معرف الأخبار : 74959
تاريخ الإفراج : 8/25/2021 7:32:19 PM
طالبان والمطالب الشعبية.. ما بين التناغم الداخلي والإقليمي

طالبان والمطالب الشعبية.. ما بين التناغم الداخلي والإقليمي

مع سيطرة حركة طالبان على الأراضي الأفغانية وتسلّمها لمقاليد الحكم بدأت مرحلة جديدة في مسيرة الحركة، وتحول جديد في الأزمة الافغانية.

وفي خضمّ هذه التطورات المتسارعة، سلّطت ماكينة الإعلام السياسي الغربية الضوء على مستقبل علاقات أفغانستان مع المنطقة والدول المجاورة لها، متجاهلة الجرائم الشنيعة التي ارتكبتها امريكا وحليفها الناتو في هذا البلد.

وفي هذا السياق، أدان توني بلير ، رئيس الوزراء البريطاني السابق، انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ووصفه بأنه غير معقول، وزعم قائلا أن روسيا والصين وإيران ستستغل هذا الوضع لصالحها.

الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية "جوزيف بوريل" أكد أيضا؛ أنه يجب ألاّ يسمح الغرب بأن تقع أفغانستان في أيدي الصين وروسيا.

كما تروّج وسائل الإعلام الغربية بأساليب مخاتلة بعيدة عن الواقع الى أن "سيطرة طالبان على أفغانستان" سيصب في صالح إيران وروسيا والصين.

لكن لماذا يخشى "الغربيون" من دور هذه الدول في تطورات الأوضاع في أفغانستان؟.

نظرة فاحصة على التطورات الاخيرة في أفغانستان تدفعنا لذكر نقطتين رئيسيتين في هذا الصدد:

أولاً: رحّبت غالبية الولايات الأفغانية بوصول طالبان الى الحكم دون أي مقاومة تذكر.

ومن أهم أسباب ذلك "رغبة الشعب في ترك المحتلين" وإدارة بلاده من قبل الأفغان.

ثانيا: لم يجلب تواجد امريكا والناتو لمدة 20 عاما سوى "انعدام الأمن والفساد والأزمات السياسية والاقتصادية".

في وقت بادرت فيه إيران وروسيا والصين لإطلاق عدد من "المبادرات الإقليمية المشتركة" لإنهاء الأزمة الأفغانية، ووضع حدّ لمعاناة الشعب الافغاني.

من الواضح أن الشعب الافغاني الذي يدرك "الطبيعة الحقيقية للمحتلين"، توصل الى حقيقة مفادها ان السبيل الوحيد للخروج من الازمة هو الحوار الداخلي والاتكاء على الدعم الإقليمي.

بناءً على ذلك، إن طالبان بحاجة إلى "مقاربة عقلانية ومنسجمة" مع دول المنطقة.

ففي نهاية المطاف هم بحاجة لمساعدة دول اتخذت خطوات كبيرة "لتحقيق السلام وطرد المحتلين من أفغانستان".

في حين يرى "الغربيون" هذه الاستراتيجية على انها بداية لقطع أيديهم عن المنطقة، وتراجع لهيمنتهم الاستعمارية في العالم.

وهاهم يحاولون "تشويه الحقائق" بكل مالديهم للحدّ من فضيحة هروبهم من أفغانستان.


اخبار مرتبط







تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك