معرف الأخبار : 81589
تاريخ الإفراج : 12/2/2021 12:39:28 PM
وفد اماراتي يزور ايران قريباً.. مؤشرات واعدة

وفد اماراتي يزور ايران قريباً.. مؤشرات واعدة

يمكن أن تكون زيارة الوفد الإماراتي إلى إيران محطة فارقة في مستقبل العلاقات بين البلدين ستنعكس نتائجها على المنطقة، وخطوة إيجابية من جانب الإمارات لرفع الحواجز أمام التعاون بين طهران وأبو ظبي، لكن مجيء هذه الزيارة بالتزامن مع المفاوضات بين ايران ومجموعة 4+1 في فيينا أثارت العديد من التساؤلات حول أهدافها وأسبابها.

نورنيوز- تداولت وسائل الاعلام الاقليمية أمس الاول الثلاثاء، أنباء حول زيارة وفد اماراتي الى ايران قريباً، لكن الخبر لم يجذب أنظار الرأي العام التي لطالما كانت متجهة نحو المفاوضات النووية بين ايران والقوى الكبرى في فيينا.

حيث أعلن مستشار رئيس الدولة في الإمارات، أنور قرقاش، الثلاثاء، أن وفدا يضم مسؤولين إماراتيين سيزور إيران قريبا، حسبما ذكر في إيجاز صحفي، وفق ما قالته وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.

وبحسب معطيات تلقاها موقع "نورنيوز"، فإن الأخبار التي أعلن عنها المسؤولون الإماراتيون تتعلق بزيارة وفد رفيع المستوى من المحتمل أن يصل إلى طهران في الأيام المقبلة تأتي في إطار مراجعة وإعادة بناء العلاقات بين البلدين ومحاولة تغيير الوضع الراهن نحو الافضل.

في الوقت الراهن، هناك العديد من العوائق البارزة في مسار العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، فضلاً عن السياسات الإقليمية للبلدين، والتي تحتاج بطبيعة الحال إلى مباحثات معمّقة وشفافة.

في الواقع، يمكن أن تكون زيارة الوفد الإماراتي إلى إيران قيّمة ومهمة كخطوة إيجابية من جانب الإمارات لرفع الحواجز أمام التعاون بين طهران وأبو ظبي، لكن مجيء هذه الزيارة بالتزامن مع المفاوضات بين ايران ومجموعة 4+1 في فيينا أثارت العديد من التساؤلات حول أهدافها وأسبابها.

على الرغم من أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات فيينا يعتبر أكثر أهمية من وجهة نظر اقتصادية، وباتت الشغل الشاغل لوسائل الاعلام والمحللين، فمن الواضح جدًا أن "المكاسب الأمنية" لاتفاقية محتملة بين ايران والامارات، إن لم تكن أكثر من الفوائد الاقتصادية، يمكن على الأقل اعتبارها معادلة للاقتراحات الاقتصادية الواعدة.

 

الإمارات التي أمضت السنوات القليلة الماضية تحاول أن تقدّم نفسها كلاعب رئيسي في المنطقة بتكلفة مالية وأمنية باهظة، تحاول الآن تكملة حلقة من المصالح الاقتصادية والسياسية التي ترسم لها.

ولو ألقينا نظرة متمحصة على سياسات الامارات الخارجية في السنوات الأخيرة، يتجلّى لنا أنها حاولت من خلال التخطيط المباشر والحرب في الوكالة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وأفغانستان ومحاولة ترسيخ موطئ قدم لها في دول شمال شرق إفريقيا على طول البحر الأحمر، اتخاذ تدابير مكثفة لتحقيق مايسمى "الأمن العابر للحدود".

يرى العديد من الخبراء الاستراتيجيين أن تحرك الإمارات في هذا الاتجاه لا يتناسب مع قدرات الدولة الجيوسياسية والجيواستراتيجية، ويمكن أن يكون مصدرًا لتهديدات غير متوقعة لأبو ظبي.

بالنسبة لدولة تتمتع بخصائص دولة الإمارات، والتي تعتبر التجارة وجذب المستثمرين الأجانب ركيزتها الاقتصادية الأساسية، فإن مسألة "الأمن المستدام" شرط أساسي لأي نشاط اقتصادي وتجاري وسياسي بالنسبة لها، وبالتالي لا يمكنها تجاهل دور وتأثير كبار اللاعبين الاقليميين.

وبالنظر إلى العلاقات الودية والدافئة مع الجمهورية الاسلامية، التي تعد إحدى القوى الإقليمية الرئيسية في المنطقة، وركيزة قوية للتطورات السياسية والأمنية والاقتصادية فيها، يتجلّى الذكاء الاستراتيجي لحكام الإمارات الذي يمكن أن يخدم المصالح المشتركة للبلدين.

القيام بهذه الزيارة في ظلّ التحولات الجديدة في المنطقة والمسائل المهمة التي ستُبحث خلال الاجتماعات المخطط لها للوفد الإماراتي، يمكن أن تكون الخطوة الأولى نحو توطيد بين البلدين ودفع عجلة التعاون بينهما نحو الأمام.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك