معرف الأخبار : 57859
تاريخ الإفراج : 12/30/2020 11:59:48 AM
الشهيدان سليماني والمهندس كما لم نعرفهما

الشهيدان سليماني والمهندس كما لم نعرفهما

كثيرون سمعوا بالشهيدين سليماني والمهندس أبطالاً في ساحات المعارك التي امتدت من معشوقته فلسطين الى حرب تموز عام 2006 الى جانب القائد الكبير الحاج عماد مغنية وصولاً الى المؤامرة الكونية على سورية والعراق واليمن ودول أخرى لعب فيها الحاج قاسم سليماني دوراً كبيراً وموجعاً للمخطط الاميركي في المنطقة.

لم يكن الشهيد سليماني بطلاً إيرانياً بالمعنى القومي فحسب، بل كان بطلاً في كل ساحات الامة الاسلامية ونصيراً للمظلومين أينما احتاجوا إليه حتى تخطّى دوره العسكري الى سياسي ودبلوماسي ومفاوض خفيّ وهذا ما عبّر عنه بريمر عندما قال :” كنا عندما نفاوض العراقيين على الحكومة نشعر اننا نفاوض الشبح قاسم سليماني واقفاً خلف الباب”.

إسم قاسم سليماني شكّل رعباً في قلوب في الارهابيين التكفيريين في سورية والعراق فلم يدخل في معركة الا وخرج منها منتصراً من دمشق الى حلب حتى أنّ بعض المناطق كان يرصد فيها هروب الارهابيين لمجرد السماع بإسمه فاستحقّ بجدارة وسام ذوالفقار الذي قلّده اياه سماحة الامام الخامنئي ” دام ظلّه”.

أما في العراق فقد التقى بتوأم روحه الجهادي الحاج أبو مهدي المهندس حيث ترافقا على النصر معركة تلو الاخرى حماية للمقدسات والاراضي العراقية عابرين لكل الطوائف والمذاهب والاديان حتى تطهير أرض علي ابن ابي طالب(ع) من كامل الرجس الارهابي حتى امتزجت دماؤهما الطاهرة ليفتحا بتلك الدماء مرحلة جديدة من إخراج القوات الامريكية من كامل المنطقة وصولاً الى تحرير فلسطين .

فلسطين الحكاية التي لطالما جهدا على حياكة تحريرها وتجهيز أرض تطهير ارضها من الرجس الصهيوني إكمالاً لمسيرة العظماء من الامام الخميني (رض) الى الشيخ راغب حرب وسيد الشهداء السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية وكل الشهداء الابرار على هذا الطريق .

كل هذه البطولات الجهادية لم تخفِ الوجه الانساني النيّر الذي جسّد أعلى القيم الاخلاقية من التواضع الذي شكّل سمة لا مثيل لها بحجم هذين القائدين فمن عرفهما عن قرب يلمس بشكل واضح التواضع الكبير في منظومة حياتهما ، والانسانية اذ كانا يشعران ويعيشان آلام الناس عن قرب ويعملان على مساعدتهم بكل الامكانيات المتوفرة حتى تأمين الكهرباء والمشتقات النفطية والمواد الغذائية ، وحبهما لمظاهر البساطة بالرغم من امتلاكهما امكانيات مادية ضخمة لكنهما كانا يفضلان تخصيصها لامور غير شخصية اللهم الا من بعد ما يفرض عليهما من اجراءات امنية .

الشهيدان سليماني والمهندس لم يكونا يوماً الا في الصفوف الامامية لخطوط المواجهة فلم تكن تعرفهما انهما قادة الا من هيبتهما التي أعزهما بها الله سبحانه وتعالى .

الشهيدان سليماني والمهندس عاشا لله ، وجاهدا في سبيل الله ، واستشهدا في سبيل الله … وسيكون الله حتماً نصيرهما في تحقيق ما جاهدا له : تحرير فلسطين واقتلاع الشيطان الاكبر من المنطقة ، وهذا وعدٌ قطعه المجاهدون واولياء الامر حتى تحقيق وعد الله .


فادي بودية – المدير العام لمجلة مرايا الدولية
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك