معرف الأخبار : 76204
تاريخ الإفراج : 10/18/2021 11:36:36 PM
الفخ (بقلم المستشار خليل الخليل)

الفخ (بقلم المستشار خليل الخليل)

ازمة الدستور الذي فخخه الفرنسيون سيبقى يعاني منها اللبنانيون ما بقي هذا اللبنان، فبمجرد ان تكون مارونيا ولديك مركز وقوة ستحلم ان تكون يوما رئيسا للجمهورية...

سمير جعجع الذي قبع في السجن سنين طويلة لا شك انه لامس اليأس من الحياة ولم يراوده حلم الخروج، ولكن عندما خرج من السجن بعفو عام، بدأ يراوده الحلم، حلم رئاسة الجمهورية ويسعى  لتحقيقه سرا وعلانية، فبدأ بالسياسة اولا واجرى اتفاقا مع التيار الوطني الحر سهل لميشال عون ان يكون رئيسا للجمهورية على ان تنتقل الرئاسة بعدها اليه على قاعدة ( سلف ودين)...

ولكن حصل انقلاب باسيلي على التفاهم العوني القواتي وقامت القيامة بين الطرفين المسيحيين الأقوى واخذ كل واحد يتحين الفرص لينتقم من الآخر ولا زالت المعركة مستمرة...

حصل انفجار المرفأ الشهير وتولى التحقيق القاضي طارق البيطار بعد تنحية سلفه وبدأت الأمور يستشف منها انها متوجهة الى اتهام احد جناحى الثنائي الشيعي بالتسبب بالإنفجار وهو الطرف الأقوى المؤثر بالسياسة اللبنانية والقادر على تكوين رافعة توصل رئيسا وتسقط رئيس، وهو بطبيعة الحال الجدار الصلب القادر على منع سمير جعجع المدعوم اميركيا وسعوديا من الوصول الى سدة الرئاسة الذي استفاد كثيرا من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها صهر العهد جبران باسيل وباتت عائقا في وجه طموحاته وصوله الى كرسي الرئاسة، فجبران باسيل اختلف مع اكبر الكتل النيابية ابتداء من كتلة الرئيس نبيه بري الى كتلة الرئيس سعد الحريري، الى كتلة الوزير السابق وليد جنبلاط، وحتى حليفه الحزب الأقوى ينظر اليه بارتياب، حتى كتلة التيار الوطني الحر التي يتزعمها باتت تترنح امام شخصانيته. وكما هو معروف وحسب الدستور اللبناني انتخاب رئيس الجمهورية يجري من قبل نواب المجلس النيابي ومن يريد الوصول عليه ان يأخذ رضاهم وخاصة رضى الكتل الكبيرة.

والحالة هذه فالحزب متهم من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، واتهامه بجريمة المرفأ امر في غاية الخطورة خاصة على الساحة اللبنانية فبذلك سيتعرى لبنانيا كما تعرى دوليا وسينفض الحلفاء او من يهادنه من حوله لينجو بنفسه، والوحيد الذي سيبقى واقفا الى جانبه هو تنظيم حركة امل والرئيس نبيه بري وكتلته كتلة التنمية والتحرير...

َفالخطوة الأولى في اتهام الحزب تكمن في اضعاف حليفه الرئيس بري بقصقصة جناحيه ( علي حسن خليل وغازي زعيتر) بحيث يدخل الى الإنتخابات النيابية القادمة ضعيفا منهكا متهالكا، ويطلق في وجهه صقورا مناوئة في عرينه الجنوب ليزيد ضعفا، وبالتالي يصبح الحزب بدون حلفاء فتلصق التهمة به بأدلة تشبه ادلة المحكمة الدولية ( شبكة الإتصالات)، ربما بتسجيلات فيديو هذه المرة تتضمن مشاهد دخول وخروج الحزب من مرفأ بيروت بكل راحة، ويمكن ان تكون هذه التسجيلات تعود للأيام التي تلت حرب تموز عام 200‪6 حيث تم استحضار كميات كبيرة من مواد البناء لإعادة بناء الضاحية الجنوبية فتفبرك القضية على انه اخراج مادة النيترات من المرفأ لإستعمالها في الحرب السورية، وشهود الزور حاضرون وجاهزون والكشلي الذي احضره الإعلامي القواتي مارسيل غانم واحدا منهم.

المطلوب اليوم رأس الحزب ليقدم قربانا لإسرائيل  وهنا يكمن الخطر في ضرب الوجود الشيعي في لبنان بحيث يعودوا الى اسوأ ما كانوا عليه في عهد المارونية السياسية وقبل وصول الإمام الصدر الى لبنان واطلاق حركة المحرومين.

ولكن هل سيقبل الثنائي الشيعي بهذا الفخ؟

لا شك ان الثنائي يعيش بين فكي فخ محكم، فهم من جهة احرص الناس على الوحدة الوطنية اللبنانية بكافة مكوناتها ولا يريدون حربا طائفية او مذهبية ولا فدرالية طوائف، وسيبقون يعضون على الجراح حتى يفقدون صبرهم ويتهدد وجودهم عندها هم قادرين على قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع، وان اعتقد خصمهم انه قادر على استجلاب المدمرات والبوارج الحربية العالمية لنصرته فهو واهم، وستكون معاقله قد سقطت قبل ان يرفع سماعة هاتفه، وقليل من الصبر وسنرى...

المستشار خليل الخليل/لبنان


تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك