معرف الأخبار : 44464
تاريخ الإفراج : 3/6/2020 11:44:18 AM
قتل وحرق منازل وتمزيق ملابس نساء.. هندوس يعتدون على المسلمين بالهند

قتل وحرق منازل وتمزيق ملابس نساء.. هندوس يعتدون على المسلمين بالهند

منذ مجيء ناريندرا مودي رئيسا لوزراء الهند عام 2014، وضع كثير من المسلمين أيديهم على قلوبهم خشية مما سيقع وكانوا متأكدين من حدوثه.

وسبب هذا اليقين معرفتهم بماضي مودي الذي انضم في شبابه إلى المنظمة القومية الهندوسية (راشتريا سوايامسيفاك سانغ)، وترأس ولاية غوجارات ما بين عامي 2001 و2014 ،ووجهت له انتقادات واسعة بسبب عدم تحركه خلال اضطرابات قتل فيها مئات المسلمين بالولاية.

كما أن أوروبا والولايات المتحدة قاطعته لسنوات، واتهمته منظمات حقوقية بما أسمته "تشجيعا ضمنيا" لأحداث العنف الديني التي ذهب ضحيتها مسلمون.

وأثار مودي غضبا واسعا عام 2013 قبل تقلده منصب رئيس الوزراء بعام واحد، عندما قارن بين ضحايا أعمال العنف التي راح ضحيتها مسلمون وبين "الجراء التي تدهسها السيارات".

وبمجرد فوز حزبه بهاراتيا جاناتا في مايو/أيار الماضي بالانتخابات (303 مقاعد من أصل 542)، سارعت الحكومة في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى الكشف عن قانون الجنسية المعدل الذي اعتبر محاولة لتحويل الهند إلى "وطن للهندوس" يقصي المسلمين.

ويسمح القانون بتعديل قانون الجنسية لعام 1955 وتضمينه مادة تقبل تجنيس مهاجرين من ثلاث دول مجاورة هي باكستان وبنغلاديش وأفغانستان شريطة أن يكونوا هندوسا أو مسيحيين أو سيخا.
اعلان

وتسبب القرار في خروج مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع، منددين بخطوة الحكومة، ومشددين على أنه يهدد استقرار البلاد وأمنها.

قبيل ذلك، سارع مودي وحكومته إلى إلغاء المادة 370 من الدستور والتي كانت تمنح إقليم كشمير حكما ذاتيا وحق تقرير المصير، مما أزّم العلاقات مجددا مع باكستان المجاورة، وتسبب في اضطرابات وحدوث أعمال عنف.

وخلال الفترة نفسها، وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعطت المحكمة العليا الهندية الحق للهندوس في بناء معبدهم على أنقاض مسجد بابري الذي هدمه متطرفون هندوس عام 1992 بذريعة إعادة بناء معبد رام، وتسبب في اندلاع أحداث عنف كبيرة بين المسلمين والهندوس.

 في هذه الأجواء المحتقنة ضد المسلمين، بات مفهوما تدهور الأوضاع الأمنية منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، واندلاع أعمال عنف طائفية سقط ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وحرقت ودمرت ممتلكات كثيرين.

ونقلت تقارير إعلامية تفاصيل إحراق منازل وممتلكات مسلمين من طرف متطرفين هندوس كانوا يرددون شعارات دينية أثناء اعتداءاتهم.

وقالت تلك التقارير إن سيدات مسلمات أكدن أن المتطرفين الهندوس أشعلوا النيران في متاجر ومنازل مسلمين، وألقوا عليها قنابل مولوتوف وأسطوانات غاز، في ظل غياب تام للشرطة التي لم تأت إلا بعد فترة طويلة رغم اتصالات متكررة بها وتأكيدها أنها ستحضر خلال خمس دقائق.

واضطرت كثير من النساء إلى الفرار من المكان برفقة أطفالهن، وقد تركن ممتلكاتهن خلفهن.

ونقلت شبكة "بي.بي.سي" البريطانية عن ضحايا من النساء قولهن إن المعتدين مزقوا ملابسهن أمام أطفالهن.

وبحسب باتريك كوبيرن في مقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية نشر مؤخرا، فإن المسلمين يُقتلون في الهند وسط غياب رد فعل دولي يدين ما يجري.

وقارن الصحفي المتخصص في حروب الشرق الأوسط بين ما يجري حاليا للمسلمين في الهند، وبين أعمال العنف التي حدثت لليهود يومي 9 و10 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 في كل من ألمانيا والنمسا ومناطق في تشيكوسلوفاكيا المحتلة من قبل القوات الألمانية.

وضرب الكاتب البريطاني مثلا على ذلك بحالة طفل لم يتجاوز عمره العامين، جرده المعتدون الهندوس من ملابسه ليتأكدوا إن كان مختونا أم لا، بالنظر إلى أن الختان عادة إسلامية لا هندوسية.

وانتشرت عدة مقاطع فيديو تظهر مواطنين هنودا مسلمين وقد غطت الدماء وجوههم، وأجبِروا على الانبطاح وترديد أناشيد وطنية.

ويتساءل من هربوا من منازلهم للنجاة بحياتهم هل سيتمكنون من العودة والعيش بها مجددا بسلام.


نورنيوز-وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك