ووقع المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد والزعيم السياسي لطالبان الملا عبد الغني بارادار الاتفاق يوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وبعد الاتفاق بفترة وجيزة قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيقابل زعماء من الحركة في المستقبل القريب ورفض الانتقادات الموجهة للاتفاق.
وذكرت طالبان أن بارادار التقى وزراء خارجية تركيا وأوزبكستان والنرويج في الدوحة إضافة لدبلوماسيين من روسيا وإندونيسيا ودول جوار في خطوة تشير إلى عزم الحركة الحصول على شرعية دولية.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: الوفود التي التقت الملا بارادار عبرت عن التزامها بإعادة إعمار أفغانستان وتنميتها... الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان تاريخي.
وأضاف: بارادار تلقى رسائل تهنئة وشكر (الوزراء والدبلوماسيين) لحضور المراسم.
من جهته قال الرئيس الأفغاني أشرف غني يوم الأحد إن الحكومة لم تقطع تعهدا بالإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان كما جاء في اتفاق وقعته الولايات المتحدة مع الحركة.
وقال غني في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابول إن مطالبة طالبان بالإفراج عن سجنائها لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا لإجراء محادثات مباشرة مع الجماعة المتشددة.
وينص الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وحركة طالبان يوم السبت على التزام الجانبين بالعمل بسرعة للإفراج عن السجناء من المقاتلين كإجراء لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة من جميع الأطراف المعنية.
ونص الاتفاق كذلك على أنه سيتم إطلاق سراح ما يصل إلى 5000 من سجناء طالبان مقابل ما يصل إلى 1000 أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس آذار.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت، إنه سيجتمع بشكل شخصي مع قادة حركة طالبان في المستقبل القريب ورفض الانتقادات للاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع الحركة الأفغانية.
جاء حديث ترامب بعد ساعات من توقيع ممثلي بلاده وطالبان على الاتفاق الذي قد يمهد الطريق لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بشكل كامل ويشكل خطوة على طريق إنهاء الحرب الدائرة هناك منذ 18 عاما.
وقال ترامب إن الاتفاق سيسمح لبلاده بتقليص عدد القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان من 13 ألفا إلى 8600، نافيا إمكانية الانسحاب بأعداد أكبر من ذلك لكنه أوضح أن واشنطن قد تعيد قواتها إلى أفغانستان سريعا إذا لزم الأمر.
وتعرض ترامب لانتقاد شديد بسبب هذا الاتفاق من مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون الذي قال على تويتر توقيع هذا الاتفاق مع طالبان خطر غير مقبول على مواطني أمريكا المدنيين.
وأضاف بولتون إنه اتفاق على طريقة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما. إضفاء الشرعية على طالبان يبعث بإشارة خاطئة لإرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة ولأعداء أمريكا عموما. ورفض ترامب هذا الانتقاد من مساعده السابق.
وقال ترامب: لا يحق لأحد انتقاد هذا الاتفاق بعد (قتال على مدى) 19 عاما. كانت أمامه فرصة ولم يقتنصها.
ولم يحدد ترامب مكانا لاجتماعه المحتمل مع زعماء حركة طالبان التي حاربت الوجود الأمريكي في أفغانستان منذ بدء الحرب في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن على دول الجوار لأفغانستان المساعدة في الحفاظ على الاستقرار هناك عقب الاتفاق.
ويتوقع كثيرون أن تكون المحادثات المقبلة بين الأطراف الأفغانية أكثر تعقيدا بكثير من الاتفاق المبدئي. لكن ترامب قال إنه يعتقد أن المفاوضات ستنجح في النهاية لأن ”الجميع سئموا من الحرب“.
نورنيوز-وكالات