جاء ذلك في كلمة ألقاها ظريف، اليوم الاربعاء، امام الاجتماع الافتراضي التاسع عشر لوزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية (D8) في نور سلطان (أستانا).
وفي إشارة إلى أزمة كورونا غير المسبوقة وتداعياتها الخطيرة على اقتصادات الدول الأعضاء، اوضح ظريف أن من الدروس التي يجب تعلمها من هذه الأزمة، هي كيف يمكن أن تؤدي أزمة صحية إلى أزمات اقتصادية وإنسانية وأزمة تعليم وعدم التكافئ في المجتمع الدولي، وقال ان البلدان النامية تتحمل التكلفة الرئيسية لهذه التداعيات.
وتطرق ظريف الى العقوبات الأمريكية القمعية ضد الشعب الإيراني أثناء تفشي وباء كورونا، واصفا الشعور المتزايد بالتضامن بين الدول والاستعداد للتعاون في أوقات الأزمات بأنها دروس إيجابية لعصر كورونا.
وفي جانب آخر من كلمته، اعتبر وزير الخارجية، تيسير التجارة وزيادتها، والتوسع في اتصالات النقل، وتعزيز السياحة والاستفادة من القدرات التكنولوجية والبشرية خاصة الشباب، من أولويات منظمة D8، معلنا استعداد ايران للتعاون الجاد في هذه المجالات.
وعقد اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية برئاسة وزير خارجية بنغلاديش وحضره وزراء خارجية مصر وإندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا عشية القمة العاشرة للمجموعة .
وستعقد القمة الافتراضية للقادة اليوم بحضور الرئيس حسن روحاني ويترأسها رئيس وزراء بنغلاديش.
* عملية استانا ومؤتمر سيكا
وفي إطار مباحثاته في كازاخستان المحطة الثالثة في جولته بدول آسيا الوسطى، التقى وزير الخارجية، الاربعاء، في عاصمة كازاخستان نور سلطان، بالرئيس الكازاخي "قاسم جومارت توكايوف"؛ حيث استعرض الجانبان مفاوضات السلام السورية بصيغة استانا، ومؤتمر سيكا (للتفاعل واجراءات بناء الثقة في اسيا).
وافادت الدائرة الاعلامية بوزارة الخارجية، ان اللقاء بين ظريف وتوكايوف، جاء على امتداد زيارة وزير الخارجية الايراني الحالية لجمهورية كازاخستان، ومباحثاته مع كبار المسؤولين في هذا البلد.
واستعرض الجانبان الايراني والكازاخستاني، خلال هذه المباحثات، مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين؛ بما في ذلك التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي وعملية السلام في افغانستان، ومفاوضات السلام السورية بصيغة استانا ومؤتمر سيكا الاسيوي (للتفاعل واجراءات بناء الثقة).
الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية، جمهورية كازاخستان بانها واحدة من الدول الجارة والصديقة بالنسبة لايران في منطقة بحر قزوين؛ منوها في السياق بأهمية المواقف المتقاربة للبدلين حيال القضايا الاقليمية والدولية.
* قواسم مشتركة كثيرة تربط بين إيران وكازاخستان
كما اكد ظريف، ضرورة العثور على قنوات مستديمة للتعاون المشترك بهدف الحفاظ على العلاقات القائمة بين طهران ونورسلطان وتوسيعها.
في المقابل، لفت رئيس جمهورية كازاخستان الى المساحات التاريخية المشتركة بين بلاده وايران؛ مؤكدا على اهمية تطوير التعاون في شتى المجالات بين الجانبين.
وصرح توكايوف خلال اللقاء مع وزير الخارجية اليوم : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، شريكة اقليمية رئيسية بالنسبة لجمهورية كازاخستان في المنطقة؛ مؤكدا على ضرورة توسيع التعاون الاقتصادي والسياسي بين طهران ونورسلطان.
كما أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لدى لقائه الاربعاء، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكازاخستاني "مختار تيلو باردي" في العاصمة الكازخية نورسلطان (استانا)، على رغبة إيران وكازاخستان في توسيع العلاقات الثنائية، وقال: إن هناك الكثير من المشتركات التاريخية والثقافية والسياسية والاقتصادية بين البلدين وهذه العلاقات عززت من ارتباط الجانبين.
ونوّه ظريف الى انه اجرى محادثات ممتازة مع المسؤولين في كازاخستان تناولت مواضيع اقليمية ودولية مهمة.
وشكر ظريف حكومة وشعب كازاخستان على كرم الضيافة وقال: يسعدني أن ألتقي بمسؤولي جمهورية كازاخستان مرة أخرى في نور سلطان، مضيقا: لقد جرت مباحثات ممتازة حول القضايا الإقليمية والدولية المهمة، ونشكر كازاخستان على دعمها للجمهورية الإسلامية الإيرانية على الساحة الدولية، ونحن سعداء للغاية على الدور الإيجابي الذي لعبته كازاخستان في مختلف القضايا مثل الملف النووي الإيراني والملف السوري و عملية أستانا، ونقدر الدور الرائد للرئيس نزارباييف في مختلف القضايا، بما في ذلك عالم خال من الأسلحة النووية، ونحن ندعم هذا الموقف بالكامل.
وأضاف وزير الخارجية: كما بحثنا القضايا الإقليمية وخاصة الأزمة الأفغانية وضرورة احترام إرادة الشعب الأفغاني وإنجازاته وتم التأكيد على ضرورة استمرار الديمقراطية في أفغانستان والتوازن العرقي واللغوي في المستقبل السياسي للبلاد.
*العلاقات الثنائية
وتابع: في مجال العلاقات الثنائية، تمت التأكيد على توسيع هذه العلاقات ووجود إيران في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وعلى الاستخدام السلمي لبحر قزوين، وهو ما يتم بشكل مشترك بين إيران وكازاخستان.
وأشار ظريف الى مناقشة موضوع السكك الحديدية وطرق الترانزيت بين إيران وكازاخستان وباقي دول الجوار وضرورة زيادة الاتصال الإقليمي والدولي، وقال إن ايران تولي اهتماما لوجود كازاخستان في اينجه برون وميناء بندرعباس وجابهار ، موضحا ان إيران هي طريق كازاخستان إلى المياه الدولية.
*وثيقة لتعزيز التعاون
ووقع الوزير "ظريف" و"مختار تيلو بردي" الاربعاء، على وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي في العاصمة نورسلطان.
وجاء التوقيع على الوثيقة انطلاقاً من روح المساهمة والتعاون بين البلدين ورغبتهما في زيادة تعزيز الصداقة والأخوة والعلاقات بين البلدين وتعزيز علاقات الجوار القائمة على الاحترام المتبادل والثقة والفهم المشترك.
واكد الجانبان في الوثيقة التي تضم 15 بندا على أهمية استمرار المحادثات البناءة حول العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية من أجل تحقيق التفاهم وتوسيع التعاون القائم وتوفير فرص جديدة للتعاون وإزالة العوائق المحتملة القائمة على الإرادة السياسية الإيجابية في إطار ميثاق الأمم المتحدة والأعراف المعترف بها دوليًا، والالتزام بالترتيبات السابقة بين البلدين وأهمية إجراء مشاورات منتظمة وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والبيئية والعسكرية والأمنية والثقافية.
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد وصل الى طشقند العاصمة الاوزباكستانية المحطة الاولى في جولته على دول اسيا الوسطى، صباح الاثنين الماضي واجرى محادثات مع نظيره الاوزبكي عبدالعزيز كامل اوف كما التقى رئيس الجمهورية شوكت ميرضيايف للبحث في العلاقات الثنائية واهم التطورات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وزار ظريف يوم أمس قيرغيزيا المحطة الثانية في جولته الاسيوية، واجرى محادثات مع نظيره القرغيزي ورئيس الجمهورية "صادير جاباروف"، تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية والدولية .
نورنيوز-وكالات