية. 

*ايران وباكستان تؤكدان على تعزيز العلاقات

كما التقى وزير الخارجية على هامش الاجتماع، اليوم، رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، في العاصمة الباكستانية اسلام آباد، حيث اكد الجانبان خلال اللقاء على ارادة البلدين في تمتين العلاقات الثنائية اكثر فاكثر.

واجتمع امير عبداللهيان مع عمران خان وتبادل معه وجهات النظر بشأن القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي والعلاقات التجارية والتعاون الحدودي، بما فيها توسيع الاسواق الحدودية المشتركة.

وحضر اللقاء اعضاء الوفد السياسي الايراني المشارك في الاجتماع، وسفير ايران لدى اسلام اباد محمد على حسيني وعدد من المسؤولين الباكستانيين.

واكد اميرعبداللهيان خلال اللقاء على ان الحكومة الايرانية عاقدة العزم على توطيد العلاقات مع دول الجوار خاصة باكستان وترحب باي مبادرة لتعزيز العلاقات معها.

من جانبه اشار رئيس الوزراء الباكستاني الى لقائه الرئيس آية الله ابراهيم رئيسي على هامش قمة منظمة شانغهاي واضاف ان باكستان تولى اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع الجمهورية الاسلامية الايرانية.

ولفت عمران خان الى الظروف التي تسود افغانستان ودعا الى تعزيز التعاون بين اللاعبين الاقليميين والدوليين من اجل معالجة الازمة الانسانية والاقتصادية في افغانستان مؤكدا على دور الجمهورية الاسلامية الايرانية وباكستان في المضي قدما نحو ارساء السلام والاستقرار في افغانستان.

*باكستان تنتقد موقف أميركا من افغانستان

وانتقد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الولايات المتحدة لموقفها المتشدد ازاء التطورات في أفغانستان، مؤكدا أن تداعيات الفوضى المتصاعدة في البلاد لن تقتصر على الجمهورية الإسلامية الايرانية وباكستان.

ودعا عمران خان في مراسم افتتاح الاجتماع، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لمساعدة الشعب الأفغاني محذرا أن الفوضى في أفغانستان ليست في مصلحة أي بلد.

*لقاءات وزير الخارجية 

كما التقى امير عبداللهيان في اسلام آباد، اليوم الاحد، نظيره الاذربيجاني جيحون بايراموف، واعرب الجانبان عن سرورهما للمسيرة المتنامية للعلاقات بين البلدين وتباحثا حول احدث التطورات المتعلقة بالتعاون الثنائي.

وخلال اللقاء جدد وزير خارجية جمهورية آذربيجان دعوته لنظيره الايراني للقيام بزيارة الى باكو.

كما اعرب وزيرا خارجية البلدين عن ارتياحهما للقاء الذي جرى بين الرئيسين آية الله ابراهيم رئيسي والهام علييف في عشق آباد قبل فترة على هامش اجتماع القمة للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي "ايكو"، ونقلا تحيات الرئيسين؛ كل للطرف الاخر.

الى ذلك، التقى وزير الخارجية في اسلام آباد نظيره التركي مولود جاويش اوغلو، وبحث الجانبان التطورات الاقليمية، ونقل جاويش اوغلو تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى المسؤولين الإيرانيين، واصفا العلاقات بين البلدين بانها ودية ومتميزة.

كما بحث امير عبداللهيان وجاويش اوغلو، بشأن الزيارة التي يزمع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان القيام بها الى الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وبحث وزير الخارجية مع نظيره الاردني أيمن الصفدي، على هامش الاجتماع، العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية والاوضاع في فلسطين وافغانستان.

كما اجرى وزير الخارجية على هامش الاجتماع، محادثات مع وزير خارجية حكومة طالبان في اسلام آباد، حول الاوضاع الامنية والانسانية الراهنة في افغانستان والعلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية بين البلدين.

*طريق حلّ الازمة في افغانستان

واشار وزير الخارجية في تصريح لوكالة ارنا لدى وصوله الى اسلام آباد، الاحد، الى هواجس الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه تطورات افغانستان، معتبرا طريق الحل الاساس لقضية افغانستان هو تشكيل حكومة شاملة بمشاركة حميع القوميات، مؤكدا على ضرورة ايصال هذه الرسالة بصوت موحد الى المجتمع العالمي والسلطة الحاكمة في هذا البلد.

وقال اميرعبداللهيان: إن قضية افغانستان تشكل القضية الرئيسية التي يبحثها الاجتماع الوزاري الطارئ للبلدان الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي حيث تشعر الجمهورية الاسلامية الايرانية بالقلق حيال تطورات هذا البلد.

* هواجس ايران

واعتبر ظاهرة تفشي الارهاب في افغانستان ونزوح اللاجئين منها باتجاه الحدود الايرانية من بين هواجس ايران، واضاف: اننا نعتقد بان سبيل الحل يتمثل بتشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع القوميات.

وأعرب عن أمله بأن يثمر الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي عن توجيه رسالة موحّدة الى المجتمع الدولي والسلطة المؤقتة الحاكمة في افغانستان حول تأسيس حكومة شاملة فيها.

واشار وزير الخارجية الايراني الى العلاقات الوثيقة والاخوية بين البلدين الجارين والصديقين ايران وباكستان وقال: ان الحكومة الثالثة عشرة تحمل رؤية خاصة وذات اولوية للجيران وفي هذا السياق تعد باكستان من اصدقاء ايران الجيدين.

*الأمم المتحدة تشيد بدور ايران 

في السياق، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن تعاون إيران السخي في ايواء اللاجئين الأفغان أمر يستحق الثناء ووكالات اللاجئين الدولية تقف إلى جانب هذا البلد.

واضاف فيليبو غراندي خلال زيارة قام بها إلى مخيم نياتك المؤقت للاجئين في مدينة زابل، صرح أنه تم تخصيص 11 مليون دولار لبناء موقع في نياتك، وقد تم توفير أكثر من نصفها من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

واكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن تعاون إيران السخي في ايواء اللاجئين الأفغان أمر يستحق الثناء وقال "إن الأمم المتحدة تراقب قضايا ومشاكل الدول المختلفة.

*اميركا تتحمل المسؤولية تجاه تردّي الاوضاع

من جانبه، ندّد ممثل الرئيس الايراني في شؤون افغانستان حسن كاظمي قمي، بسياسات اميركا في افغانستان وعدّها تتحمل المسؤولية تجاه تردّي الاوضاع الامنية والاقتصادية في هذا البلد.

واضاف حسن كاظمي قمي، في تصريح صحفي على هامش الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامي حول الشأن الافغاني في اسلام آباد، اليوم الاحد: إن الاجتماع الوزاري لبلدان منظمة التعاون الإسلامي اليوم يهدف إلى تقديم المساعدات للشعب الأفغاني من اجل التغلب على الأزمات الإنسانية والاقتصادية والمعيشية ويعكس اتجاه التطورات في هذا البلد.

وأعرب عن أسفه بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية بأفغانستان وبسبب التدخلات الأجنبية ودور الحروب بالوكالة بدعم من الحكومة الأميركية.

وعدّ التطورات الجارية تسفر عن تصاعد وتيرة نزوح الرعايا الأفغان إلى الدول المجاورة ، بما في ذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأكد كاظمي قمي: إن المجتمع الدولي والبلدان الإسلامية تتفاعل مع التطورات في أفغانستان ، وتسعى لزيادة المساعدات الإنسانية لهذا البلد ، من أجل معالجة بعض المشاكل التي يعاني منها الشعب الأفغاني.

وأكد الممثل الخاص للرئيس الإيراني في شؤون أفغانستان، على ضرورة ايجاد حلول لمشاكل أفغانستان بشكل جذري وأساسي، ومعالجة الظروف التي خلفتها الولايات المتحدة بعد هروب جنودها من أفغانستان.

*ضرورة محاسبة المحتلين

وشدد على ضرورة محاسبة الذين تدخلوا واحتلوا أفغانستان ودمروا بنيتها التحتية.

ولفت كاظمي قمي إلى ضرورة أن تصبح أفغانستان دولة مستقرة وآمنة ومزدهرة ، والقضاء على التدخلات الاجنبية والحروب بالوكالة ، والتي تتحقق في ظل تشكيل حكومة تشاركية وشاملة في أفغانستان من قبل جميع الأعراق والقوى السياسية.

الى ذلك، اكد مساعد وزير الخارجية رسول موسوي، دعم طهران للجهود الرامية لارسال المساعدات الانسانية للشعب الافغاني واستمرار هذه العملية بمناى عن النقاشات السياسية والقضايا القانونية.

وقال موسوي الذي يترأس الوفد الايراني لاجتماع كبار خبراء الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في اسلام آباد، السبت: تم عقد الجزء الاول من اجتماع كبار الخبراء حول الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية حول افغانستان واستقطاب المساعدات الانسانية للشعب الافغاني.    

واشار الى ان قضية فلسطين تعد القضية الاخرى في جدول اعمال اجتماع الخبراء، واضاف: تمت المصادقة على البيان المتعلق بفلسطين بالاجماع كما سيتم الاستمرار بنقاشات الخبراء حول البيان المتعلق بافغنستان بغية الانتهاء منه في وقت لاحق من اليوم (السبت).

واوضح بان هنالك اجمالا عاما بين اعضاء المنظمة حول ارسال المساعدات الانسانية الى داخل افغانستان، وان النقاشات المتبقية تتعلق بكيفية وطريقة التنفيذ وارسال هذه المساعدات. 

*كيفية ارسال المساعدات للشعب الافغاني

وصرح بان هنالك ملاحظات حول كيفية ارسال المساعدات ودور السلطة الحاكمة في افغانستان غير المعترف بها رسميا من قبل دول العالم، لذا فان الوفود المشاركة تسعى للبحث عن سبل ايصال المساعدات رغم العقبات القانونية الموجودة. 

واكد مساعد الخارجية مدير عام شؤون اسيا الجنوبية في الخارجية الايرانية ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم اي جهد لارسال المساعدات الانسانية الى داخل افغانستان وقد ارسلت لغاية الان اكثر من 13 طائرة مساعدات اليها كما جعلت الحدود مفتوحة.

واضاف: ان طهران تؤكد بان المساعدات الانسانية للشعب الافغاني لا ينبغي ان تدخل التعقيدات القانونية وان هذا الامر يجب ان يستمر بمناى عن النقاشات السياسية.


نورنيوز/وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك