معرف الأخبار : 44693
تاريخ الإفراج : 3/9/2020 12:19:07 PM
حصاد مباحثات شمخاني المكثّفة مع كبار المسؤولين في العراق

نورنيوز...

حصاد مباحثات شمخاني المكثّفة مع كبار المسؤولين في العراق

التقى امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني، يوم أمس الأحد، كبار المسؤولين في العراق، وأجرى مباحثات مكثّفة مع قيادات عراقية من ضمن مستشار الامن الوطني العراقي فالح الفياض ورئيس جهاز الاستخبارات الوطني مصطفى الكاظمي ورئيس حكومة تصريف الاعمال عادل عبدالمهدي ورئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ووزير الصحة جعفر صادق علاوي، داعيا إلى تشكيل حكومة عراقية قوية وفاعلة مبنية على أصوات وإرادة الشعب العراقي، وهو ما يمثل رغبة دائمة لإيران.

كما التقى امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني خلال الزيارة التي استغرقت يوما واحدا "وصل مساء السبت وعاد مساء الأحد الى طهران"، في مقر تيار الحكمة الوطني، زعيم التيار السيد عمار الحكيم وعددا من الشخصيات وقادة التيارات السياسية في العراق من ضمنهم نوري المالكي وحيدر العبادي وهادي العامري.

العراق ليس بحاجة الى القوات الأجنبية

واستهل شمخاني لقاءاته أمس الأحد بالإجتماع مع مستشار الامن الوطني العراقي "فالح الفياض" في بغداد، وبحث معه طيف واسع من الموضوعات التي تهم البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

وعرّج شمخاني على التجربة الناجحة للتعاون بين البلدين في حربهما ضد الارهاب التكفيري، قائلاً: "اليوم ، حلّت الحرب الإدراكية كأحد أبعاد الحرب الهجينة مكان فتنة الإرهاب، ويحاول داعمو داعش ومؤسسيه من خلال هذه الحرب بلوغ الأهداف التي لم تتحقق سابقا وبتكلفة أقل.

أشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني خلال اللقاء، بتصويت البرلمان العراقي، على إخراج القوات الأمريكية من البلاد، قائلا: أظهر انتصار الحكومة العراقية والقوات المسلحة والشعب العراقي الشجاع في معركتهم الموفقة والبطولية ضد إرهابيي داعش والجماعات التكفيرية أنهم ليسوا بحاجة إلى قوات أجنبية لتوفير أمن بلادهم.

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني تطرّق الى تهويل التهديدات الواهية، وإضعاف قدرة التحمّل الاجتماعية في مواجهة المشكلات وقلب الحقائق معتبراً أنها من أبرز الحيل التي تعتمدها الحرب الإدراكية، وقال:  يجب حشد كافة الإمكانات الثقافية والاجتماعية والشعبية بالكامل من أجل حماية مصالح إيران والعراق من الهجمة الجبانة المتمثلة في "الإرهاب الإدراكي".

في ختام كلامه أشار شمخاني الى تفشي فيروس كورونا في كل من ايران والعراق، مؤكدا جاهزية الجمهورية الاسلامية لمساعدة العراق في مواجهة هذا الفيروس.

واعتبر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني، الخطوة التي اقدمت عليها الحكومة والبرلمان والشعب العراقي بمظاهراته المليونية التي طرح فيها مطلب المنطقة بأسرها في إخراج القوات الأمريكية من العراق، بأنها جديرة بالثناء.

واكد شمخاني للفياض بأن الصهاينة هم ضد امن واستقرار المنطقة، واضاف: إننا نأمل بأن يصل اليوم الذي لا يكون فيه اثر للصهاينة في هذه المنطقة التي نعيش فيها.

من جانبه عبّر مستشار الأمن الوطني العراقي فالح فياض عن ارتياحه لزيارة الأدميرال شمخاني إلى العراق، وقال: العلاقات الدينية والثقافية والاجتماعية العميقة بين البلدين، وكذلك الشراكات السياسية القوية بين طهران وبغداد في الظروف الفريدة جعل العلاقات أقوى.

ودعا الفياض، الأحد، الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إلى مواجهة خطر مرض كورونا كما تم التعاون سابقاً بين العراق وايران في مواجهة داعش.

بدء العد التنازلي لإخراج امريكا من العراق

وخلال لقائه رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي "مصطفى الكاظمي" في بغداد أكد شمخاني، انه في ضوء الظروف السياسية والامنية في العراق فان دور الاجهزة الامنية والاستخبارية مهم ومعقد جدا لإدارة الظروف الجديدة.

وأشار شمخاني الى ان التطورات السياسية والامنية في العراق مؤثرة بصورة جدية في امن واستقرار المنطقة.

واكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني بان تشكيل حكومة مقتدرة وفاعلة في العراق مبنية على اصوات وارادة الشعب العراقي، يمثل رغبة دائمة للجمهورية الاسلامية الايرانية.

كما عرّج شمخاني خلال لقائه الكاظمي على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ومن معهما من رفاق درب المقاومة، وقال: ان عملية الاغتيال الغادرة واللئيمة لقادة جبهة المقاومة الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابومهدي المهندس، جاءت نتيجة لخطأ استراتيجي من قبل ترامب والفريق الشرير الحاكم في البيت الابيض.

وأكد شمخاني بأن العد العكسي لإخراج امريكا من المنطقة قد بدأ منذ فجر يوم 3 كانون الثاني /يناير (يوم استشهاد سليماني والمهندس)،مضيفاً: ان إقامة المظاهرات المليونية والتاريخية المعارضة للاحتلال الاميركي ودعم الاستقلال والسيادة الوطنية العراقية، مؤشر الى الدور الطليعي والرائد للشعب العراقي الزاخر بالمفاخر في مسار اخراج اميركا من المنطقة.

تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية

كما التقى التقى الادميرال علي شمخاني في وقت متأخر مساء أمس الأحد، الرئيس العراقي برهم صالح، في قصر السلام في العاصمة بغداد.

وأكد شمخاني خلال اللقاء على الموقف الثابت للجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم سيادة العراق وما يصون استقلال وإرادة الشعب العراقي في جميع المجالات.

أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني اعتبر أن التركيبة السياسية للعراق متقدمة ومتينة، وأشار الى التقلبات السياسية والإجتماعية الأخيرة في هذا البلد، قائلا: الشعب العراقي الفطن والواعي تمكّن من خلال ملحمة جهاد لامثيل لها من الإنتصار على الإرهاب التكفيري، وهو قادرٌ على تحديد مصالحه ومنافعه على أحسن وجه دون الحاجة الى تواجد أو تلقي توجيهات من الغرباء.

وأعرب شمخاني عن أمله في أن تتولى الحكومة العراقية ، في أقرب وقت ممكن، وبمشاركة أكبر المجموعات السياسية والتيارات القومية والدينية، ما يلبّي إرادة ومتطلبات الشعب العراقي.

وجدّد شمخاني إرادة قادة البلدين لتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وأشاد بجهود الرئيس العراقي لتسريع اتفاقات البلدين حول القضايا الاستراتيجية.

الرئيس العراقي أكد بدوره أن ضرورة التعاون بين العراق وايران للحد من انتشار فيروس كورونا، وعلى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية، وتطوير سبل التعاون في المجالات المختلفة خدمة لمصالح الشعبين الجارين، وضرورة التنسيق والعمل المشترك في مجال محاربة الإرهاب والتطرف، ودعم جهود العراق في الحفاظ على سيادته وأمنه.

وأشار صالح إلى "وجوب متابعة الجهود والتعاون بين البلدين للحد من انتشار فايروس كورونا للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين".

ايران تدعم إستقرار حكومة يدعمها الشعب العراقي

وخلال لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبدالمهدي، قال شمخاني: نتوجه بالشكر للحكومة والبرلمان في العراق لردّهم السريع على الاغتيال الوحشي لشهداء المقاومة الحاج الشهيد قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس، وقيامهم بالتصويت على مشروع قانون إخراج القوات الأمريكية من العراق.

تابع امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني: نظراً للظروف الحساسة التي يمرّ بها العراق والدور الذي يلعبه هذا البلد في ترسيخ الاستقرار والأمان في المنطقة، ندعم الإستقرار بأسرع وقت لحكومة يدعمها الشعب العراقي.

أضاف: معلومات دقيقة تُشير إلى أن المحور الغربي العبري والعربي، بذل كل جهد ممكن لإبقاء حالة عدم الاستقرار مستمرة في العراق.

وأشار شمخاني الى دور المرجعية الدينية العليا في الحفاظ على استقرار العراق، قائلا: كانت المرجعية الدينية في العراق ركيزة أساسية للوحدة والتماسك الوطنيين على الدوام ورسمت بحق خارطة الطريق للسياسة وللناس في الوضع الحرج الراهن.

أضاف: نظرا للدور الفريد الذي تلعبه المرجعية العليا بتوفير الاستقرار والأمان في العراق، حاول الغرباء بكل ما يملكون من أدوات خلق حالة من الشقاق بين النظام والشعب والمرجعية.

وقال: إمكانيات وإنجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي في توفير الأمن بالبلاد دون الحاجة إلى قوات أجنبية جديرة بالثناء.

كما عرّج شمخاني على موضوع التواجد الأجنبي في العراق، قال: أظهر الجيش والقوات الشعبية في العراق خلال حربهما على الارهاب التكفيري الذي كان يحارب في الوكالة عوضاً عن الغرب بغية تقسيم العراق، أنهما قادران على ترسيخ الأمان والاستقرار دون الاعتماد على القوات الأجنبية.

وأضاف: أحد أبرز الدلائل على ضرورة تعزيز التعاون بين ايران والعراق وجود عدو مشترك لكلا شعبيهما الأحرار والمقاومين.

واعتبر أن محاولات الأعداء لاسيما أمريكا والكيان الصهيوني لإيجاد حالة من التآكل والإرهاق الاجتماعي في الدول التي تقف على الخط الأمامي لجبهة المقاومة، من أهم الأسباب التي تدعو لتحقيق الاتحاد والانسجام بين الشعوب الاسلامية في المنطقة.

من جهته، قال عبد المهدي "لا يريد الشعب العراقي والحكومة العراقية أن يكون بلدهم ساحة لتصفية الدول الأخرى خلافاتها وحساباتها على أراضيه".

وبلقاء موسع بحث شمخاني مع رئيس ائتلاف النصر في العراق، حيدر العبادي، أهمية العلاقات العراقية الايرانية وواقعها وآفاق تطويرها على أساس من السيادة التامة والمصالح المشتركة وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلدين.

وشدد العبادي خلال اللقاء بحسب بيان له "على خطورة ما تمر به المنطقة، وضرورة تعضيد العلاقات العراقية - الايرانية وفق أسس واضحة لضمان تطور العلاقات بما يخدم مصالح البلدين وعموم الاستقرار والسلام والتنمية بالمنطقة".

والتقى امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني عددا من قادة الاحزاب والتيارات السياسية العراقية في مكتب زعيم تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، من ضمنهم نوري المالكي وهادي العامري والسيد عمار الحكيم.

وجرى البحث خلال اللقاء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك منها قضايا العراق السياسية والمنطقة.

ووصل امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني، مساء أمس الأول السبت، الى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد سياسي وأمني رفيع المستوى.

وغادر امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني بغداد في ختام زيارته لها بوقت متأخر مساء الاحد عائدا الى طهران، بعد جولة من المباحثات المكثّفة بحث خلالها تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التنسيق بين البلدين لمواجهة وباء كورونا وترسيخ الاستقرار والأمان في المنطقة.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك