هدّد يوم امس الخميس المبعوث الامريكي لإيران برايان هوك، اللواء "اسماعيل قاآني" القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري الاسلامي بالاغتيال إن سار على نهج الشهيد سليماني، وأعلن بكل وقاحة: هذا التهديد ليس بالجديد!
هوك وعلى هامش قمّة دافوس في سويسرا حيث كان بمرافقة ترامب لبحث بعض القضايا، عمد في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية على تبرير جريمة بلاده باغتيال الفريق سليماني بذريعة أن الشهيد كان سيلحق الأذى بالجنود الامريكان في المنطقة.
من الواضح أن هذا التهديد الأمريكي كان نابعا من الخوف، لأن واشنطن تلقّت ردّا واضحاً وصريحاً بتعيين اللواء قاآني قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري في نفس اليوم الذي استهشد فيه الفريق قاسم سليماني، مفاده أن الجمهورية الاسلامية الايرانية متمسكّة بمواصلة السير على درب المقاومة بكل قوّة.
يشعر البيت الأبيض الذي يعتبر نفسه الآن خاسرًا للمقامرة التي قام بها ترامب بشأن اغتيال قادة المقاومة، بالخوف من تأكيد قائد الثورة على توسيع نفوذ "المحاربين بلا حدود" في محور المقاومة، محاولاً التستر على حالة القلق والخوف التي تعيشها إدارة ترامب من خلال مواصلة سياسة الترهيب الدولي والتهديد بالاغتيالات، ظاناً بأنه من خلال هذا التهديد سيُؤثّر على الانتقام القاسي لمحور المقاومة.
تدرك أمريكا جيداً بينما لاتزال تحاول التستّر على الإهانة التي هزّت أسطورة هيبتها العسكرية في المنطقة بعد أن دكّت الصواريخ الايرانية قاعدة عين الاسد، أن أي إقدام طائش من قبلها سيواجه ردّا أكثر تدميراً يجعلها تذوق طعم الاهانة من جديد.
تبعات هذا التستر الفاضح والمكشوف، وصل الى درجة أن يستهزأ به كبار السناتورات في أمريكا، من قبيل السناتور "كريس مورفي" حيث أشار ضمنياً الى بيان البنتاغون بشأن نقل 11 جندي امريكي الى ألمانيا، وقال ساخرا: "لا يأخذون أي شخص إلى ألمانيا لعلاج الصداع"!.
من جهة أخرى، إن خوف أمريكا من ردّ قاس ستقوم به فصائل المقاومة التي كانت لها صلات معنوية وعاطفية متينة مع الفريق سليماني ما أشعل حسّ الانتقام في داخلها، أحد أبرز الأسباب التي دفعت برايان هوك لتوجيه تهديداته الطائشة.
أيقنت أمريكا بعد تلقّيها ضربات موجعة من قبل ايران ومشاركة الملايين داخل وخارج ايران في مراسم تشييع وحداد الفريق سليماني، أن "الشهيد سليماني" بات يشكّل خطرا أكبر عليها من "الفريق سليماني"، ولهذا تقوم بتوجيه التهديدات الفارغة والجبانة دون أي حساب لسدّ طريق سيد شهداء المقاومة المتواصل.
الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبته امريكا في مطلع هذا العام باغتيال الفريق سليماني وقادة من المقاومة الذي جاء نتيجة لانخداع البيت الابيض باستشارات الصهاينة، يضيّق الخناق على هذا البلد في جميع الأبعاد السياسية والامنية وحتى الاجتماعية يوما بعد يوم، فمحاولة مبعوث امريكا الى ايران برايان هوك بتهديد الحرس الثوري باغتيال قائد فيلق القدس الجديد جاءت نتيجة لحالة الخوف والقلق التي تعيشها امريكا من المظاهرات المليونية للشعب العراقي ضدها.
في حين تُثبت التجارب أن تهديد وتخويف الأحرار الذين لايهابون الموت ليس فقط لن يُثمر، وإنما سيزيد من شوق "المحاربين بلا حدود" لقلع المحتل والمنتهك والمتسلط من المنطقة.
نورنيوز