معرف الأخبار : 74759
تاريخ الإفراج : 8/17/2021 2:07:17 AM
أهداف حركة الإمام الحسين(ع) في كلمات قائد الثورة الاسلامية

على أعتاب ذكرى عاشوراء الأليمة..

أهداف حركة الإمام الحسين(ع) في كلمات قائد الثورة الاسلامية

نحن اليوم على أعتاب ذكرى عاشوراء الأليمة، فننشر لكم ما جاء في كلمات قائد الثورة الاسلامية الإمام الخامنئي، والتي تحدثت عن أهم أهداف ثورة الإمام الحسين (ع) لمواجهة الظلم والفساد الأموي وطلب الاصلاح في الأمة الاسلامية.

الإمام الحسين (ع) لدى خروجه من المدينة كتب وصيته التاريخية لأخيه محمد بن الحنفية والتي قال فيها: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".

فأبو عبد الله (ع) قد أوصى أخاه محمداً بن الحنفية، مرّتين: الأولى عند خروجه من المدينة، والثانية عند خروجه من مكة، وأتصوّر أنّ هذه الوصية كانت عند خروجه من مكة في شهر ذي الحجّة ـ فبعد الشهادة بوحدانية الله ورسالة النبي (ص) و... يقول الإمام (عليه السلام): "وإنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت أريد الإصلاح في أمّة جدّي" أي أريد الثورة لأجل الإصلاح لا للوصول إلى الحكم حتماً أو للشهادة حتماً، والإصلاح ليس بالأمر الهين، فقد تكون الظروف بصورة بحيث يصل الإنسان إلى سدّة الحكم ويمسك بزمام السلطة وقد لا يمكنه ذلك ويستشهد، وفي كلتا الحالتين فالثورة تكون لأجل الإصلاح. ثمّ يقول (عليه السلام): "أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي". والإصلاح يتمّ عن هذا الطريق، وهو ما قلنا إنّه مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إنَّ الحسين بن علي (ع) لم يتوجه إلى كربلاء بهدف القتال؛ فالذي يذهب إلى ميدان القتال لابد له من الجنود؛ ولكن الإمام الحسين بن علي (ع) كان قد حمل معه أهل بيته من النساء والأطفال، مما يعني أن حادثة ستقع في ذلك المكان وستدغدغ عواطف البشرية على طول التاريخ حتى تتضح عظمة ما قام به الإمام الحسين (ع).. لقد كان الإمام الحسين (ع) يعلم أن أعداءه حقراء وسفهاء، وكان يرى أن الذين جاؤوا لقتاله ليسوا سوى شرذمة من أراذل وأوباش الكوفة طمعاً في الحصول على عطية تافهة وحقيرة هي التي دفعتهم إلى هذا المسلك وارتكاب مثل هذه الجريمة العظمى، وكان يعلم بما سيحلّ بنسائه وأبنائه. فالإمام الحسين (ع) لم يكن غافلاً عن كل هذا، ولكنه لم يكن مستعداً للاستسلام والعودة عن قراره، بل كان يحثّ على مواصلة السير مما يدل على أهمية هذا الطريق وعظمة هذا العمل.

لقد وردت عبارة في زيارة أربعين الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) تنطوي على مغزى عميق وهي جديرة بالتأمل والتدبر كسواها من العبارات الكثيرة الواردة في مثل هذه الزيارات والأدعية... وإنها ناظرة إلى أهداف النهضة الحسينية. وهذه العبارة هي «وبذل مهجته فيك». وقد وردت في زيارة الأربعين التي تأتي فقراتها الأولى على صورة دعاء يناجي به المتكلم المولى سبحانه وتعالى فيقول: "وبذل مهجته فيك"  أي الحسين بن علي (عليهما السلام) "ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة". فهذا هو أحد جوانب القضية وهو المتعلق بصاحب النهضة أي الحسين بن علي (عليه السلام). وأما الجانب الآخر فيرد في الفقرة التالية التي تقول: "وقد توازر عليه من غرّته الدنيا وباع حظه بالأرذل الأدنى" في وصف للواقفين على الجبهة المضادة، وهم الذين غرتهم الدنيا بالمطامع المادية والزخارف والشهوات والأهواء النفسية فباعوا حظهم من السعادة الدنيوية والأخروية بالأرذل الأدنى. وهذه هي خلاصة النهضة الحسينية.

عزّة وشموخ الإمام الحسين (ع)

إن سلوك الإمام الحسين (ع) منذ خروجه من المدينة وحتى يوم استشهاده في كربلاء كان منطوياً على المعنويات والعزة والشموخ وفي نفس الوقت مغموراً بالعبودية والتسليم المطلق لأمر الله، وهكذا كان دائماً وفي كل المراحل.

ففي ذلك اليوم الذي جاءته مئات وربما آلاف الرسائل تحمل نداء القائلين بأنهم شيعته وأنصاره وأنهم في الكوفة والعراق بانتظار وصوله، فإنه لم يصب بالغرور. وعندما قال: "خطَّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة" فإنه كان يتحدث عن الموت ولم يهدد الأعداء وينذرهم بالويل والثبور، كما أنه لم يقم بترغيب أصحابه ولم يقم بتقسيم مناصب الكوفة بينهم.

لقد كانت حركته حركة إسلامية مفعمة بالعلم والمعرفة والعبودية والتواضع في ذلك اليوم الذي مد فيه الجميع إليه أيديهم وأظهروا له الود والإخلاص. وحتى في كربلاء عندما حاصره ثلاثون ألفاً من الأراذل والأوباش مع أصحابه الذين لم يبلغوا المائة وهددوه هو ومن معه من أعزائه بالموت، كما هددوا نساءه وحرمه بالأسر، فإن هذا الرجل الإلهي والعبد الرباني العزيز في الإسلام لم تبد عليه ذرة من الاضطراب.

يقول ذلك الراوي الذي ينقل أحداث يوم عاشوراء التي تناقلتها الألسن والكتب: "فو الله ما رأيت مكسوراً أربط جأشاً من الحسين (ع)". فالإنسان يلتقي الكثيرين في ميادين الحرب المختلفة وفي الساحات الاجتماعية والعرصات السياسية وسواها من المجالات الأخرى التي تضم ذوي الابتلاءات المختلفة؛ ولكن الراوي يحكي عن عدم مشاهدته لأحد مثل الحسين بن علي (ع) في موقفه هذا، حيث نـزلت عليه شتى المصائب، غير أنه واجهها بوجه مستبشر قاطع، مما يدل على قوة العزيمة ورسوخ الإرادة والتوكل على الله.. فهذه هي العزة الإلهية، وهذا هو الموقف الذي خطّه الإمام الحسين (ع) في سجل التاريخ.

خلود واقعة كربلاء

بلغ الإمام الحسين (ع) وأصحابه ـ الذين نلطم على صدورنا ونبكي لأجلهم ونحبّهم أكثر من أبنائنا ـ قمة الغربة، وكانت نتيجة ثورته بقاء وحيوية الإسلام الى اليوم.. إذاً واقعة كربلاء حية وباقية ليس في قطعة من الأرض صغيرة فقط، وإنّما في مساحة مترامية الأطراف من محيط الحياة البشرية.

إنّ كربلاء موجودة في كلّ شيء؛ في الأدب، في الثقافة، في السنن والآثار، في الاعتقادات، وفي القلوب.


اخبار مرتبط










تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك